Wednesday 29th December, 1999 G No. 9953جريدة الجزيرة الاربعاء 21 ,رمضان 1420 العدد 9953


منعطفات
العربجي المشاكس!
د, فهد سعود اليحيا

هل تذكرون الكاميرا الخفية المحلية التي كانت تغرس أنيابها فينا في رمضان المبارك في الأعوام الخوالي؟ فشهر رمضان المعظم شهر خير وبركة وخيره يعم الجميع واسترزاق كم ألف من الريالات أو عشراتها من وراء مشاهد سخيفة، تنتهي بعراك، ثم ضحكة مجلجلة، من نوع الرزق اللي يحب الخفية, واذكر أني كتبتُ ذات مرة عنها بعنوان الكاميرا العربجية , والحمد لله الذي قلعها من غير رجعة.
بيد أني أتذكرها كلما ساعفني الوقت ورأيت حلبة أقصد حلقة الزعاق والردح والشتائم المسماة ببرنامج الاتجاه المعاكس وأشفق على المسكين السيد الدكتور فيصل القاسم, وسبب شفقتي ليس التعاطف معه، ولكنه حمد لله الذي حمانا من الغباء الذي أنعم به على السيد الدكتور، فصنع منه واجهة اعلامية يدخل كل البيوت ويستضيف كل الناس, فمن عبقرية المذكور انه يصنع من الحبة قبة.
ترى هل الفصفص الحب هو السلاح الاستعماري الجديد؟ أم هو أداة بريئة أسأنا استخدامها؟ هل الأنظمة العربية تدرك خطورة الفصفص ؟ أم لعلها تتغاضى عنه خوفاً من الغرب واتساقاً مع مصالحها الخاصة؟ ماذا يقول الإسلاميون عن زيادة استهلاك الفصفص في رمضان المبارك؟ وهل اختزال رمضان لجلسات التلفزيون وشرب الشاي وتقشير وقضم الفصفص؟ هل حقاً ان الفصفص عدو الشعب؟ وهذه الأسئلة ما هي الا جعجعة فارغة يقصد بها الإثارة وتسويق البرنامج، ولنكمل فنر.
فمن عبقريته انه لا يمكن أن يستضيف متحاورين يتمتعان بالهدوء وأدب الحوار, وإذا عاكسه الحظ في ضيف وعرف أنه مهذب مؤدب هادئ الأعصاب باردها، فلابد ان يكون الضيف الآخر بطلاً في الزعاق، مقداماً في المقاطعة، قوي القبضة في الخبط على الطاولة، متين الحبال الصوتية، وذا مخزون طيب من الشتائم للاستخدام عند الحاجة.
ومن مظاهر شطارته أنه يترك المساحة الكبرى لاحدهما عادة ما يكون المشاكس ويقوم باسكات الآخر إذا كان مؤدباً ولكن اذا كان كلاهما متشيطن فيضيع مثل ضيعة الحكم في مباريات المصارعة الحرة المزيفة، وهذا ما دفعني مؤخراً للشك بأن السيد المدعو فيصل القاسم لابد وأنه قد اتفق سلفاً مع أحد المتحاورين على الأقل ان لم يكن مع الاثنين معاً، فكيف يرتضي المذيع المحترم ان يكون طرطوراً بهذا الشكل؟ والجواب لا يخرج عن أحد أمرين إما نزعة مازوشية لاهانة الذات وتعذيبها، أو تمثيلية محبوكة لمكسب معلوم, هناك احتمال ثالث هو اعاقة عقلية ومعدل ذكاء منخفض مما يتعارض مع الدكتوراه.
هذا باختصار كل ما في الاتجاه المعاكس فكرة رائعة وبرنامج يحمل في داخله كل بذور الفائدة لعموم المشاهدين والنجاح في التأصيل لحوار مؤدب يرفض وجهة نظر الطرف الآخر ولكن يقبله كما هو ويقبل حقه في الاختلاف، فليس أجمل من طرح موضوع للنقاش بين قطبين على طرفي النقيض في موقفهما من الموضوع، وكما قال الشاعر فالضد يظهر حسنه الضد ، ولا يتوقع أحد أن يقتنع أي من الطرفين بوجهة نظر الآخر، ولكن المهم هم جمهور المشاهدين الغفير ليكونوا وجهة نظرهم الخاصة، ويخرجوا بالآراء الذاتية المتسقة مع انطباعاتهم, ولكن لسوء الحظ انها ظلت ملكية خاصة للمدعو الدكتور القاسم وياليت شعري في أي شيء كانت رسالته؟ وعلامة مسجلة له، وأتحدى لو أضاف البرنامج شيئاً لأي مشاهد غير الاحباط وترسيخ فكرة زائفة سخيفة مؤداها اننا سنظل على الدوام عرباناً اجلافاً لا نعرف آداب المجالس ولا أصول الحوار ولا مبادئ البروتوكول، فالشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا على حد قول الشاعر الاستعماري الشهير كيبلنج وفكرة أخرى هي لابد لك أن تكون عربجي النقاش لتُسمع، ولتفحم الطرف الآخر, وبعد هذا ليس غريباً ان يقول السيد الدكتور للمتصل الذي يبدي ملاحظة حول أسلوب الحوار وادارته: اذا كان لديك وجهة نظر حول الموضوع المطروح للنقاش اتفضل قلها، أما الحوار وادارته فلا شأن لك به!!!.
Fahads * Suhuf.net.sa

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved