** للمعارك الثقافية والصحفية الف لون ولون، والمعركة التي يشهدها الوسط الثقافي والصحفي المصري حالياً بين الكاتب الصحفي عادل حموده وبين الشاعر الكبير احمد فؤاد نجم وعدد من المثقفين والصحفيين اكتسبت لونها وطابعها الخاص فهي من جانب احدثت جدالا لا ينتهي بين كاتب صحفي وشاعر كبير ومن جانب آخر بين الصحفيين انفسهم, الأمر الذي وضع عادل حموده في مرمى نيران المثقفين والصحفيين معاً فأصدر الشاعر احمد فؤاد نجم مؤخرا كتاباً بعنوان انا بقى وعادل حموده يرد فيه على الاتهامات التي سبق ان وجهها حموده له في مقال بجريدة الاهرام بعنوان (الجياد لا تباع في السوبرماركت) واتهم في الشاعر بمحاولته التقرب لرجال الأعمال وعاب عليه حضور احتفال بمناسبة بلوغه السبعين اعده رجل الاعمال نجيب سايروس.
الأمر الذي دعا نجم أو (الفاجومي) للرد عليه عبر العديد من الاحاديث الصحافية في عدد من الجرائد والمجلات وقد سبق لالجزيرة ان حاورت الفاجومي حيال هذه القضية ولم يكتف نجم بذلك بل اصدر كتابه مؤخراً الذي تضمن فصول ومشاهد المعارك بينهما وتداخلات الآخرين وردود افعالهم وقد بدأ الفاجومي كتابه بقصيدتين.
الهجوم المضاد
وكان عادل حموده قد بدأ هجومه في مقاله لقبول نجم حضور حفل تكريمه اقامه المليونير ورجل الأعمال نجيب سايروس وقال حموده ان نجم جزء من تاريخ هذا الوطن ومن ثم فليس من حقه ان يتصرف دون مشورتنا وطالبه بالعودة الى أهله وناسه.
ورداً على ذلك قال نجم في كتابه ما لفت نظري حقاً هو ان عادل حموده قال كان المفروض ان نجم يستشيرنا قبل الذهاب للحفل,, انا شخصياً لا اعرف من اين جاء عادل بكل هذه الجرأة وبكل هذه البلاهة والسذاجة .
وأضاف نجم: اذهلني كل هذا الحقد المجنون تجاهي ومن المؤكد ان عادل حموده خانه ذكاؤه حينما اختارني بالذات ودوناً عن بقية خلق الله ليتخذ من جسدي النحيل معبراً لعالم رجال الاعمال واتهم عادل حموده بأنه يريد ان يستعيد امجاده بعد نقله من روز اليوسف بعمل معركة معه وندد نجم بسفريات حموده المتعددة للكيان الصهيوني وعلاقته معهم.
وفي خاتمة الكتاب يقول نجم قد يتصور البعض انني في مواجهة مع عادل حموده شخصيا ولكن المسألة ليست هكذا لأن عادل حموده جزء من ظاهرة مرضية تفشت في اوساط المبدعين والمثقفين والمناضلين السياسيين.
انا والجنزوري
اما عن الضجة التي احدثها كتاب عادل حموده انا والجنزوري والذي يتهم فيه الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق بمحاولة ابعاده عن منصبه كنائب رئيس تحرير بمجلة روز اليوسف ونقله للأهرام وتضييق الخناق عليه بعدم الموافقة على اعطائه ترخيصا بصدور جريدة جديدة,, ما زالت تداعيات هذه الضجة تتوالى وقيام عدد من الكتاب والصحفيين بمواجهة عادل حموده وكشف ما جاء في كتابه وشنت جريدة الاسبوع هجوماً على عادل حموده عبر سلسلة من المقالات وصفت فيه الكتاب بأنه جاء حافلاً بالتزييف لحقائق كثيرة وذلك سعياً لتحقيق ارباح مادية طائلة لدار النشر التي يمتلكها عادل حموده تتضاءل الى جوارها الارباح المعنوية التي سعى لكسبها, وتساءل الكاتب بلال فضل في مقاله هل كتب عادل حموده كتابه ليقنع القارىء ان رئيس وزراء مصر السابق د, كمال الجنذوري قاد ضده حملة شرسة وقام بنزع سلاحه وتركه مجردا منه في العراء حسب نص تعبير حموده؟ وما هي العقوبة التي اوقعها الدكتور كمال الجنزوري عليه,ويجيب على ذلك بأنه تم نقل عادل حموده كنائب رئيس تحرير لمجلة توزع ما بين 80 الى 100 الف نسخة الى كاتب متفرغ في اكبر صحيفة يومية قومية سناً ومكانة وتأثيراً وبدلا من ان تكون سمعته المهنية المتداولة انه كاتب شغوف بالاثارة والفرقعات اصبح كاتبا في الاهرام رأسه برأس صلاح الدين حافظ وفهمي هويدي وانور عبد الملك وانيس منصور واحمد بهجت وفاروق شوشة ورجاء النقاش وعبد القادر القط ومصطفى محمود والسيد ياسين واحمد عبد المعطي حجازي ونعمات احمد فؤاد وغيرهم.
ويضيف انه اذا كان حموده يعتبر الكتابة في الاهرام عقوبة جنزورية فما الذي رماه عليها وكان عليه عدم الموافقة واذا كان يرى نفسه شهيداً للمؤامرات لماذا حرص على ان يعتذر للدكتور الجنزوري وطلب موعدا للالتقاء به مستعيناً بواسطة مسؤولين كبار لكي يوضح موقفه وانه لم يقصد الاساءة لرئيس وزراء مصر وهذه المعلومات تجاهلها عادل حموده في الكتاب كي يظهر في سورة الشهيد الحي.
ومن ناحية اخرى اشار الكاتب بلال فضل بأن عادل حموده اساء تقدير ذكاء القارىء وتخيل انه لن يكتشف ان الدافع الحقيقي لكل الضجة كان دافعا شخصيا اعترف به في كتابه فهو يؤكد ان علاقته بالجنزوري كانت كالسمن على العسل لم يعكرها سوى خلافات بسيطة مثل اعتراض الجنزوري على تركيب صورته على غلاف المجلة بشكل لم يعجبه وان الجنزوري رفض ان يمنحه ترخيصا لشركة صحفية جديدة ويرأس تحريرها عادل حموده وهكذا يمضي الجدل لتفنيد كتاب حموده انا والجنزوري ولا تنتهي الضجة التي احدثها المقال أو الكتاب.
عثمان أنور