تغيير العادات الغذائية السيئة مطلب صحي هام |
من أجل صحتك في هذا الشهر الكريم نقدم لك عزيزي القارئ هذه الجولة لإبراز موقف الطب من الصيام وفوائد الصيام وأثره على الصحة,, حيث يقول الدكتور سامي باشي،استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني، ان الطعام الذي يتناوله الانسان يشكل أحد العناصر المهمة لبعض الأمراض التي تصيب الإنسان، سواء كان ذلك نتيجة لتناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية والتي تزيد على حاجة استهلاكه، او لوجود بعض المواد الغذائية التي تعتبر سبباً مباشراً لبعض هذه الأمراض.
لهذه الأسباب فإن الأطباء واخصائيي الصحة العامة وصحة المجتمع بدأوا بالدعوة إلى نظام غذائي صحي يوفر للإنسان حاجته من السعرات الحرارية والمواد الغذائية الضرورية وتجنبه في نفس الوقت العديد من الأضرار الصحية التي يمكن ان تصاحب الافراط في تناول الطعام أو تلك المواد التي تسبب الأمراض.
ومن أهم الاضرار الصحية التي تنتج عن عدم اتباع نظام غذائي صحي هو مرض البدانة أوالسمنة ومضاعفاته كثيرة ومتعددة أهمها مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والمفاصل, وصيام شهر رمضان بالاضافة إلى فضائله وفوائده الروحانية الكثيرة، يمنح الإنسان الفرصة للتفكير بجدية في التخلص من عاداته الغذائية السيئة والبدء باتباع نظام غذائي صحي والتعود عليه وهذا النظام الغذائي الذي يدعو إليه الأطباء واخصائيو التغذية ليس بالنظام المعقد الذي يتطلب دراية ومعرفة علمية محددة.
فالنظام الغذائي الصحي يتضمن ببساطة مبادئ أساسية يمكن معرفتها من طبيب العائلة أو الاطلاع عليها في كتب الثقافة الصحية الأساسية أو التغذية وليس من الصعب بتاتاً فهمه والالتزام بشروطه ولا يمكن طبعاً الحصول على مردود صحي من النظام الغذائي الصحي اذا كان الالتزام به محصوراً في شهر رمضان فقط.
ان شهر رمضان يمنح الإنسان الفرصة للبدء بالنظام والتعود عليه ومواصلة اتباعه بعد نهاية هذا الشهر المبارك وجعله نظاماً حياتياً لجميع أفراد الأسرة بحيث يتعود عليه الأطفال منذ صغرهم ويصبح بالتالي جزءاً من نظام حياتهم في المستقبل وبعكس هذه الصورة ما يشاهده الفرد من اقبال فئة من الناس على الافراط في تناول الكثير من الأطعمة الدسمة كالحلويات والمعجنات الغنية بالسعرات الحرارية في شهر رمضان عند الافطار وفي لياليه بحيث أصبحت مائدة الإفطار في شهر رمضان عامرة بالكثير من الأطباق المتنوعة وأصبحت عادة ملازمة لشهر الصيام في مختلف المجتمعات الإسلامية.
إن هذه العادات التي اكتسبتها المجتمعات الإسلامية لا تتناسب مع الأهداف التربوية والصحية المهمة لصيام شهر رمضان.
أما الحالات المرضية التي ينصح فيها المصاب بالافطار في شهر رمضان فهي قليلة نسبياً ويمكن تقسيمها على النحو التالي:
1 الحالات المرضية الحادة والوقتية: ومن هذه الأمراض الحميات المصحوبة بارتفاع درجة حرارة الجسم وفي هذه الحالات ينصح المريض بالافطار وذلك منعاً لحدوث فقدان شديد في سوائل الجسم التي يمكن ان تزداد سوءاً في حالة الصيام وكذلك بعض هذه الأمراض تتطلب علاجاً بالمضادات الحيوية التي يجب تناولها في أوقات ثابتة وبين فترات قصيرة.
2 الحالات المرضية المزمنة: ومن هذه الأمراض التي ينصح فيها المريض بالافطار هي حالات مرضى السكر من النوع الذي يتطلب علاجاً بهرمون الانسولين وذلك لاحتمال حدوث انخفاض شديد في نسبة السكر في الدم وحدوث مضاعفات نتيجة لذلك، أما مرضى السكر الذين يحتاج علاجهم لحمية فقط أو لحمية مع حبوب فإن الصيام مفيد لهم بشكل عام اذا ما اتبع المريض نظاماً غذائياً صحياً ويمكن اعتبار صيام شهر رمضان فرصة لهم للتعود على الحمية التي ينصح باتباعها لمرضى السكر والتي تعتبر الركيزة الأولى والأهم في علاج مثل هذه الحالات.
أما حالات ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب المزمنة وأمراض الكبد فلا يتوقع حدوث مضاعفات نتيجة للصيام اذا كان ذلك لا يتعارض مع تعاطي العلاج في أوقاته أما المرضى المصابون بقرحة المعدة والاثنى عشر فكانوا في السابق ينصحون بعدم الصيام ولكن بعد اكتشاف أدوية جديدة وفعالة لعلاج القرحة أصبح بامكان المريض الصيام دون توقع حدوث مشاكل أو مضاعفات.
|
|
|