اطلعت على مقال الاستاذ الاديب حمد القاضي المنشور في جريدة الجزيرة بتاريخ 11/9/1420ه تحت عنوان عبدالرحمن الشثري والكلى والشكر الذي جسده عملا والذي تحدث فيه عن جهود رجل من رجالات مجتمعنا المبارك الخير هو الاستاذ ابو هشام عبدالرحمن بن صالح الشثري الذي نذر نفسه للعمل الخيري بكافة انواعه واشكاله ليس في بلد معين بل أنه كما قال الاستاذ القاضي يجوب البلاد طولا وعرضا مخففا عن ذوي الحاجات حاجاتهم والبؤساء بؤسهم لا يريد بذلك جزاء ولا شكورا من احد سوى الواحد الاحد.
ولقد بسط القول في تلك الخدمات الجليلة التي يقوم بها الاستاذ عبدالرحمن، كاتب قدير صاغ العبارات في قوالبها وبين للناس تلك الجهود المباركة من رجل مبارك يسره ان يدخل السرور والفرح على كل مسلم ولا سيما المرضى فما يقوم به من مواساة لاخواننا المرضى الذين قدر الله اصابتهم بالفشل الكلوي المزمن - الذي اسأل الله لهم الشفاء العاجل منه وان يجمع لهم بين الخيرين الشفاء والاجر - ان ما يقوم به هذا الرجل لهو عمل يستحق الشكر والاشادة والوقوف الى جانبه من قبل القادرين في المجتمع واثرياء الأمة فالمال عصب الحياة وبدونه تفشل كثير من المشاريع الخيرية فليتصور كل انسان ان هذا المريض هو ابنه او زوجته او احد والديه فكيف سيعمل؟ انه يتمنى والحالة هذه ان يقف معه المجتمع كل المجتمع بأسره ليخفف عنه معاناته ويرفع معنوياته، والمرضى هم اخواننا في الاسلام وابناء بلدنا والوقوف الى جانبهم واجب الجميع، ولعل الاستاذ عبدالرحمن الشثري يقوم بشيء من الواجب نحوهم، بل قد قام بالواجب وننتظر دور الجميع فلا يخفى على احد ان الشريعة الاسلامية جاءت بالرحمة كما جاء في الحديث انما تنصرون وترزقون بضعفائكم أي بصلاتهم ودعائهم، ولعل دعوة من احد هؤلاء المرضى تقي الأمة شرورا كثيرة ومصائب عظيمة فالصدقة شفاء للأمة، ومن التصدق على هؤلاء المرضى السعي في خدمتهم بالمال والجاه والنفس وكما قال الشاعر:
يجود بالنفس ان ضن البخيل بها والجود بالنفس اقصى غاية الجود |
ومن منا لا يسعى في ان يكون له عمل صالح بعد موته يجري عليه حسناته وهو في قبره؟ كلنا يتمنى ذلك فها هو الباب قد اشرع فاين المتنافسون في الاجر والثواب، قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عنه الامام مسلم في صحيحه اذا مات الانسان انقطع عمله، الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له وقد افتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء برئاسة رئيسها السابق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بان اقامة وحدات خيرية لغسيل الكلى للمساعدة في حل مشكلة تزايد اعداد مرض الفشل الكلوي بان هذا مشروع عظيم جدير بالتشجيع لاهل الخير على فعله واجره عظيم وهو من الصدقة الجارية.
فيا من تبحث عن مشروع خيري لتضع فيه شيئا من مالك يكون لك اجرا في الدنيا والاخرة ووقفا يدر عليك الحسنات فاوقف عددا من وحدات الغسيل الكلوي لتنفع نفسك اولا وتنفع اخوانك المرضى ثانيا.
وهذه دعوة يطلقها كل غيور على المسلمين الى اهل الثراء واليسر ان يتبنوا مثل هذه المشاريع النافعة ولاسيما في القرى والهجر لبعدها عن المدن التي قد تتوفر فيها هذه الوحدات.
واخيرا اذكر بقوله تعالى: ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا وقوله عز وجل: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره .
وشكر الله للاستاذ حمد القاضي على اظهار مثل هذه الاعمال الجليلة اعلاميا واشادته بمن يستحق الاشادة صاحب المبادرة لهذا العمل الخيري الرائع الاستاذ عبدالرحمن الشثري.
وفق الله الجميع لكل خير ودفع الله عنا وعن المسلمين كل بلاء.
إبراهيم بن عبدالعزيز أبو حامد
مركز هيئة السويدي بالرياض