بالتعاون مع النادي العلمي بجدة 32 طالباً متفوقاً في المراحل الثانوية يزورون منجم مهد الذهب |
*, جدة الجزيرة
بالتنسيق مع ادارات النشاط العلمي بادارة التعليم بمحافظة الطائف ومنطقة الرياض والمنطقة الشرقية ومنطقة مكة المكرمة نظم النادي العلمي بجدة رحلة علمية الى منجم مهد الذهب ومنجم جبل صايد وام الدمار لاعضائه من بعض المدارس الثانوية في تلك المناطق خلال الفترة من 15 18 شعبان الماضي وبلغ عددهم 32 طالبا متفوقا تزيد نسبهم المئوية عن 95% في التحصيل الدراسي.
واستطلع المشاركون منجم مهد الذهب تحت اشراف المهندس تركي قملو وزملائه وتعرفوا على كيفية استخراج الخام من عروق الكوارتز المرو الناتجة من محاليل المياه الحارة في شقوق الصخور البركانية كما تعرفوا على طرق الحفر واعمال التفجير داخل المنجم وطرق استخراج الخام من الكتل الاقتصادية وجمعوا عينات للمتاحف المدرسية.
كما درسوا طرق معالجة الخام وتحريرها بواسطة الطحن والغربلة وكيفية معالجتها بطريقة التعويم بمحلول سيانيد الصوديوم السامة والذي يذيب الفضة والذهب وفصلها بالترسيب عن طريق التلحيل الكهربي لحبيبات الكربون النشطة في عملية الاستقطاب الكهربائي كما شاهدوا كيفية صهر الذهب وصبها في قوالب خشبية خاصة وتعرفوا على استخدامات الذهب في الصناعات الالكترونية والكهربائية الدقيقة والاجهزة الطبية والاتصالات والمواصلات وطلاء بعض الطائرات الخاصة لتضليل القذائف الحرارية المواجهة وفي السفن الفضائية بالاضافة الى زيارة المواقع القديمة في المنجم والتي استغلت في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه من قبل مجموعة التعدين السعودية سامس ودعمت وكالة الوزارة للثروة المعدنية بوزارة البترول والمعادن هذه الرحلة الطلابية بطائرة عمودية للتصوير والمسح الجوي وباسطول من سيارات الدفع الرباعي تحت اشراف الجيولوجي محمد الرحيلي حيث زاروا منجم جبل صايد والذي يقدر حجم الاحتياط فيه بحوالي 29 مليون طن بتركيز 5,2% نحاس.
واجرى الطلاب المشاركون بالرحلة عملية لقياس نسبة النشاط الاشعاعي في صخور البجماتايت النارية الحاوية على معادن اليورانيوم المشعة باستخدام عدادات جايجر Geiger counters واستخدموا صور الاقمار الصناعية LAND SAT5 لدراسة المواقع الجيولوجية المزارة ودرسوا مبادىء علم الاستشعار عن بعد Remote sensing وتعرفوا على فوهات الحرات البركانية المكونة من صخور البازلت السوداء ودرسوا المرتفعات الجبلية المجاورة للمنطقة بواسطة الصور الجوية الملتقطة بطائرات المسح الجوي التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية.
وفي المحطة الاخيرة من برنامجهم العلمي اطلع اعضاء النادي العلمي بجدة على طرق استخلاص خام النحاس في عهد الدولة العباسية في منجم ام الدمار 30 كم شمال شرق مهد الذهب وجمعوا بعض من قطع الخبث وهو بقايا الخام المنصهر من النحاس حيث يتم طحن الخام بواسطة الطرق واحجار الرحى ثم صهره لاستخلاص النحاس وفصله عن الشوائب في فرن من الصلصال المشتعل بالفحم.
كما درس المشاركون في رحلتهم الصحراوية كيفية ترميم الاجزاء الرخوة من الجمال الميتة وطرق حفظ العظام وكيفية تكيف بعض النباتات الصحراوية وشاهدوا بعض المواقع التاريخية الهامة من درب زبيدة القديم الذي يربط طريق الحج بين خراسان ومكة المكرمة في عهد الدولة العباسية.
