Wednesday 22nd December, 1999 G No. 9946جريدة الجزيرة الاربعاء 14 ,رمضان 1420 العدد 9946


صحتك في رمضان
رمضان والصحة النفسية

إن في شهر رمضان فرصة لتهذيب سلوكيات الافراد والارتقاء بأخلاقياتهم، وفيه يتخلص معظم الناس من التوتر والقلق والشعور بالتشتت والضياع لمعايشتهم للجو الروحاني في هذا الشهر الكريم، وهو مجال لتقوية العادات الصحية والأخلاقيات الجيدة والاتجاهات السلوكية الصحيحة، وفيه يتم كبح جماح الشهوات وتربية النفوس على الفضائل.
ولأن الصيام امتناع عن الطعام والشراب فإنه يجعل الناس سواسية أمام الاحتياجات المادية فيشعر الغني بالفقير وذو الشبع بالجائع مما يوجد نوعاً من التكامل الاجتماعي بين كل فئات وطبقات المجتمع فيكثر حب الخير وحب مساعدة الآخرين، وتكثر الصدقات المالية والعينية وتعمل موائد الإفطار الجماعي التي تؤدي الى التواد والتقرب بين الناس ومجالستهم لبعض مما يهذب النفوس فلا ينظر الفقير الى ما في يد الغني ولا يحقد عليه أو يحسده وكذلك الغني يرحم الفقير ويمده بالمال ويقضي حوائجه ولا يحتقره فتزول الاحقاد والضغائن وتطهر النفس عن كل ما يدنسها ويشعر الجميع بالرضا والقناعة بما هم فيه لأن العلاقات السوية بين أفراد المجتمع تؤدي الى خلق جو يساعد على التوازن النفسي والإحساس بالأمن مع حب الآخرين والوثوق بهم والتعاون معهم، وبما يساعد على تزويد الأفراد بالأساليب الناجحة للكفاح في الحياة وكيفية التعامل مع الآخرين والاعتماد على النفس وكيفية التصرف أمام تقلبات الحياة مع القدرة على التحكم بالنفس وضبط الانفعالات هو قراءة القرآن بكثرة خلال هذا الشهر وتدبّره وفهم معانيه والعمل بها,
ايضاً للعبادات وخاصة الصلاة أثر في النفوس وتهدئتها فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لبلال إذا دخل وقت الصلاة (أرحنا بها يابلال) فالصلاة سكن للنفس وراحة للأعصاب عندما تؤدى على وجهها الصحيح وهي خير معين على أعباء الحياة قال تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة) فهي تبعث الطمأنينة وتعالج عوامل القلق والتوتر فينظر الانسان الى مشاكل الحياة بنظرة إسلامية صحيحة متوازنة وكلنا يذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه (من أصبح منكم معافى في بدنه آمناً في بيته يجد قوت يومه وليلته فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) ولذلك نجد أن أداء الصلوات وصلاة التراويح او القيام في هذا الشهر المبارك هي رياضة وترويح للروح والجسد معاً تعمل على إزالة التوترات وتريح الاعصاب والعضلات، وكذلك صلة الأرحام والتزاور.
أضف لذلك ما في الصيام من راحة للمعدة من كثرة الأكل مما يعالج كثيراً من المشاكل الهضمية وغيرها والتي تؤثر نفسياً على المصاب بها ولذلك نجد كثيراً من المرضى يتحسنون ويشعرون بالرضا والسعادة لزوال بعض هذه العوارض ولكن الأهم من كل ذلك هو ألا يعرض المريض عن ذلك بزيادة الأكل ليلاً، لذا لابد من أن يستغل هذا الشهر المبارك للامتناع عن تعاطي كل ما يضر ولا ينفع مع الابتعاد عن جلساء السوء والحرص على مصاحبة الأخيار والصالحين مع عقد العزم على الاستمرار بعد رمضان على ما تم الاعتياد عليه فيه من السلوكيات الحميدة والفضائل، فالعمل على ايجاد حياة هادئة مستقرة ومتوازنة بعيدة عن مسببات القلق مع تحديد واضح للأهداف والأوليات بما يتناسب مع القدرات والإمكانيات النفسية والبدنية والمادية لكل منا هو بداية الخطوات التصحيحية لنا للعيش بسلام مع أنفسنا ومع الآخرين,
ولذلك لابد أن يكون هذا الشهر فقط محاسبة وتقويم للأعمال ومراجعة وتصحيح للمسار في هذه الحياة,متعنا الله وإياكم بالسعادة وأدام علينا الصحة وتقبل منا صيامنا وقيامنا.
د/ سعود بن ناصر السهلي
الزمالة العربية في طب الأسرة
أخصائي رعاية صحية - صحة الرياض

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ميزانية الدولة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved