Wednesday 22nd December, 1999 G No. 9946جريدة الجزيرة الاربعاء 14 ,رمضان 1420 العدد 9946


لما هو آتٍ
تقليص الحصص فماذا عن المحتوى؟
د,خيرية إبراهيم السقاف

تناولت الصحف خلال يومين ماضيين خبر الموافقة السامية بتغيير منهجية المرحلة الابتدائية وجعلها تُخفِّض عدد الحصص الأسبوعية من (177) حصة إلى (135),, بعد دراسات مستفيضة قامت بها وزارة المعارف المعنية بالأمر.
الخبر بحد ذاته فيه ما يوحي بتغيير جذري إذ إن تخفيض عدد (42) حصة اسبوعية في المرحلة الابتدائية ليس بالعدد الذي يمر مروراً عابراً,, غير أن الخبر لا يعطي تفاصيل أخرى,, فما هي هذه الحصص؟ وتخص أية مقررات؟ وفي أي السنوات من المرحلة الابتدائية,, ولعل الاتصال بالوزارة يمكن أن يجليّ عن هذه الأسئلة إجاباتها,.
يبقى المحور الأساس في التغيير الذي يهمني من وجهة خاصة مناقشته,, وهو ينبثق من السؤال: من الذي قام بالدراسة وخرج بهذه النتيجة؟,, سيقال: لجنة مختصة، والأولى في جميع جهات الدنيا التعليمية أن يقوم أي تغيير بإدخال العناصر المرتبطة، والعناصر المرتبطة بأمر المناهج بمفهومها التربوي الواسع,, ترتبط: بالدارسين، وبالمدرسين، وبالوالدين، وبالمجتمع،,, وبشكل وآخر بالهيئات التعليمية المعنية من إدارة تشرف، أو لجنة متابعة وتقويم,,
فهل أسهم المعلمون في هذا الأمر؟ وهل تمت اجتماعات بأولياء الأمور عند عقد اللجان والأخذ بالرأي النهائي؟ وهل خضع الدارسون إلى اختبارات تحدد مستوى ونوعية ما يناسبهم ومدى تأثير المردودات المعرفية عليهم من المقررات الدراسية التي يشملها المنهج والتي حذفت منها 42 حصة أسبوعية بناء على ذلك؟,.
وإذا ما تم التسليم بأن (الرؤية الوالدية) ذات أهمية في المدى الماضي, فكيف وأمامنا مدى حاضر ومستقبلي يؤكد على (الوعي)، (التعليم)، (الخبرات)، التي توجد بشكل مؤكد في شرائح (الوالدين) في الوقت الحاضر وعلى وجه الخصوص إذا سلَّمنا بوجود مجموعة كبيرة منهم ينتمون وينتمين إلى فئات التربويين إمّا تخصصاً أو عملاً؟
ولم نسمع أن لجنة الدراسة المذكورة قد اتصلت (بالوالدين)، أما إن كانت هناك استبانات قد وزعت وحُصرت الآراء فلم يحدث أن بلغ أحداً ممَّن على الأقل (أعرف) من والدين لطلبة في المرحلة الابتدائية تخص هذا الأمر, وتظل الاستبانات المكتوبة لا تحقق ما يمكن أن تحققه اللقاءات المباشرة التي تتيح فرصة بل فرص الحوار ونقل وجهات النظر القائمة على الخبرة مع مناهج الدراسة التي تتم داخل البيت الذي هو ورشة العمل الخاصة بها من /أداء واجبات التقويم البيتي/ والذي يُفترض أن يكون محققاً لما تم تحصيله في الفصل الدراسي /موقع تنفيذ الحصة الدراسية/ /الشاملة لمضمون الخبرات المعرفية المقدمة في محتوى المنهج/ /على أيدي معلمين هم العنصر المنفِّذ له/ /يقع على الدارسين المعنيين بالتعليم أي نقل الخبرة لهم/ والذين هم الرابط بين ما سبق داخل الفصل في المدرسة وما يلحق داخل البيت.
ناهيك عن المعلمين المنفِّذين الذين يُفترض أن يكونوا قد شاركوا بشكل واسع في عملية التغيير المشار إليها فهل فعلاً ساهم معلمو المرحلة الابتدائية في أعمال لجان التطوير والتغيير داخل الوزارة؟ وإذا قيل إن اللجنة أو اللجان هم من المربين الذين لهم خبرات في الأمر ولهم اهتمام بالشأن ولا يقلُّون خبرة عن مدرسي المواد أو المقررات، فإننا نظل نعود إلى حقيقة أن الذي يباشر التنفيذ الفعلي اليومي الحركة /الذهنية/ و/الجسدية/ و/الحضورية الكلية/ لا يمكن أن يؤدي دوره من بعد عن المباشرة حتى ولو لعام واحد فقط.
ناهيك عن المجتمع الذي يضم متغيرات عديدة تتطلّب ليس فقط /إلغاء/ حصص وإنما /تغيير/ محتوى فماذا فعلت وزارة المعارف في أمر تغيير محتوى مقررات المراحل ليس الابتدائية وإنما كافة المراحل إذا كانت مقررات /التاريخ/ لا تزال تنام على /معارفها/ وإذا كان مقرر/ الفقه/ لا يزال يتضمّن ما لا يتناسب مع المرحلة، وإذا كانت/ الجغرافيا لا تزال تتحدث عن الاتحاد السوفيتي في عز تلاحمه؟,.
أعود إلى السؤال: أين العناصر المشاركة من أمر قررات تُتخذ وما هو حجم مشاركتهم فيها، وهم الدارسون، والمدرسون، والوالدون، والمجتمع,,.
فإن كنا نريد صحوة تربوية سليمة فلا بد أن نتخلى عن نتائج الطاولات المستديرة أو المستطيلة، والأبواب المغلقة ذات الأنوار الحمراء,,، فالميدان العملي وحده محك النتائج الناطقة بصوت الجماعة.
وعلى التربية والمربين التحية مزجاة بالأمل.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ميزانية الدولة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved