تعليم 21 من هموم التربية د, عبدالعزيز بن سعود العمر |
قلّ ان نجد قضية شغلت بال مديري التعليم ومديري المدارس لدينا مثل ما فعلت قضية قبول الطلاب المستجدين في التعليم العام, فكثيرا ما وجد المسئولون المعنيون بهذا الامر انفسهم في مواجهة مستمرة مع إلحاح واصرار الاهالي على إلحاق ابنائهم بالتعليم قبل بلوغهم السن النظامية, ومما ساعد على بروز هذه الاشكالية غياب التعليم لمرحلة ما قبل التعليم الابتدائي, ورغم تأكيدات الوزارة المتكررة على ضرورة الالتزام بالسن النظامية للقبول الا ان الملاحظ ان بعض المدارس قد استجابت لضغوط اولياء الامور فقبلت طلابا ممن هم دون السن النظامية، وعمدت هذه المدارس الى اخفاء ملفات واسماء تلك الفئة من الطلاب بعيدا عن عين الرقيب.
وقد تتوقع ان اصرار اولياء الامور على إلحاق ابنائهم بالتعليم قبل بلوغهم السن النظامية سوف يقابله حرص واهتمام على المتابعة المستمرة لتعليم ابنائهم, والحقيقة ان الواقع يقول خلاف ذلك, فلايزال البعض (بل لنقل الكثير) من اولياء الامور يرى ان دوره في تعليم ابنه ينتهي عند ايصاله الى عتبة باب المدرسة, ولو قبلنا جدلاً بأن إلحاق ابنك بالتعليم قبل بلوغه السن النظامية قد يكسبك سنة دراسية، فإنك قد تخسر سنوات اذا لم تحسن تصور دورك في تعليمه.
والواقع ان الدول تتباين في تحديدها للسن الادنى للالتحاق بالتعليم النظامي وذلك تبعا لظروفها وفلسفتها, ففي بعض الدول يبدأ التعليم النظامي عند سن الخامسة، وفي دول اخرى يبدأ التعليم عند سن السادسة وفي دول اخرى عند سن السابعة واحيانا يعتمد قرار قبول الطفل على نتائج تقييم لقدراته ومهاراته.
***
* وقفات:
كنت في زيارة للمدرسة بشأن موضوع يتعلق بابني,, وفي اثناء حديثي مع المسئول حول الموضوع ذاته، فوجئت به يتجه لعمل اتصال هاتفي, ظننت في بادئ الامر ان الاتصال يتعلق بطلب معلومات عن ابني ، الا انني اكتشفت انه كان يهاتف شخصا خارج المدرسة بشأن موضوع اخر لا صلة له بموضوع ابني, هكذا نحن دائما، نعمل بطريقة التوازي, فقد تجد الواحد منا يتعامل مع اكثر من قضية ويتحدث مع اكثر من شخص في اللحظة ذاتها, وفي النهاية نصبح كالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى, ان التحدث مع اولياء الامور فن لا يجيده إلا التربوي الناجح.
التستر باسم (المواطن) لكسب ثراء غير مشروع امر مرفوض وسيىء، ولكن الاسوأ منه التستر باسم (الوطن) أو (أي شيء من رموزه) بقصد النفاذ الى (مال) أو (جاه), ان التمترس والاختفاء خلف عبارات رنانة هلامية لا تحمل فكرا سليما واضحا ولا برنامج عمل محدد مثمر يصب في خانة الوطن لم يعد اسلوبا يلائم مقتضيات ومتغيرات العصر, ماذا يمكن للتربية ان تفعل ازاء هذا الأمر؟
|
|
|