Wednesday 22nd December, 1999 G No. 9946جريدة الجزيرة الاربعاء 14 ,رمضان 1420 العدد 9946


رقمٌ,, لم,, يُكتب,,!
إبراهيم عبد الرحمن التركي

(1)
أرى أُناساً ومحصولي على غَنَمٍ
وذكرَ جودٍ ومحصولي على الكلمِ
المتنبي
***
وهجُ الشِّعرِ حرقةٌ والتياعٌ
ليس فيه مُذَهّبٌ وحريرُ,.
أبو سلمى
***
لو كانت دارَ مُقامٍ لا تخذنا لها أثاثا
أعرابي
***
**2
** نستمرىء الاسترخاء,.
** ويطيبُ لنا التراخي,.
** ويتناقضُ داخلنا مع خارجنا,.
** الوقت طويل,, والإنجاز ضئيل,,!
** الساعة تدق,.
** وفي مساء الزمنِ
* نغفو
* ونلهو,.
* ونتثاءب,.
* فنصبح على
همٍ ,, ووهمٍ ,.
** ترى,.
* متى نصحو,,؟
* ومتى ينامون,,؟
***
3
** في عالمنا العربي
** قاماتٌ ثقافية ذات حَول وطَول ,.
* بعضها بحق,,!
* ومعظمها بشقٍّ ولصق,,!
** والبركة في صوتية الكلمة المتكئة على الإنشاء والخطابية والشللية .
* فإن مدحنا بالغنا,,!
* وإن قدحنا أسرفنا,,!
** ألسنا قوماً لا توسط عندنا,.
* لندع ما نتّهمُ به سوانا,.
* ولنبلغ مدار الحكاية والشكاية ,.
* * *
4
** فؤاد زكريا ، محمود أمين العالم ، جابر عصفور رموزٌ ثقافية عربية تعيش اتهاماتٍ متبادلة تخترق العمقَ الأخلاقي فهذا يوظف ذاك، وذاك يتوسط لهذا، ويُخرج الآخر من موقعه ليحلَّ محله لصالح القادم عبر فضاءات الهوى إن لم نقل الغِوى ,.
** لا تهم التفاصيل ,, وإن كفت إشارة الى استقالة زكريا من المجلس الأعلى المصري للثقافة لأن عصفوراً الأمين العام للمجلس قد اختار العالم بديلاً لزكريا مقرراً للجنة الفلسفة، ليقوم محمود أمين العالم بالتالي بترشيح عصفور لجائزة سلطان العويس وليفوز بها قبل عامين مناصفةً مع الدكتور شكري عيّاد رحمه الله,.
** لا معنى لأي انحناءات داخل القضية، ومع مَن الحق، لكن ما سجلته الصحف من تداعيات وبيانات كافٍ لإشعال خلاف يتجذر مبدؤُه في تجاوزٍ لمعنى القيمة الغائبة فعلاً الحاضرة شكلاً ,,!.
* * *
5
** بمنطق السيرة ولغةِ السريرة ، فإننا أمام كبارٍ صغروا، وصغارٍ لم يكبروا,, وسواءٌ دِينَ ثلاثتُهم أو بُرِّىء بعضهم فإن ظهور المشكلة أمام القارىء كفيلٌ بهزِّ الثقة في هؤلاء والبحث عن الحقيقة المؤلمة عبر الخطابات المتناقضة من علمين متميزين,,!.
** لا تعجبوا بعد إن بحث الجيل الناشىء عن شخوص جديدة يرنو لتفوِّقها في فضاءٍ تائه تتقاذفه أصواتٌ هاربة من واقعها المعتم فتركض خلف فراغ النجوم والغيوم والأرقام والأقدام والقصّ والرقص .
* لا نامت أعينُ الأدعياء,, !.
* * *
6
** ذلك مثلٌ على سقوطٍ معنويٍّ للكلمة عبر متكلميها لا نسأل فيها عن المسبِّب ؟ أو السبب ؟ بمقدار ما يعني وجود خللٍ في التركيبة السلوكية للنُّخبة الهائمين بذواتهم المتهالكين على مكاسبهم ,,!.
** والأمثلة الاخرى كثيرة، تتخطى إطار عضوية لجنة أو مجلس الى انضواءٍ في دائرةٍ أو دوائر تبني مساحاتها من خلال معادلاتٍ تتجاهل معنى الناتج الحصري لأرقامٍ ذات دلالات محددة ، فيصبح الواحدُ صفراً، والصفر عشراً، والموجب سالباً، والسالب موجباً,.
* لا عاشت حساباتُ الخواء .
* * *
7
** تتصل المعضلةُ الأخلاقية لتصل إلى العلماء المتفرغين داخل معاملهم ممن تداركتهم الأزمةُ فاحترقوا في أتونها الملتهب,,!.
** ولعلَّ أحمد زويل - وهو نموذج مشرق للإنجاز الذهني العربي المغترب - مثالٌ حي على هذه المشكلة، فقد أحدث - باكتشافه أصغر وحدة زمنية الفيمتو - ثورةً في تاريخ العلم حسب وصف هيئة الجائزة مما يمكن معه قياس أسرع تفاعلٍ كيميائي/ بيولوجي، وما كان مستغلقاً مستحيلاً أصبح بفضل جهود زويل وفريق عمله مفتوحاً ممكناً ,,!.
