عبر لغة الأرقام، تنجلي الحقائق مجردة، فيكون لكل معلومة مدلولها المباشر دون لبس أو غموض.
هكذا دوما ظل التخطيط والأداء في اساليب المملكة المالية والاقتصادية,, وهكذا تجسمت الأرضية المتماسكة لاقتصادنا، حيث استمر صامدا، بل وناميا، رغم كل عوامل الاهتزاز التي اصابت الكثير من دول العالم.
والميزانية الجديدة للمملكة، والتي اعلنها اول امس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء,, توخّت توفير الوسائل الضرورية لنمو الاقتصاد وتعزيز مكانته مع الاستمرار في الخطوات الهادفة الى تحقيق التوازن المالي وترشيد الإنفاق.
وبُشريات الميزانية تعددت في مساحاتها فحملت اكثر من مؤشر يحمل الفأل باستمرار الرخاء وارتقاء عجلة التقدم الى الامام.
فقد بلغت النفقات العامة مبلغا قدره مائة وخمسة وثمانين مليار ريال بزيادة حوالي 11% عن العام السابق وهي نفقات ستدعم دون شك برامج المشاريع في مختلف قطاعات التنمية سواء أكانت اجتماعية او صحية او تعليمية او تتعلق بالبنية الاساسية، وهذا كما اكد خادم الحرمين الشريفين مما يعزز النمو ويزيد من فرص التوظيف للمواطنين.
كما زف خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بشرى اخرى للمواطنين حين أعلن ان اقتصاد المملكة حقق بحمد الله نموا جيدا بلغ 4,8% حيث يحمل ذلك الرقم الدلالة على ان اقتصادنا لا يحافظ فقط على درجات النمو التي حققها بل يتجاوزها الى درجات اضافية توفر المزيد من التقدم والرخاء للوطن والمواطن.
اما تكاليف المعيشة باعتبارها احد المؤشرات على الاداء الاقتصادي فقد انخفضت وفقا للتقديرات بمعدل 2,1 عما كانت عليه في العام المالي 1418 1419ه وهو مؤشر ايجابي على استمرار الأداء الاقتصادي بشكل فعال، في حين ان الناتج المحلي بنهاية العام 1419/1420ه تم تقديره بمبلغ 000، 000، 300,521 ريال مقارنة بمبلغ 000,000,800، 480 ريال في العام الماضي.
وفي مؤشر ايجابي آخر، يتوقع ان يشهد اداء القطاع الخاص نموا في قيمته تقدر نسبته ب4,2% بالاسعار الجارية و2% بالاسعار الثابتة مقارنة بما كان عليه في العام السابق مما سيرفع من مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي بنسبة تقدر ب38% بالاسعار الجارية و48% بالاسعار الثابتة.
انها ميزانية الخير,, تحمل البشرى لكل مواطني المملكة بأن مسيرة النماء تتواصل بحمد الله، وان بلادنا على موعد متجدد مع مستويات متقدمة من الحياة التي يسودها الرخاء والرفاهية.
حفظ الله المملكة وشعبها بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني ووفق جهدهم جميعا في سعيهم الذي لا ينقطع من اجل خير الوطن والمواطن.