Wednesday 29th December, 1999 G No. 9953جريدة الجزيرة الاربعاء 21 ,رمضان 1420 العدد 9953


هل بدأ (موسم الهجرة من الهلال)؟!
لكي لا نقول :مرثية (زعيم) سابق
(هلالي مخلص)

في البداية,, وبعد (بسم الله) لابد لهذا الموضوع من مدخل واعتذار.
المدخل
ان هذا الموضوع يأتي بمعزل عن نتيجة مباراة الاثنين بين الهلال والاهلي ضمن كأس دوري خادم الحرمين الشريفين,, وانهاء عقد المدرب لوري ولاعلاقة له بهما,, فالموضوع تمت كتابته قبل المباراة وفكرته بدأت الاسبوع الماضي بعد ان وصلت الاوضاع الهلالية إلى ماوصلت اليه.
وتم البدء في تنفيذه متوافقا (صدفة) مع التجهيز لانهاء عقد المدرب لوري واتضاح بعض معالم التصحيح لاوضاع الهلال وعليه ايا كانت نتيجة المباراة,, وايا كان بديل لوري فإن هذا لايلغي الفكرة الاساسية للموضوع ومايهدف إليه من امور لاتبنى على حدث طارىء او معالجات آنية.
الاعتذار
أما الاعتذار فهو من الروائي العربي الكبير الاستاذ (الطيب صالح) في ان استعير عنوان روايته المشهورة (موسم الهجرة إلى الشمال) مع تحوير بسيط فيه ليكون عنوانا فرعيا لهذا الموضوع، واعتذار آخر لشاعرنا الكبير معالي الدكتور غازي القصيبي في استعارة عنوان قصيدته المشهورة (مرثية فارس سابق) مع تعديل بسيط ليكون عنوانا رئيسيا للموضوع,, تلك القصيدة التي كتبها ابان الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة وشتان مابين (فارس) القصيبي و(زعيمي) وان كان (فارسه) في حقيقته (فرض زعامته) بالقوة,, وتوج نفسه بها عنوة,, و(زعيمي) فارسا في ميدانه انقادت إليه (الزعامة) عن جداره,, ومنحوها اياه طوعا,, وعن قناعة.
و(الزعيم) الذي أعنيه في هذا الموضوع معروف لدى الوسط او المجتمع الرياضي دونما حاجة الى تعريفه، لكن تكامل المقال واساسياته تدعو لذكره وتوضحيه لاقول انه (نادي الهلال) ولقب (الزعيم) اطلقه عليه الاعلام الرياضي كناية عن تفوقه الكمي والنوعي في عدد البطولات المحلية والخارجية ولهذا استحق هذه الزعامة وهذا اللقب بجدارة حيث حقق من هذه الألقاب رقما قياسيا يصعب تجاوزه في المدى المتطور إذا ماظل الوضع طبيعيا واستمر الهلال على نجوميته وعطاءاته المتميزة.
لكن الهلاليين بدأوا يضعون أيديهم على قلوبهم حيث باتت هذه الزعامة مهددة,, في ظل التغيرات الحديثة,, والتوجهات المعاصرة,, التي تتطلب حكمة في التصرف تساير هذه التوجيهات ونتعامل معها بروح معاصرة تتخذ من المنطق منهجا,, ومن الواقع مسرحا لتنفيذ ذلك المنهج.
وما الأسبوع الماضي عنا ببعيد حيث مرت على الهلال ساعات عصيبة وايام لايمكن لأي متابع ان ينكر انها (هزت الهلال)، ولايمكن لأي هلالي ان ينكر انها ربما كانت بداية ل(بروسترويكا) هلالية ان جاز التعبير تنذر بتفكيكه ولوحدث هذا قبل سنوات متزامنا مع انهيار الاتحاد السوفيتي لانطبق هذا الوصف.
فالهلال,, كان شعارا حديديا يصعب اختراقه والدخول إلى عالمه.
قراراته كانت سرية,, مخططاته كانت كذلك,, تكاتف الاعضاء,, شخصية الادارة,, تفاهم اعضاء الشرف,, ولاء اللاعب,, وانتماؤه.
فجأة كاد كل شيء ان يتغير,, أو تغيرت بالفعل أشياء كثيرة.
اصبح اقرب المقربين للنادي يعرف اخباره من الصحف ووسائل الاعلام,, وصار التخطيط لدخول هذا العالم (الهلالي) واختراقه يمكن ان يتم بسهولة,, .
أي نعم,, تمت تهدئة الوضع,.
والهزة التي حدثت الاسبوع الماضي تمت معالجتها,, وليحمد الهلاليون لادارتهم هذا التصرف والتحرك السريع,, ول(سلطان بن محمد) بالذات موقفه.
و(نعم اخرى) سيجتمع اعضاء الشرف او انهم اجتمعوا بالفعل حسبما تواردته الاخبار,, لكن ماذا تم في الاجتماع؟!.
