أمان الخائفين لماذا وأخواتها د, هناء المطلق |
* وماذا تحبين في زوجك؟
يخاف الله والطيبة والكرم.
* ماذا تكرهين به؟
البرود العاطفي والكذب والنفاق وعدم تحمل المسؤولية.
* وما أهم صفاته؟
شخصيته قوية قوية جداً.
* كيف؟
يعني محد يقدر يقرب عليه ولا يناقشه في شيء لا أنا ولا حتى أمه وإخوانه, اللي براسه براسه .
***
ماذا لاحظت وانت تقرأ هذه المحاورة؟
انتبه فالمحاورة تحمل الكثير من التناقض ولكنها ايضا تحمل الكثير من الخدع، لذا أرجو أن تهتم بإجابتك.
ذلك انها محاورة عادية, عادية جداً يمكن أن تسمعها في أي مكان ويمكن أن تكون بطلتها أنت أو أختك أو اخوك, وهذه المألوفية هي التي تجعلها خادعة, فالألفة تبطل الدهشة, وماعليك إلا أن تحاول التجرد من الالفة وتتفحص تناقض الأربعة أسطر الأولى:
كيف يكذب من يخاف الله؟ وكيف ينافق؟ ولا يتحمل المسؤولية؟
خلط المفاهيم ربما؟ فالصفات قطعاً لايمكن أن تتوفر في شخص واحد, فهو إما أن يكذب وإما أن يخاف الله.
هذا مايحتمه المنطق, ولكن هذه المرأة لا تريد أن تستخدم المنطق حتى لا تواجه ذلك وان واجهته فسوف يحدث لها مايسمى في علم النفس بالتشويش المعرفي وهو اضطراب وارباك يحدث حين نواجه بحقائق تتناقض مع بعضها مثل الكذب وخوف الله .
فنضطر إلى أن نموه إحداها فلا تأخذ معناها كاملا وذلك لكي نرتاح.
فالمسكينة تعرف أن زوجها يكذب والمنطق يقول بأن من يخاف الله لا يكذب.
وحتى لا تواجه بهذه الحقيقة البشعة فإنها تتوقف ولا تصل بالاستنتاج إلى اقصاه خوفا من أن تواجه ان زوجها لا يخاف الله.
أي أنها تعلمت ألا تستنتج, بل وألا تفكر كثيراً.
تعلمت هذا طواعية.
فالتفكير الكثير أصلاً غير مريح لأنه يكشف المستور الذي لا تريد أن تواجهه.
وحفاظا على السلام النفسي فقد تعودت ألا تفتح أكياس المعلومات ولا تسمح لها بالتفاعل مع بعضها بل تتركها متجاورة, كل معلومة لا تعرف بأن جارتها عدوتها, وهكذا فعلت مع كيسَي المعلومتين المتناقضتين فوضعت يخاف الله في كيس ويكذب وينافق في كيس آخر.
لذا فهي صادقة حين تقول لك ذلك أو على الأقل ليست كاذبة لأنها حين تصفه بخوف الله فهي تبث لك الحديث من كيس ثم تنتقل لتبث من كيس آخر حين تقول يكذب وينافق.
أي باختصار هي لاتربط بين المعلومات وهذا أمر سهل عليها وقد اتقنت الصم والتسميع الببغائي منذ أيام المدرسة, والممنوعات كثيرة, ومنها تعلمت ألا تمارس فن السؤال الذي يتقنه الأطفال جيداً.
توقف نموها المعرفي مثل كل المكفوفين في الأرض.
ورغم أنها ليست وحدها في ذلك، فقمع محاولات المعرفة يمارس على الجنسين إلا أن للمرأة وضعاً مميزاً, فرغم أن الرجل يشاطرها مشكلة الكف إلا أنه لا يتعاطف معها.
بل إن المكفوفة تتلقى الكفوف من المكفوف ايضاً، كفوفا إضافية.
فمن شيم الضعفاء انهم لا يرحمون بعضهم.
هذا ماكان من أمر الأسطر الأولى من المحاورة, أما الأسطر الأخيرة فلها لماذات أُخريات .
|
|
|