كما درسوا بعض النقوش الثمودية القديمة وصورا لبعض الوعول والاسود والغزلان والتي رسمها الفنان القديم على الصخور واستنتجوا المناخ القديم السائد في المنطقة كبيئة غابات مدارية.
محاضرات علمية
كما وضع في البرنامج بعض من المحاضرات العلمية المسائية باستخدام جهاز عرض الوسائط المتعددة والكمبيوتر النقال بدأت بمحاضرة علمية عن زيارة اعضاء النادي العلمي بجدة الى بريطانيا الصيف الماضي القاها مدير النادي والمشرف على البرنامج عبدالحفيظ محمد امين تركستاني عن كيفية تعليم الطلبة البريطانيين في المدارس الثانوية العلمية المزارة كما شرح تجربته التربوية في استخدام شبكة الانترنت الدولية في التعليم.
والقى الاستاذ احمد عبدالله النملة المشرف المرافق المرشح من ادارة التعليم بالرياض محاضرة عن الليزر LASER (الضوء المضخم بواسطة احتثاث الشعاع المنبعث) واستخداماته في العمليات الطبية واللحام وصقل الالماس وتقطيع المعادن كما تحدث عن الموجهات الدقيقة Microwaves وتطبيقاتها في الاتصال بالاقمار الصناعية مستخدما لوحة ترددات الطيف الكهرومغنطيسي.
والقى الاستاذ حميد بن محمد الزلفي المشرف المرافق المرشح من ادارة التعليم بمحافظة الطائف محاضرة علمية عن مرض السرطان وانواعه وكيفية نمو الخلايا وتكاثرها بطريقة غير منتظمة ومسبباتها وطرق الوقاية منها.
من ناحية اخرى شرح الاستاذ عبدالعزيز سالم السلامة المشرف المرافق المرشح من الادارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية محاضرة عن المواد البتروكيماوية واستخداماتها في الصناعات الحديثة.
والقى العضو زاهد خليل الحذيفي 17 سنة من ثانوية ابن خلدون بجدة محاضرة علمية عن كيفية اختراق المتسللين لشبكات الكومبيوتر ومسح البيانات والبرامج المثبتة فيها وكيفية حمايتها ووجه رسالة الى زملائه المتفوقين والموهوبين في المملكة باستخدام شبكة الانترنت الدولية وتعلمها باعتبارها من اهم الانجازات التي خدمت الحضارة الانسانية.
مراكز علمية متقدمة
وقد حصل الاعضاء التالية اسماؤهم على المراكز المتقدمة بناء على التقارير العلمية والالتزام بقوانين الرحلة بعد التقييم الشامل من قبل المشرفين وهم:
المركز الاول: الطالب محمد حسين السراج من ثانوية الثغر النموذجية بالخالدية بنسبة 99% وحصل الطالبان ياسر ابراهيم الحارثي ومحمد عبدالرحمن الغامدي من تعليم الطائف على المركز الاول مكرر بنسبة 99% ايضا بينما حصل على المركز الرابع الطالب فيصل سعد المقيرن من تعليم الرياض بنسبة 97% والطالب عارف محمد السلطان من الادارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية وبنسبة 97% ايضا وحصل على المركز السادس الطالب زيد بن الخطاب الهنائي من تعليم الشرقية بنسبة 96% وحصل على المركز السابع الطالبان محمد خالد عجيمي وسليم خلدون الاحدب من ثغر الخالدية بجدة 95% والتاسع والعاشر كان من نصيب الطالبين طلال احمد السديري ومحمد سليمان الرويشد من تعليم الرياض 94% وسيرشحون للرحلة الدولية الثامنة الى اليابان في الصيف القادم بمشيئة الله.
وقد قدم مدير النادي العلمي بجدة والمشرف العام على الرحلة عبدالحفيظ محمد امين تركستاني شكره وتقديره نيابة عن المشاركين الى الدكتور عبدالله الدباغ رئيس شركة التعدين العربية السعودية معادن وللمهندس محمد الشنقيطي مدير منجم مهد الذهب وللاستاذ ابراهيم خبيري وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية وللدكتور محمد اسعد توفيق وكيل الوزارة للمسح والتنقيب ولمديري عام التعليم للمناطق التعليمية المشاركة على جهودهم الخيرة لانجاح البرنامج.