هذا هو السؤال,, وان كانت الاجابة شبة متوقعة!! و(نعم ثالثة) تم انهاء عقد المدرب لوري وكالعادة، فالمدرب في الهلال كما هو في كل الأندية هو (كبش الفداء) وهو المنطقة التي يتم فيها تفريغ كل الشحنات والبحث جار عن بديل,, لكن,, من؟! وكيف؟! وهذا ماهو اكثر اهمية!! أيضا,.
صحيح,, وصحيح,, وصحيح,, ان الهلال غني برجاله وانهم رجال مواقف,, وان اعضاء الشرف في هذا الكيان يتحركون في الوقت المناسب ولديهم القدرة على احتواء المشاكل الطارئة,, وهي ميزة يكاد ينفرد بها الهلال عن غيره,, ويحسدون عليها.
لكن,.
وهذا هو المهم,, لماذا التحرك الهلالي لايأتي إلا في الوقت الذي قد لايكون كافيا في بعض الاحيان للتحرك,, وقد يطلق الحكم صافرته فتنهي المباراة,, وتعتمد النتيجة,!
بل ان السؤال يطرح نفسه لماذا وصل الحال في الهلال إلى هذه المرحلة؟!.
ألم يكن بالامكان احتواء المشكلة قبل وقوعها؟! انني هنا لا اعني فقط مشكلة اللاعبين المحترفين,, ولكن كثيرا من القضايا الهلالية التي مرت أو قد تمر على هذا الكيان .
خليل الزياني,,, لوري,, ادارة الكرة,, التعاقدات مع اللاعبين سواء السعوديين او غيرهم,, هذه الامور كان لابد من دراستها والتشاور فيها مع اصحاب الشأن,, والاقربين للتعامل معها,,, ومن ثم التعامل معها بصورة إيجابية تنعكس بأثرها على الهلال ككيان.
ان الهلال أيها السادة ليس ناديا عاديا,, ليس ككل الأندية ,, وعلينا ان نفكر ملياً ونخطط كثيراً من أجل ان يبقى زعيماً.
وماحدث في الاسبوع الماضي بالذات,, يؤكد صحة ذلك!.
وحسن العتيبي,, او التيماوي,, او الغشيان,, وغيرهم لم تنته مشكلتهم بعد,, وبالذات (حسن).
و(حسن) الذي اعنيه هنا,, ليس (حسن العتيبي) بذاته وانما هو رمز سيتكرر كل موسم,, ربما مرة او مرتين او أكثر,, وسيتكرر مع نهاية كل عقد,, لأي محترف في النادي.
ومالم يعالج وضعه بصورة جذرية وواضحة فإن المعالجة الآنية كما حصل هذه المرة قد لاتكون مجدية في المستقبل.
ومشكلة الهلاليين انهم لايقرأون انفسهم جيدا ومشكلة الهلاليين أنهم لايقرأون مايحيط بهم جيدا او لايقرأونه مطلقا.
ومشكلتهم انهم لم يتعاملوا مع مامرّ بهم من ظروف سابقة بصورة جيدة وصحيحة.
حاولت الادارة ان تخرج من حالة الضعف العام الذي واجهه الفريق فنياً، وأثر على عطاءاته بصورة واضحة,, خلال الموسم الماضي داخليا,, وخارجيا في وقت كان مؤهلا للمزيد من تأكيد الزعامة .
لكن الادارة ارادت ان تظل بعيدة عن صراع المواجهة مع اللاعب,, وان ترقب الموقف من بعيد ,, لهذا ركزت على جانب واحد,, ناسية جوانب اخرى لا تقل اهمية,, لمجرد ان ذلك الجانب كان هو محط الانتقاد!!.
فزمن سلطان مناحي,, ومحسن بخيت,, والنعيمة,, وغيرهم انتهى حقيقة وفعلا,, إما من تركيبة اللاعب فسيولوجيا,, أو بفعل اللوائح وحل محله (البحث عن الذات)!
اننا الآن في عصر الاحتراف,, واعني هذا المصطلح بكل ابعاده لا كما يلقي به الآخرون جزافا دون ادراك إلا لتركيبة حروفه.
وإذا كان (مقدم العقد) محورا لمشكلة وان كنت ارى ان المشكلة اكبر غير نظامي كما يقولون وكما تؤكده اللوائح ف (هذا خبزك يالرفلى وكليه) لاننا في الاندية وعلى مستوى المنتخبات نحن الذي ابتدعناه وفرضناه كواقع منذ حوالي ربع قرن ومنذ ان انفتحنا على اللاعب الاجنبي,, والمدرب الاجنبي فاصبح هناك مقدم عقد وراتب شهري,, ومكافأة فوز,, وبطولة,, الخ!! علما ان المفهموم الحقيقي والسائد عالميا ان مقدم العقد هو جزء من العقد ككل.