** لا إفاضةَ أكثر، فقد تحدث صاحبكم - في معناه السبتيِّ - عن المفارقة المحزنة في الهجرة الطوعية للعقول المنتجة، والإقامة الجبرية فوق وسائطنا للعقول الأخرى المملوءة عجزاً وإفلاساً,,!.
** ليست هذه قضيتنا فلندعها، لنقرأ ما نُشر عن زويل الذي أمضى سنةً في معهد وايزمان الصهيوني داخل الأرض المحتلة وأسهم في تدريب كوادره وفاز بجائزة كبيرة من دولة يهود الغاصبة تعدُّ الأعلى لديها، كما زار الكنيست وخطب فيه، ويتوقع تكرار زيارته لهم قريباً,,!.
** وإذا صحَّ كل هذا فلن نقول بعد إنه ليس عالماً فهو كذلك دون ربط الموقف الوطني الأخلاقي المبدئي بالممارسة السياسية المصلحية ,,!.
** ربما جاء تعاونُه مع يهود إذا صحَّ عاملاً مهمّاً من عوامل ترشيحه للجائزة، وربما لجأ إليه حين أحسّ بأهمية ذلك من أجل تلك ، وهو يريد تقديم الشكر لهم بزيارة أو زيارات مقبلة,, وهنا السقوط الذي لا يمكن النهوض منه، والعلّة التي لا يرجى بُرؤها .
* * *
8
** كتبت الأخت القاصّة/ لميس منصور من المدينة المنورة مداخلة حوارية مع بعض ما طرحته إحدى الأربعاويات وأشارت إلى شيء من الهمِّ الفكري داخل دوائر الصراع الداخلي والخارجي المحيط بذهن الكاتب وقالت:
* الكاتب جزء من هذا التناقض، يقول رأياً ويتحدث عن قضية قادحاً أو مادحاً ومؤيداً لها، ويأتي اليوم الذي يليه فيعود الى القضية نفسها أو الموضوع، وبعد أن كان له مادحاً، أصبح ذامّاً، وبالعكس,,
** لها الحق في مثل هذا الحكم، فقد اختّلت المصداقية التي تحكمها مبادىءُ ثابتة وأضحت المصلحة محرّكاً مهمّاً في تأطير اللغة والمعنى .
** ولعلَّ من تابع الحوارات الفضائية التي تتمُّ بين آنٍ وآن مع بعض الشخوص الإعلامية والرسمية سيشهد نظريات الزوايا المتحولة من الحادّة إلى المنفرجة ومن القائمة إلى المنعكسة في صدامٍ عمودي لا تعنيه ذاكرةُ الشعوب، ولا يُهمّه سقوط الشوامخ التي أسهم في بنائها وتعليتها ,, مطيحاً بما فات مستقبلاً ما هو آت,,!.
** للحوارات التي أجرتها بعض القنوات الفضائية مع الإذاعي الأول أو الأوحد في زمنه (الأستاذ أحمد سعيد) دور في إعادة مشهد الارتطام العنيف داخل وعي الإنسان العربي بين التهويم فوق السحاب والمشي على التراب ,,!
** لم يتتلمذ جيلُنا على أحمد سعيد فقد مضى دون أن نستوعبَ رسائله، ولكن أجيالاً تقف في المقدمة عايشته وصدّقته وصدرته، ثم هوى الحلم بهم ومعهم، كما هوى بمن قبلهم مع يونس بحري وكما سيهوي بمن بعدهم مع أمثالهما من الراكضين في اتجاه مدافنِ التطلع .
** أحمد سعيد لم يتعدَّ ما قاله له سيّدُه فلا يُلامُ وحده، كما لم يكن فرداً فجلُّهم هو والأبواق لا تُسأل بل النافخون فيها، ونظرية نزار فيهم غيرُ غائبةٍ وإذا أصبح المفكر بوقاً,,,,,, !.
** مِثله الآخرون الذين اعتدوا على منظومة القيم بتقاطعهم مع ثوابتها وزعمهم الالتزام، ونكوصهم ذاتَ طمع عن الإقدام، وإقدامِهم ذاتَ تقاعدٍ أو إقعاد على رسم لوحةٍ مضيئةٍ لأحاسيس معتمة ,,!.
** معظمهم في الوقت الضائع وطنيّون ، مخلصون ، أنقياء ، أصفياء ، فاهمون ، متفهمون ,, ولكن لاتَ حين إقناعٍ واقتناع,,!
* * *
9
** أوضحت الأمثلةُ، السابقة غياباً للضمير الاخلاقي في تجاوزاتٍ مؤلمة، وجدت من يقوم ببطولتها من أساتذتنا المفكرين والأدباء والإعلاميين والعلماء الطبعيين,, ولو شاءت الاربعاوية استطراداً لوقفتم معها على نماذج قريبة منكم ترونها وتلمسونها وتشمُّون رداءتها ازدواجيةً في الولاء ، وخداعاً في العناوين ، وبحثاً عن مركزٍ أو مال أو مغانم زائلة,,!
** لقد أُصيبَ هذا الجيلُ في رموزه فأعظمَ الله أجره، وعوّضه عنهم بآخرين خيرٍ منهم يدركون مسؤوليتهم التاريخية ,
لا ارتوت أنفس البُخَلاء !
والله المستعان,,.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ميزانية الدولة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved