قبيل شهر رمضان المبارك كنت في زيارة لباريس وضمن برنامج الزيارة المكثف كانت هناك لقاءات مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية وكبار الصحفيين الفرنسيين المهتمين بالشؤون العربية.
ومنذ أول لقاء شعرت أن هناك تطورا مهما على صعيد أحداث الشرق الأوسط، فبالإضافة إلى سفر وزير الخارجية الفرنسي إلى دمشق وما لمسته من أحد كبار وزارة الخارجية الذين رافقوه، أيضا فهمت من انشغال المختصين بالمنطقة في صحيفة الليموند أن هناك حدثا,, بل حدث مهم.
وفعلا حصل ما كنت أتوقعه، فزيارتي وزيري الخارجيةالأمريكي والفرنسي إلى دمشق تعني أن الترياق الباريسي قد أدى مفعوله، فقد كان للدعم الفرنسي في حلحلة بعض النقاط العالقة سواء تلك التي تتعلق بالجانب السوري والتي حصلت دمشق من خلالها على إجابات مطمئنة من الوزير الفرنسي أو تلك النقاط التي حصل عليها باراك أثناء زيارته إلى باريس والتي حصل عليها من الرئيس شيراك والإجابات التي حملها وزير خارجيته في دمشق دفعت أولبرايت إلى حزم أمرها والتوجه إلى دمشق حيث أعلن الحدث المهم.
هكذا وصلت في تحليلي للأمور، عندما تلقيت اتصالا من الزميل الدكتور فيصل الباي يعلمني بخبر إعلان استئناف المفاوضات السورية/ الإسرائيلية، قلت للدكتور فيصل الآن وضحت الصورة ، أعني الصورة التي شاهدناها في لقاءاتنا مع المسؤولين في وزارة الخارجية، وانشغال الزملاء الصحفيين في الليموند والتلفزيون الفرنسي ووكالة الأنباء الفرنسية.
في اليوم التالي كانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية توضح للزملاء الصحفيين مراسلي الصحف العربية ووكالات الأنباء العالمية كثيرا من الجهود والتحركات، وكانت أسئلتهم بعد المؤتمر الصحفي الذي تركّز على قرار مجلس الأمن الخاص بالعراق، ولم أشأ أن أتلصص على ما كانت تقوله، إلا أنه كان لابد من معرفة الدور الفرنسي في هذا الخصوص من الشخص الذي رافق وزير الخارجية في رحلته إلى دمشق,,!!
وغداً نواصل.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com