يذكر ان النادي العلمي بجدة قد تأسس عام 1410ه بهدف رعاية الطلبة المتفوقين والموهوبين والعمل على تنمية قدراتهم العلمية ويرأسه معالي الدكتور محمد عبده يماني ونائبه معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف وله مجلس ادارة من اساتذة الجامعة واعيان ووجهاء مدينة جدة.
انطباعات الطلاب حول الرحلة
اشار الطالب طلال بن احمد السديري من مدارس الرياض الاهلية الى ان الرحلة جميلة وممتعة وتفوقت في جميع المجالات وان اكثر شيء جلب اهتمامي النقوش الثمودية القديمة واشكر الاستاذ عبدالحفيظ تركستاني الذي اتاح لنا الفرصة للاستفادة من الرحلة العملية وحيث تفوقت في الجانب العملي اكثر من الجانب النظري الذي جعلنا نستوعب الدروس العلمية دون نسيانها والتي امتازت بكثافة المحاضرات العلمية.
اما الطالب احمد محمد رواس من مدرسة القاعدة الجوية الثانوية فقد اشار الى ناحية مهمة اتاحتها الرحلة حيث تم التعارف بين زملاء الدراسة في الثانويات في انحاء المملكة واشتراكهم في البحث والدراسات العلمية خلال الرحلة الممتعة والمفيدة في آن واحد.
الطالب احمد عبدالرحمن الثبيتي قال: عندما اكتب عن زيارتي لمنجم مهد الذهب الاساتذة الفضلاء واخص بالذكر الاستاذ عبد الحفيظ تركستاني هذا الرجل الذي يتحلى بمميزات تؤهله الى ارقى فنون العلم والمعرفة.
وكانت الرحلة جدا ممتعة حيث اعطتنا الدافع المعنوي للتعرف على بلادنا العزيزة كما عودتنا على الاعتماد على النفس واداء الصلاة في الجماعة وقراءة القرآن والتقرب من المدرسين والتحدث مع المسؤولين في جميع اماكن الرحلة كما زرنا المصانع والاماكن الاثرية.
واكد الطالب عبدالله بن عبدالعزيز الحسياني من ثانوية السليمانية بالرياض ان الرحلة ممتازة ولا اعرف كيف اعبر عنها ومهما عبرت لن اعطيها حقها واريد ان تتكرر مرة اخرى لانها اعجبتني واعجبت جميع الطلاب الحضور من جميع المناطق والطلاب جميعهم يتمنون تكرار الرحلة لانها مشوقة لهم بالطبع وانا شخصيا احب هذه الرحلات العلمية المفيدة للمستقبل لانها تحقق ما سوف نتعلمه في المستقبل وما تعلمته في الماضي البعيد والقريب وهذه الرحلة اعتبرها شرحا نظريا لما سوف اتعلمه في المستقبل واستفدت شخصيا فائدة عظيمة لا حدود لها.
واشكر جميع من ساهم في انجاح هذه الرحلة وعلى رأسهم الاستاذ عبدالحفيظ تركستاني.
الطالب محمد السراج من مدرسة الثغر بجدة قال: اشكر كل من ساهم في انجاح الرحلة وعلى رأسهم الاستاذ عبدالحفيظ تركستاني فانني ولله الحمد استفدت عظيم الاستفادة فباستخدام جهاز الوسائط المتعددة وجهاز الحاسب الآلي النقال وصور الاقمار الصناعية كان للرحلة طابع مميز الا وهو التعليم باحدث التقنيات الموجودة في العالم والتي تجعل منا في مصاف الامم المتقدمة كما ان القدرة على استيعاب المواد المشروحة وارتباطها بالمنهج الدراسي مما لاشك فيه سبيل الى التفوق والتحصيل الدراسي العالي باذن الله وانصح بتكرار مثل هذه الرحلات حتى يستفيد شباب الامة ويفيدون وطنهم في جميع المجالات وشكرا.
|
|
|