Tuesday 4th January, 2000 G No. 9959جريدة الجزيرة الثلاثاء 27 ,رمضان 1420 العدد 9959



شؤون وشجون
سوريا,, وحقائق التاريخ
د, سعيد عطية أبو عالي *

يذكرني مقال نشره أحد أساتذة جامعة حيفا عشية سفر الوفد السوري المفاوض إلى واشنطن قبل أسابيع بتقرير تلفزيوني أرسله من الجولان المحتلة صحفي أمريكي عشية ايقاف إطلاق النيران عام 1973م.
الأستاذ الصهيوني يعارض إقامة مفاوضات مع سوريا لأنها على وشك (أن تنهار) اقتصاديا، بل ويرى أن نهايتها قريبة.
معارضة المفاوضات أمر متوقع من صهيوني يرى أن حياة (إسرائيل) تكمن في تدمير الآخرين,, ولكن أن يتنبأ بانهيار سوريا وهو أستاذ جامعي مطلوب منه أن يعتمد على معلومات موثقة وأن تكون رؤيته علمية فهذا أمر مستغرب في (استاذيته)ولكنه أمر يتناغم مع صهيونيته.
أما التقرير التلفزيوني الأمريكي فقد أرسله من الجولان المذيع (هاري ريزونر) من شبكة (ABS) وكانت يومها 1973م إحدى شبكات رئيسية ثلاث في بلاد العم سام,, وكنا يومها طلابا في تلك البلاد.
وقف (هاري) على إحدى التلال المكسوة بالخضرة وصوّب (كاميرته) نحو السهول الممتدة نحو الأرض المحتلة في فلسطين,, ونحو بحيرة طبرية,, ثم ركزت الكاميرا على جنود إسرائيليين حول المراسل على هضبة الجولان,, وقال: الآن يتحقق لإسرائيل الأمن.
بدأ يتحدث عن الحرب ونتائجها وعن العرب وعداوتهم لإسرائيل,, ثم أنهى حديثه الذي استغرق ربع ساعة بأن سوريا لا وزن لها يذكر في العالم العربي,, بل (وهذا هو الأدهى في التقرير) إن سوريا لا علاقة لها بالعروبة والقومية العربية.
وها نحن بعد سبع وعشرين سنة من نشر التقرير التلفزيوني نشاهد إسرائيل ما زالت تبحث عن (الأمن) مع من؟ وتتفاوض مع من؟ وما هو الثمن؟
تبحث إسرائيل وهي الدولة المزروعة على أرضنا عن أمنها مع سوريا وتتفاوض لتحقيق ذلك مع السوريين.
بل إن إسرائيل تبعث بوفد يرأسه رئيس وزرائها لكي يتفاوض مع وفد سوري يرأسه وزير الخارجية!! وسيكون الثمن إعادة (الجولان) كاملة إلى سوريا كما يتوقع المراقبون.
إن ما نقرؤه في بعض الصحف الأمريكية والصحف الإسرائيلية من عنصرية وكراهية ضد العرب هو أمر لا يدل على أكثر من وقاحته, ولكننا نورده لمشاركة قرائنا فيه لكي نزيد من وعينا عن عقلية المتعصب ومن يقف وراءه.
وسوريا التي أبلت بلاء حسنا في حرب 1973م وواصلت الحرب الجوية الشرسة ضد العدو الصهيوني ولمدة ثلاثة وسبعين يوما (على ما اذكر),, سوريا التي اقنعت إسرائيل بالقوة والصمود أن أمنها لا يكمن في احتلال الأرض حتى ولو أصدر الكنيست آلاف القرارات بأن (الجولان) أو أي أرض هي جزء لا يتجزأ من إسرائيل.
صمدت سوريا سبعة وعشرين عاماً,, ولذلك فإن المطلوب منها الصمود في المفاوضات وذلك من أجل استرجاع الجولان كاملة، وإبعاد إسرائيل,, إبعادها عن مصادر المياه,, وهذا هو أملي الذي اختلط مع مزيج من مشاعر القلق والخوف عندما بدأت المفاوضات.
إننا نخاف من أسلوب المفاوضات الذي يطالب (بجزء) من الحقوق, ويتنازل عن أكثرها,, ولكن أملنا في سوريا وتاريخها وصمودها,, يبدد الخوف,, إننا نقلق على المفاوض السوري من المراوغات والخداع الصهيوني ولكن ثقتنا في وضوح الأهداف السورية وفي صمودها يبدد القلق.
إن سوريا تحتاج إلى وقفة العرب,, كل العرب,, شعوب وحكومات,, مفكرين وسياسيين, تأييداً لها في مطالبها,, كذلك لبنان,, أرض المقاومة الشريفة يحتاج إلى نفس الموقف الداعم عندما يبدأ التفاوض,,
وعلى أي حال فإن الحق سيبقى حقا,, في جوهره وفي صلب القضية وإلى يوم يبعثون.
* للتواصل:ص, ب 3417 الدمام 31471

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

البرازيل 2000

القوى العاملة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.