Wednesday 22nd December, 1999 G No. 9946جريدة الجزيرة الاربعاء 14 ,رمضان 1420 العدد 9946


بالرغم من ذلك
المعلومة قبل التخطيط
د، محمد الكثيري

نتحدث كثيراً في مؤسساتنا العامة والخاصة عن التخطيط وأهميته وضرورة وضع خطط تحكم سير العمل وتساعد في بلوغ الأهداف المنشودة، نتحدث عن ذلك قناعة بأهمية هذا الأمر، وهي قناعة لها ما يبررها، إذ لا أحد يتصور منشأة في القطاع العام أو الخاص تستطيع أن تحقق أهدافها بدون خطة واضحة المعالم محددة الأهداف، إلا أننا وبالقدر نفسه نتفق على أن التخطيط أمر يتعلق بالمستقبل مما يعني أن على المخططين أن يبذلوا كافة جهودهم ويوفروا عظيم إمكاناتهم ليتمكنوا من قراءة ذلك المستقبل وبالتالي القدرة على التخطيط له، ويأتي توفير المعلومة الصحيحة والحديثة والدقيقة أولى تلك الجهود والإمكانات، فذلك النوع من المعلومات يعتبر هو القاعدة الاساسية التي تبنى عليها الخطط مما يعني أهمية تلك المعلومات وضرورة توفيرها،
إلا أن الملاحظ أننا لم نعط المعلومات حقها التي تستحقه، فالجميع يكاد يتفق على أن الحصول على معلومات بالمواصفات الآنفة الذكر ليس بالأمر الهين، بل إن الباحث يجد نفسه في دوامة من المعلومات الناقصة والمتناقضة بل والقديمة التي لم يعد الاعتماد عليها مجدياً، ومن أراد أن يتأكد من صحة ذلك فما عليه إلا أن يطلب بعض المعلومات التي تعتبر أولية في بعض الجوانب الاقتصادية والتجارية مثلا،
إن هذا يقودنا الى القول أننا ولكي نتمكن من وضع خطط واستراتيجيات سليمة لمنشآتنا العامة والخاصة فإن علينا أن نفكر بجدية في توفير المعلومات الضرورية، وبالذات أن توفير تلك المعلومات أصبح أسهل من ذي قبل بعد التقدم التقني الذي عم أرجاء المعمورة، بل إن الأمر يستدعي الانتقال من الجهود الفردية التي تقوم بها بعض الأجهزة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وغرفه التجارية الى التفكير في إنشاء مركز وطني للمعلومات يوحد هذه الجهود ويكون هو المصدر الرئيس الذي يستقي المعلومات من كافة الجهات محلياً ودولياً ويعمل على توفيرها بطرق سهلة ومفيدة في الوقت نفسه، ولكي ينجح مثل ذلك المركز فان على أجهزتنا الحكومية بالذات ومؤسسات القطاع الخاص أن تتخلص مما ترسب في أذهان القائمين عليها من التعامل بسرية مع المعلومات لدرجة أصبح كل شيء يحاط بسرية مبالغ فيها،
ان ما يجب أن ندركه أن المعلومة ثروة وان ما ينفق على توفيرها من جهد ومال ليس هدرا بل هو استثمار يعود بالنفع على الوطن ومؤسساته وذلك لما تلعبه المعلومة من أهمية في إيجاد التخطيط السليم الذي هو المطلب الأساس لأي بلد ينشد التقدم والازدهار، وبدن توفر ذلك النوع من المعلومات فإن الجهود التي تبذل لوضع ما يسمى بالخطط والاستراتيجيات ستبقى بدون جدوى إذ أن نتيجتها تخطيط مبتور لا يتوفر له أحد أهم العناصر الضرورية وهو إيجاد المعلومة الصحيحة بالطريقة الملائمة وفي الوقت المناسب،

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ميزانية الدولة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved