أمان الخائفين لماذا وأخواتها (تكملة) د, هناء المطلق |
لا أزال أحلل محتوى المحاورة التالية:
وماذا تحبين في زوجك؟
يخاف الله والطيبة والكرم
ماذا تكرهين به؟؟
البرود العاطفي والكذب والنفاق وعدم تحمل المسؤولية
وما أهم صفاته؟
شخصيته قوية قوية جداً
كيف
يعني محد يقدر يقرب عليه ولا يناقشه في شي لا أنا ولا حتى أمه واخوانه, اللي براسه براسه.
***
في المقالة السابقة سلطت الضوء على التناقض الذي تحويه الثلاثة أسطر الأولى, فهل يمكن أن يجتمع خوف الله مع الكذب وعدم تحمل المسؤولية؟؟.
هذا خلط للمفاهيم لا يمارسه كما قلت إلا من لم ينمُ لديهم الجهاز المعرفي, أي لم ينمُ لديهم المنطق, فالسؤال المنطقي: يخاف الله في ماذا؟ ما دام يكذب؟ أليس الدين سلوكا؟
أما اليوم فلا أزال في خلط المفاهيم لذا أريدك ان تعيد قراءة الاسطر الأربعة الأخيرة.
قوي الشخصية لدى هذه المرأة يعني متسلط ودكتاتور (اللي براسه براسه).
هذه الخلط منتشر لدينا في العالم العربي لذا فنحن فعلا نحتاج إلى اعادة تعريف لمفاهيمنا.
فحين يقال لك عن واحد أو واحده بأنه قوي الشخصية فاغلب ظني ان المقصود هو الإنسان الناري الذي لا يقدر أحد على الاقتراب منه أو مطالبته بحق, وفتو من هذا النوع ولكن أختها تقول عنها ما شاء الله عليها أختي فتو شخصيتها قوية مع زوجها مو مثلي .
فتو لا يضاهيها أحد في الردح واستلاب حقوق الآخرين وأولهم طبعا زوجها المرعوب منها دائما حتى انه لم يزر أمه منذ سنتين لأنها منعته من ذلك وحجتها: ان أمك عندها عيال اثنين غيرك أما أنا ما عندي إلا أنت, اقعد بس وبلا شوشرة.
حجة مقنعة جدا, ولكن من يقدر على مناقشة حجج فتو ؟
صحيح ان زوجها نوع فريد في ضعفه ولكن قوية الشخصية الحقيقية ترحم الضعفاء كما سأطرح لاحقا بعد أن أكمل قوة الشخصية كما تراها فتو.
فإذا كان الأمر كذلك فمن هو ضعيف الشخصية؟
يقول التعريف الخادع أنه الإنسان المتفاهم الذي يستمع لرأي الآخرين وحججهم الرحيم الذي لا يريد ان يظلم أحداً.
فلهذا الإنسان مشكلة لأنه لا يحوز على اعجاب من حوله ويقال عنه انه ما يملي العين مو مثل اخوه فهل نعجب بالظالم الذي لا يحسن إلا لغة انثبر ؟
ولماذا لا يملي عيننا إلا من يقمعنا ويلغي كلمتنا؟
وما يضحك هنا ان صفات من لا يملي العين هي قوة الشخصية بعينها، لان للقوي وهو ما يسمى في علم النفس المؤكد لذاته صفات محددة مطابقة تمام للصفات التي يريدها الله سبحانه وتعالى في المؤمن: فهو رقيق قوي حسب ما تقتضي الحاجة أو الموقف حججه قوية ويعطي للآخرين فرصهم في التعبير عن أنفسهم واضح كالشمس يخاف الله في الناس وضميره حي لا يفكر بأنانية ويتحسس مشاعر الآخرين ويراعيها.
هذا هو القوي المؤكد لذاته, فأين هذا من صاحبنا الذي وصف بأنه قوي الشخصية لان محد يقدر يقرب عليه ولا يناقشه في شي لا أنا ولاحتي امه واخوانه, اللي برأسه براسه .
ولكن كيف يصنف علم النفس هذا الرعب؟
انه ضعيف الشخصية , بل يحوز بجدارة على هذا اللقب وبدون منازع فنحن نعتقد ان ضعيف الشخصية هو الانسحابي فقط وهذا غير صحيح، لأن ذا الشخصية الضعيفة يعبر عن نفسه باحدى طريقتين:
اما الانسحاب أو العدوان
فالانسحاب والعدوان (التسلط على الآخرين وكبتهم) هما وجهان لعملة واحدة اسمها الضعف, وصاحبنا ومعه فتو من النوع الثاني.
وما يثير الألم فعلا ان الانسحابي والعدواني كليهما يفتقد إلى صفة أوصانا بها ديننا الحنيف: العدل
فالأول لم يعدل مع نفسه والثاني لم يعدل مع الآخرين, الفرق ان الأول صريح في ضعفه, اما الثاني فهو يزأر في وجوه الآخرين لكي لا يقتربوا ويكتشفوا ضعفه, ويصمتهم لأنه غير واثق من انه على حق وبانه يسير على دروب المؤمنين, فهو يلبس قناع الأسد لكي يرعبهم فلا يقتربوا لأنهم ان اقتربوا فسيشموا رائحة الضعف فيه.
وأخيراً نريد صفة واحدة تميز القوي؟
موقفه من الضعفاء الذين وضعتهم الحياة تحت امرته, هل يظلمهم؟ وظالم الضعفاء لاشك ضعيف لأنه يقدر على من هو أضعف منه, وهو غالبا ما يخضع بشكل كامل لمن هم أقوى منه أو لديهم له مصلحة.
أما القوي فيستمع ويلثم الجراح ويقف مواساة لضعف الضعفاء.
|
|
|