Tuesday 4th January, 2000 G No. 9959جريدة الجزيرة الثلاثاء 27 ,رمضان 1420 العدد 9959



موقف
تهريج طارق عزيز على LBC
متعب السيف

في يوم الاحد مساء الاثنين وبعد منتصف الليل قادني مؤشر التلفزيون الى محطة LBC لارى طارق عزيز نائب رئيس وزراء النظام العراقي وهو في حوار سياسي مغلق بينه وبين المذيعة التي كانت تلقي عليه اسئلة يبدو انها معدة مسبقاً لتتيح له ان يقول ما يشاء من افتراءات على الوطنيين العراقيين النجباء، وليقدم نفسه كمفكر وسياسي ومنظر وقيادي من الطراز الاول ليصبغ الوطنية على ما يشاء وينزعها عمن لا يتفق مع النظام العراقي,.
فليسمح لي القارىء الكريم ان استعرض بعض ما جاء في حوار العمر,,مع طارق عزيز واي حوار عمر هذا ومع من,,؟!! مع بعض الملاحظات على هذا الحوار الغريب العجيب الذي من المؤكد انه مرفوض من قبل ملايين العراقيين المشردين خارج الوطن العراقي او المكبلين بالنار والحديد في داخل العراق الذين يتضورون جوعاً من شظف العيش بينما السيد طارق حنا عزيز يشرب السيجار الهافانا ويعيش في ظل سيده في قصور بنيت من عرق الشعب العراقي المنكوب.
ويبدو ان محطة LBC قد اخذتها العاطفة ,, لتعطي هذا الوقت المكلف والممد,, والمزعج للوطنيين العراقيين الاحرار للسيد طارق حنا عزيز على حساب قضاياهم وهمومهم.
يقول هذا المنتفخ ان العراق متقدم ديمقراطيا وان حزب البعث جاء بعد حكم عسكري وحكومة عسكرية,, نعم لقد جاء بعد حكم عسكري شخص واحد واحد تفرد بحكم الشعب العراقي بآلية النار والحديد، وقضية ادعاء طارق عزيز بأن العراق ديمقراطي لا يستحق حتى المناقشة، فالعالم من اقصاه الى اقصاه يعلم علم اليقين ان العراق يحكم من قبل شخص واثنين من ابنائه، والبقية امثال طارق عزيز زفة في عرس السيد المستمر دائماً، يقول السيد طارق عزيز ان اي معارض سياسي في العراق يأخذ حريته في المعارضة، يا ناس هل رأيتم نكتة بل كذبة اكبر من ذلك،,,؟! ان الناس في العراق تؤخذ بالشبهات، فعلى من يكذب هذا الرجل؟! انه لشيء مؤسف ان يتصدر لقضايا العراق شخص مثل هذا المخلوق.
يقول ايضاً ان الصحافة العراقية حرة، وان الرأي والرأي الآخر مكفولان للعراقيين، وإن السجون العراقية خالية من المعارضين,.
والمعروف المشهود ان الصحافة العراقية لا تعرف ولم تعرف في يوم من الايام طعم الحرية، والرأي والرأي الآخر لا يراود ابناء العراق حتى في المنام كحلم من الاحلام,,اما خلو السجون من المعارضين العراقيين فهو قد صدق لانهم يقتلون فوراً حتى لا يكون هناك مجرد مراجعة او تفكير بشأنهم، ولا يعيش في العراق إلا امثال طارق عزيز، اما الشعب فهو غير قادر على تدبير رغيف العيش، وانفاسه محسوبة في كل ثانية.
يقول ان بعض ابناء الشعب العراقي يغادرون العراق للاردن في زيارة عادية ثم يعلنون المعارضة ويقول المعارض ينبغي ان يكون من داخل العراق,, كيف؟
ان مجرد الاشتباه فيه يعني اختفاءه من الوجود، ومن الطبيعي ان يتحمل الذل والهوان حتى يتحرر من ربقة الموت بأبشع صوره, هاجم طارق عزيز الصحف المهاجرة، وقال انها مدفوعة التكاليف من دول غير ديمقراطية مع ان النظام العراقي هو الذي كان يمول اصدارات كاملة تصدر في فرنسا وغيرها لمهاجمة الدول العربية، اذن هو يرمي الآخرين بداء كان يمارسه، حتى انكشف امره، وانفض الناس من حوله، ولعلنا نتذكر سيارات المورسيدسات التي قدمها لبعض الصحفيين والكتاب العرب، بهدف شراء ذممهم، ورفضت، هدايا الفضيحة!!،,يقول ان في العراق أحزابا ومؤسسات واتحادات بينما التنظيمات الحزبية العراقية مهجرة بقياداتها قاطبة يلاحقها النظام بالاغتيال وجرعات السم.
بقي ان اسأل على من يمارس هذا التهريج طارق عزيز؟ ان المشكلة في بعض قيادات العراق هي انهم مازالوا يفهمون الرأي العام العربي فهماً مغلوطاً تماماً، فالرأي العام العربي يدرك ماذا اوصلنا النظام العراقي اليه من محن، ويدرك ايضاً معاناة الشعب العراقي من احزان رهيبة، لا تشعر قياداته بها ابداًاما أمريكا في نظر النظام العراقي التي يهاجمها طارق عزيز فهي الدولة التي يحلم بأن تستقبل مجرد مبعوثيه ليقدم لها ما تريد من تنازلات تمس الكرامة العراقية والسيادة على الارض والناس,, ولكن امريكا لم يعد في مقدورها التراجع عن احتواء النظام العراقي ، لان عدم مضيها في هذه السياسة هو سقوط لمصداقيتها، امام الشرعية الدولية,,، وطارق عزيز يدرك ذلك قبل غيره,.
فالمخرج الوحيد امام النظام العراقي هو المسارعة الفاعلة في تنفيذ قرارات الامم المتحدة، وتقديم التعويضات والاستحقاقات المطلوبة منه دولياً وعربياً وخليجياً، بغير ذلك هو يمارس لعبة السقوط الى الهاوية، وفي هذه الحالة لا قيمة لما يقوله طارق عزيز او غيره من سدنة النظام في بغداد.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

البرازيل 2000

القوى العاملة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.