اقول,, اذا كان مقدم العقد خطأ فلماذا نحلله للاعب الاجنبي ونحرمه على اللاعب السعودي؟! بل,, لماذا نحلله للاعب سعودي ونحرمه على آخر؟!.
وهذه الصفقات بالملايين وان كنت شخصيا اتحفظ على كثير منها إذ انني ارى انه مبالغ فيها مع تقديري لكل النجوم السعوديين.
وارى ان خمسة او ستة ملايين يمكن استثمارها في شراء عقود خمسة اوستة وربما عشرة من اندية مغمورة وصغار في السن عن طريق الكشافين ثم صقلهم ورعايتهم لتعود الفائدة في النهاية على النادي سواء بالاستفادة منهم مباشرة في تمثيله او بيع عقودهم باضعاف مضاعفة.
اقول: ان هذه الصفقات وغيرها التي تبرمها الاندية (الهلال وغيره) مع لاعبين انتهت عقودهم مع انديتهم ومقدم العقد الذي تنطوي عليه ألا يحق للاعب النادي نفسه الحصول على مقدم عقد هو الآخر من ناديه عند تجديد عقده طالما انه سيحصل عليه من ناد آخر لو انتقل اليه ولماذا نستكثر ذلك عليه؟! بحجة (النظام) واخيرا سقط النظام وانتصر اللاعب وكسب الهلال بعد ان كاد ان يكون هو الخاسر الوحيد!!.
إنني هنا لا اود اثارة اللاعبين على انديتهم خاصة لاعبي الهلال لكن هذه هي الحقيقة التي يجب ان ندركها ويدركها الجميع وانه الخيار الوحيد.
وعلى الهلاليين ان يدركوا ان هذه هي البداية وان موسم الهجرة من الهلال يمكن ان يبدأ في أي وقت وعليهم ان يتعاملوا معه كواقع لامحالة وهو امر طبيعي لفريق مرصع بالنجوم وبالتالي مطمع للأندية الأخرى ,واذا كنا ندرك حقيقة ان اي لاعب يتمنى او يفضل اللعب للهلال علىغيره وان كان بميزات اقل لادراكه بما سيكون عليه الوضع المستقبلي له فإن هذه الحقيقة قد تتغير مع الايام، فنحن مقبلون على (عولمة) رياضية ان جاز التعبير.
وعليه فان الهلاليين مطالبون بصياغة مفهوم جديد للتعامل مع هذا المصطلح ,, صياغة مفهوم جديد وواضح لاعضاء الشرف يكفل لهم جميعا حقهم وفقا لمستويات دعمهم وعطاءاتهم.
الهلال بحاجة الى صياغة مفهوم جديد لتعامله مع نفسه ومع كل الاطراف وإلى سد الفراغات الموجودة .
والهلاليون مطالبون في هذا الوقت بالذات والذي بدأ يتبلور فيه مفهوم الاحتراف وتتكشف ابعاده وتتضح معالمه بصياغة مفهوم جديد لعلاقة اللاعب بناديه ، مفهوم جديد,, يرتفع بعقلية اللاعب ووعيه ، يدرك من خلاله ان الجميع للهلال وان الهلال للجميع.
مفهوم يدرك فيه اللاعب حقوقه وواجباته ويقرأ مستقبله,,ويعرف موقعه,.
باختصار الهلال بحاجة الى (مسطرة خاصة) به,, تحدد كل هذه الاطر,, مسطرة تأخذ في اعتبارها عطاء اللاعب,, التزامه,, مدى انضباطه,, اخلاقياته داخل الملعب وخارجه,, تمثيله للفريق وللمنتخب,,, الخ من امور تضمن مقياسا دقيقا وعادلا لكل لاعب عند تحديد راتبه او تجديد عقده.
ولا اعتقد ان الهلال بعاجز عن صياغة هذه المفاهيم واعداد اللوائح المنظمة لها سواء مايتعلق بهيكلة النادي او تنظيم علاقاته مع الآخرين او مايتعلق بلاعبيه, فالهلال مليء بالكوادر العلمية المؤهلة، وهناك العديد من المستشارين القانونيين والمحاسبين ورجال الادارة والاكاديميين لديهم الاستعداد الكامل لخدمة هذا الكيان العريق في هذه المجالات بل ويتمنون ذلك، لكنهم فقط ينتظرون الاشارة والتقدير المعنوي اكثر من المادي! وترجمة هذه الجهود الى واقع عملي.
بقيت نقطة اكثر اهمية: انني ارجو وآمل من الهلاليين ان لايشغلوا انفسهم بالبحث والسؤال عن هذا ال(هلالي مخلص) ومن يكون؟! وان يصرفوا هذا الوقت لمصلحة الهلال الذي هو اكثر حاجة وأهمية من معرفة هذا ال(هلالي مخلص) إلا اذا كانوا يشككون في اخلاصه وولائه من خلال تشكيكهم في ما خطه من سطور وحتى مابين السطور!!.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved