** زقزقة:
وما كل من هز الحسام بضارب ولا كل من أجرى اليراع بكاتب |
شاعر عربي
***
لأي شيء يكتب الانسان ويعلن افكاره أمام الملأ!!؟
لأي شيء يصبح حديث النفس معلناً؟ ويصبح الكاتب بافكاره وشخصيته وربما حياته مكشوفا امام الآخرين؟!
ماالذي يغري في عالم الكتابة حتى يستمر الانسان في الكتابة؟!
هل هي العادة وهذا ما يفسر توتر الكاتب اذا ما انقطع زمنيا عن التواصل الكتابي ثم عاد اليه، والتوتر يبلغ اقصى مداه في العودة وليس في الانقطاع.
وكأن الخلل يصيب لياقة الكاتب الذهنية ولكن كيف نفسر عشرات الكتاب والكاتبات الذين تركوا مجال الكتابة وانصرفوا الى الالتزام بالعمل الوظيفي بعيدا عن عوالم الكتابة؟ أم ان بريق الظهور والاضواء التي تلقي بظلالها على الكاتب هي التي تضخ دماء الالتزام وتحث القلم على الاستمرارية؟ بيد ان الشهرة مقياس نسبي حيث يحفل التاريخ بأدباء مغمورين حتى وفاتهم رغم اسهاماتهم في عالم الادب.
والكتابة لا تمنح الشهرة دائما كما وان الشهرة ليست دليلا على النبوغ او الانجاز الفريد اذن ما الذي يغري في الكتابة؟!
ربما كان المال رغم ان الكتابة ليست منجما للذهب ولذلك يعاني الكتاب المتفرغون للكتابة في الصحف والمجلات من شئون المكافآت وتذبذبها وفقا لسياسة المؤسسات الصحافية واقتناع رؤساء التحرير.
او ربما اغرى عالم الكتابة ذلك الذي حلم بأن الكتابة عالم من الاثارة والتغيير وان امتهانها يمنح للانسان استثناء في عالم المهن التقليدية.
لكن الواقع يثبت ان الكتابة انجرفت الى عالم التقليدية بدليل وجود اساليب ثابتة للكتابة لاتتغير او تتطور مهما امتد العمر الكتابي للكاتب وهذا ما يفسر وجود كتابات اعتيادية يتحدث من خلالها الكاتب وكأنه يحادث صديقا التقاه في احد الطرق فتجاذبا احاديث اعتيادية خالية من الابتكار.
مهما تعددت اسباب ومبررات الولوج الى عالم الكتابة والانصياع الى خيوطه المتشابكة.
فان الكاتب الجاد يكتب للقارىء في أي مكان ولأجله يتجاوز المسافات ليصله، ولاجله يحتمل الاحباطات ويتمسك بخيوط الصبر لما يواجهه من متاعب او مشكلات لا يشعر بها القارىء مطلقا.
يكتب الكاتب لاجل علاقة مميزة تربطه بذاك الذي ان غاب افتقده وان اخطأ عاتبه وان مرض عاده دون لقاء!
انها علاقة فريدة تستحق العناء.