تقوم هذه الأيام ماكينة الدعاية الاعلانية بجهود حثيثة لحملات حج هذا العام فقد بدأنا نقرأ في الصحف عن الوعود البراقة التي تعرض كل عام على صفحات الجرائد والنشرات التي توزع في كل مكان, إن هنالك شعورا يكاد يكون عاما وهو ان حملات الحج على الورق أفضل منها على الواقع ولكن هل ننظر لحملات الحج بنفس نظرتنا للوكالات السياحية وقد يكون هذا قياسا غير واقعي باعتبار أن الظروف السياحية غير ظروف الحج سواء فيما يتصل بالزمان والمكان والهدف والغاية ولكن لا يعني هذا أن تقف حملات الحج عند حدود الخدمات الدنيا خاصة أنها تفرض على الناس أجورا مرتفعة.
ولكن ما الذي يجعل الناس يبدون بعض الاستياء من بعض الحملات؟ في تصوري ان هنالك سببين:
السبب الأول: الوعود الاعلانية حيث تقوم الحملة بالاعلان عن برنامجها الذي يشتمل على خدمات قد لا تستطيع الحملة الالتزام بها قد تقول حملة أ بأنها سوف توفر خطا تلفونيا مجانا ثم يفاجأ الناس بعدم وجود خط تلفون أو أن تقول حملة ب بأنها سوف توفر الصالات الباردة والغرف المكيفة ثم لا يكون شيء من هذا أو ان تلتزم حملة ج بنقل الناس من مقر اقامتهم الى الجمرات أو من الجمار الى الحرم وتفاجأ بأنها تؤجر حافلاتها عند الحرم.
السبب الثاني:
ان معظم حملات الحج تعمل بالباطن ففي مكة المكرمة تكتشف بأنك جزء من عدة حملات ففي منى تستقبلك حملة أخرى وتفاجأ بأنك ضمن عدة حملات وفي عرفات تجد نفسك في حملات أخرى في مخيم مشترك، هذه الأشياء لا يعلم عنها الحاج لماذا لا تكون تلك المعلومات والخلفيات واضحة للحاج قبل توقيع العقد.
لقد اجتزنا مرحلة البدايات في مجال حملات الحج بعد التجربة الطويلة التي مرت بها تلك الحملات ولذلك فإن على الحملات ان تسعى الى تطوير امكانياتها وفاعليتها وأدائها.