هل يعقل أن يخلو مجتمعنا من مبتكرين,,, او مخترعين,, لا أعتقد,, بل كنا نقرأ بين حين وآخر عن بروز عدد من المتميزين من أبناء هذه البلاد,, ونجد من يشجعهم ويدعمهم,, بل قرأنا أن هناك سجلت لهم براءات اختراعية,, فأين هم الآن,, وكيف تواروا عن الأنظار والأسماع, والوسائل الإعلامية لدينا تهتم بلاعب كرة القدم الذي تتميز قدمه على رأسه, بل تميز على عقول المفكرين والمبتكرين,, ونحن لا ننكر وظائف هذا النوع من المخلوقات البشرية,, فلهم دورهم في التسلية وإثارة المشاعر,, وحرق الأعصاب أيضاً,, لكن لماذا نركز جهدنا الاعلامي على شيء ونهمل أشياء مهمة جداً,, ومرة اخرى أتساءل ويتساءل معي الكثيرون,, هل خلا هذا المجتمع الفطري من مخترعين ومبتكرين,, لماذا لا تعقد معهم اللقاءات,, وتقام معهم ندوات لتشجيع الشباب,, ولفت نظرهم,, وشرح مخترعاتهم وبيان مبتكراتهم لهؤلاء وكيف وجدوا التقدير من المسؤولين ومن الدولة ومن وسائل الإعلام,,, إن مثل هذا سيولد طاقات تكاد تصدأ وتتلاشى لدى كثير من الشباب المتطلع,.
إنهم يعلنون في إحدى وسائل الاعلام في بعض البلدان المجاورة,, ويتساءلون لماذا الرياضة العربية متأخرة بالنسبة للرياضة العالمية,, ويردون على أنفسهم فيقولون لأننا لم نبحث عن المتميزين وذوي القدرات وتربى فيهم حب الرياضة وتنمى فيهم قدراتهم ومميزاتهم,, ونحن نسأل لماذا لا نبحث عن هؤلاء المبتكرين وذوي القدرات الفكرية التي تسهم في كشف كثير من مساحات المجهول,.
إن المخترعات الحديثة,, كالكمبيوترات,, وما شابهها والمعدات الصناعية ووسائل الاتصالات الحديثة تحتاج إلى من يطورها,, فلماذا ندع ذلك للذين يجلبون لنا هذه الصناعات,, ونحن نتقبل هذه الأشياء كمستهلكين,, فلماذا لا نفاجئ أولئك بالتغيير والتبديل والتطوير,, هل سنظل هكذا مستهلكين فقط وغير مساهمين في تطوير المستجدات,, إن كثيراً من البلدان طورت ما تستهلكه داخلياً وسجلت ذلك لها كصناعات وطنية مطورة حملت اسمها,, بل إن بعضها صدرت ما طورت لبلدان أخرى,, وهكذا,, يتبين لنا أن الأمم بأبنائها وبعقول أبنائها لأن العقول ذات التميز الفكري تبقى مادام صاحبها حياً, أما المال فلا يبقى,, لابد من الاهتمام بالقدرات الفكرية التي تبرز قدراتها في شكل مخترعات ،مبتكرات وعقد ندوات معهم,, ولقاءات,, وتسليط أضواء الاعلاميين عليهم حتى يأخذوا حقهم من السمعة ذات التأثير المطلوب.