Monday 20th December, 1999 G No. 9944جريدة الجزيرة الأثنين 12 ,رمضان 1420 العدد 9944


الرئة الثالثة
مشاهد,, وشواهد من هذا العصر!!

(1)
* الإنسَانُ,, في تكوينه الكلِّي تعبيرٌ بديعٌ لعبقرية الخالق,, سُموّاً وكمَالاً.
* وهو في تكوينه الجزئي,, خلاصةٌ عجيبةٌ لثالوثِ الأزل: العقل والروح والمادة!
* فأمّا الأولُ والثاني,, ,, فهُمَا سرُّ إنسانية المرء, وهما إرثُه وتراثُه,.
* وهما ذكرُه وذكراه,.
* وهما نورُه وناره!
* أمّا المادة,, فهي الوعاء الذي يؤوي هذا الكيان الى أجل مسمّى في ذاكرة القدر، يدركها البورُ، فتبور وتبلى.
* الروحُ تصعدُ الى بارئها.
* أمّا العقلُ فيظل حاضراً عبر شواهدِ الفكر لصاحبه، إن وجدت!.
* * *
(2)
* ما أكثر الشواهدُ والمشاهدُ في سلوك بعض البشر.
* تصدمك أحياناً حِسّاً وإحساساً,.
* تُحرج فيكَ القدوةَ والأُسوة والمثلَ الصالح,.
* تجرحُ تفاؤلكَ بانسانيّة الإنسان,.
* تغريكَ بالتمرّد على ظنّك السويّ في الناس,.
* تعيقُ بصيرتَك عن فهم هذه الشواهد، وقدرتَك على الاعتذار لأصحابها,, تفهما لها أو فهماً!.
* * *
وهذه أنماط من تلك الشواهد:
* يقبلُ أحدُهم يمشِي الهوينى، كالطاوُوس بل هو اشدُّ منه,, تِيهاً ومرَحَاً!.
* يحاول جهدَه أن يستفزَّ بصركَ إعلاناً عن اهميته,, تارةً بالزيّ,, وأخرى بالكلام، وثالثة بالفعل الذي يُنكرهُ الطَّبعُ السليم.
* * *
* وآخر يتصدر المجلس، ناقداً لكلّ شيء، ناقماً على كلّ شيء، زاعماً العلم بكل شيء!.
* لا يعجبُه عَجَبٌ,, ولا يسرُّه قولٌ ولا فعل,.
* وهو أبداً الحَكَمُ,, وغيرُه الخَصمُ!.
* يتشاءَم,, فيوغلُ في التشاؤم.
* وإذا تفاءَل,, كان طوبائياً مغرقاً في المثاليّة ليسَ لتفاؤله مكانٌ في الأرض,, فإذا رأى أو سمع ما ينكره من أمور البشر,, غرقَ مجدَّداً في لجّة التشاؤم,, مُستَشهداً على نفسه من نفسه,, بنفسه!.
يمارس الانتحار النفسي كل يوم مائة مرة، فإذا حاورته عن (الحل) لما يراه عوجَاً في هذا الشأن أو ذاك، أمطر سمعَك بقذائف من القول,, لا تدري بأيّها تبدأ,, أو تنتهي، وتعجبُ إن كان هذا المخلوقُ ينتمي الى المجموعة البشرية أم أنه قادم من كوكب آخر، وتحاول عبثاً ان (تفنِّدَ) قولَه، مُصحِّحاً,, أو ناقداً أو مرشداً، عسى أن يلامس بذهنه وظنِّه أديمَ الأرض من جديد,, فيفكّر ويتفكّر,, ويتأمّل كما يفعل أهلُ الأرض الأسوياء!.
* فيصطدمك حيناً بصمته، يفضحُ به عجزَه عن التفكير وعن الكلام!.
* وحيناً آخر، يصفعك بألفاظ,, لا خلق فيها ولا معنى ولا جدوى،,, وتلوي على نفسك وأنتَ تغالبُ شعورَك بالهزيمة ,, أمام هذا المخلوق العجيب!.
وللّه في خلقه ومايقولون ويفعلون شئون!!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved