تعرضت في حديث مضى لقرار الصين الشعبية حظر استخدام نظام مايكروسوفت الجديد نوافذ 2000 في مرافقها التابعة لها وتداعياته المستقبلية والاستراتيجية لبلد مثل الصين, وبعد عدة اسابيع، وقعت عيناي على هذا الخبر الذي اعتقد انه يظهر ان الصين كانت محقة في قرارها على الاقل في ظل ما تطالعنا به الاخبار عن شركة مايكروسوفت ولنورد الخبر اولا:
فقد بثت وكالة الانباء الفرنسية بيانا للمتحدث الرسمي لشركة مايكروسوفت في فرنسا مفاده ان نظام مايكروسوفت النوافذ لم يتم تصميمه بطريقة تتيح لوكالة الاستخبارات الأمريكية التجسس على الاتصالات التي تتم عبر تلك الاجهزة التي تعمل على نوافذ مايكروسوفت وان عملاء الوكالة لا يعملون جنبا الى جنب مع موظفي شركة مايكروسوفت وذلك خلافا لما تشير اليه الاتهامات.
وجاء بيان شركة مايكروسوفت ردا على تقرير نشره قسم الشؤون الاستراتيجية المعني بشؤون الاستخبارات في وزارة الدفاع الفرنسية عن شكوك تدور حول مايكروسوفت ووكالة الامن القومي الأمريكية National Security Agency )NSA( بشأن تعاونهما لتمكين الوكالة من استراق الرسائل من الاجهزة التي تعمل على نظام النوافذ في اي مكان في العالم, وأضاف الخبر بأن نظام النوافذ يوجد في تسعة من كل عشرة اجهزة كمبيوتر في العالم, وطبقا لتقرير أصدرته نشرة ( عالم الاستخبارات Le Monde Du Renseignement) الفرنسية فإن برامج تجسس تدعى Back Doors يشك بأنه قد اتيح لوكالة الاستخبارات اضافتها للنظام لتمكنهم من الدخول الى أية جهاز يعمل على نوافذ مايكروسوفت.
لكن شركة مايكروسوفت انكرت هذه الاتهامات مؤكدة بأنه لا يوجد في فرنسا أو أي بلد في العالم نظام نوافذ من صنع مايكروسوفت يتيح لأية جهة امريكية الحصول على بيانات من البرامج المجهزة به, كما نفت شركة مايكروسوفت أية علاقة لها بالاستخبارات الامريكية, واشار الرئيس الاقليمي لمايكروسوفت بفرنسا مارك تشاردون الى ان الشفرة الأساسية لأنظمة مايكروسوفت قد تم فحصها في معاهد بحوث حكومية فرنسية متقدمة, وأضاف بأن طلبا بهذا الشان لم يتم تقديمه الى مايكروسوفت بفرنسا من قبل السلطات الفرنسية.
واشار متحدث رسمي باسم وزارة الدفاع بأن نشر التقرير في تلك الاصدارة الدورية المتخصصة لا يعني بالضرورة ايمان وزارته بكل ما ورد فيه مؤكدا بأن التقرير قد تم اعداده بمشاركة خبراء اجانب.
ويضع هذا التقرير اكثر من علامة استفهام ويثير الشكوك حول حقيقة ما يحدث فإلى وقت قريب كانت مايكروسوفت تحظر تصدير بعض مكونات انظمتها مثل ملفات التشفير وغيرها الى خارج امريكا لاعتبارات فدرالية امنية وكان من المعتاد ظهور هذه التحذيرات عند القيام بعملية تحديث للنوافذ من موقع الشركة وكان ذلك التحذير الفدرالي مبعث تساؤل لدى الكثيرين عن جدواه ومعناه, وبعد فترة اصبحت هذه التقنيات متاحة لمن هم خارج امريكا خلافا لما كان عليه الحال في السابق, من جهة اخرى كان الكونجرس الامريكي يحظر تصدير اجهزة الكمبيوتر العملاقة (Super Computers) الى الخارج لاسباب أمنية واستراتيجية وبعد فترة اعلنت الهند عن توصلها وبجهود ذاتية الى تصنيع نسختها من تلك الاجهزة العملاقة محليا.
فبالنظر الى تلك المفارقات والمواقف المتباينة في قضية شائكة يصعب التكهن بصدق أي من اطرافها فإن العلاقة التي تدعي جهات فرنسية وجودها بين صناع القرار وصناع التقنية الامريكية تظل مثار تساؤل وتحفظ لدى الآخرين من دول العالم الاخرى ومبررا يبدو مقنعا لامتناع دولة عملاقة كالصين من السماح باستخدام انظمة مايكروسوفت في مرافقها الحكومية, وهذا يدعونا لأن نتذكر قول القائل: (ما حك جلدك مثل ظفرك) فتول انت جميع امرك.
وللمراسلة Khalid * 4u. net