كروم وكلوم خَيبَة رحاب أبو زيد |
اعتقدت الفتاةُ السعودية على مدى سنوات بعيدة وهي على خطأ ان مشروع الزواج مُخلِّصٌ لها من قسوة الأهلِ وتسلُّطهم وقيود حياة الأسرة الكبيرة,, واليوم تصطدم الفتاةُ السعودية في الزواج كهدف لبدء حياة أكثر أمناً واستقراراً وأقولها مرة أخرى مع اختلاف المفاهيم فتكتشف، ولأول مرة، شعوراً مقيتاً اسمه الخوف، نعم الخوف من هذا الشريك ومن احتمال سرقتها,, أو استغلالها أو التضييق عليها,, أو إهانتها,, وبعضها احتمالاتٌ واردة.
بعض الشباب اليوم يتزوج وربما كان يُبطنُ النية السيئةَ لزوجته، ومن هنا أتت النسبُ المرتفعةُ للطلاق إلى جانب التسرع والاندفاع في الاختيار، وفي قرار الزواج وقرار الطلاق, وانقلب المثلُ الخائبُ ظِل راجل ولا ظل حيطة إلى ظل بيت أهلي ولا ظل رجل غير مضمون !! فالفضائياتُ ومذيعاتُ الفضاء أصابت كثيراً من الناس بنوع من الخبلِ والتخبطِ في القيم والقيمة,, فصار ما تلبسه مذيعةُ قناةٍ من القنواتِ هو المقياسُ للأناقة، وما تقوله من عباراتٍ ورديةٍ هو المقياس للباقة!! وزامرُ الحيّ لم تطرب مزامره !
واختلفت الاختياراتُ لدى بعض الرجال وتنوعت الشروط فعادت لتشمل الوظيفة الجيدة كمطمع وميزة لفتاة عن أخرى وربما فكّر الرجل في أن تفتح له بيتاً أولاً أو ثانياً أو ثالثاً وبالأحرى تفتح لنفسها براتبها وتحويشة العمر الذي راح أجملهُ مقابل أن يستر عليها!! وقد تنعدمُ فيه معظمُ الميزات التي قد تؤهله للزواج الثاني أو الثالث وحتى على المستوى المادي تجده غير قادر على تغطية مصاريف أكثر من بيت، ولكنه رجلٌ ولا يمكن أن يعيبه شيء,, ولا حتى أن تساعده زوجته الجديدة في فتح منزل لها لهما!
وهكذا نجد أن حاجة كل منهما لشيء عند الآخر تضطر كلا منهما إلى تقديم تنازلات وتضحيات كبيرة منذ البداية,, لكنّ الرجل البعض يستغل حاجتها له ومالها وأنوثتها وشخصيتها مقابل منحها لقب زوجة أمام المجتمع!
قد يقولُ قائلٌ وما الذي يجبرها على ذلك؟
وفي الواقع أن المجتمع النسوي نفسه هو الذي يُشعرُها بطريقةٍ إرادية أو لا إرادية أنها لا شيء طالما لم تتشرف بحمل لقب حرم فلان حتى لو سبق اسمها حرف الدال أو كل حروف الهجاء! من يتخيل ذلك على الرغم من المستويات الفكرية والمهنية التي حققتها المرأة وما زالت قادرةً على الوصول إليها!؟
|
|
|