** إنها مدينة الشهامة والتاريخ,, مدينة الوفاء والكرم والمروءات,, مدينة خرَّجت رجالاً عظماء.
** مدينة كانت بالأمس,, تموِّل كل ما حولها بالمياه,, لأن المياه ميسورة فيها,.
** واليوم,, تموت عطشاً,, وتجلب لها المياه بالوايتات من الرياض,, مع أن ماصورة التحلية الضخمة تمر بجوارهم,.
** ان ما أتحدث عنه هنا,, هي مدينة رماح ,, تلك المدينة الرائعة العريقة الجميلة بكل شيء فيها,, وأعني أهلها,, الذين ضربوا اروع الأمثال في علوم الرجال .
** هذه المدينة,, التي تحيط بها الرِّياض في كل اتجاه حتى اضحت رقعة جميلة خضراء يقصدها القريب والبعيد,, من أجل روعة المنظر وجمال الطبيعة والمياه ونقاء الهواء.
* اليوم,, اصبحت مدينة بيضاء وما حولها ابيض,, وهواؤها قاتم بفضل دخان الكسارات التي تحاوشت المدينة في كل اتجاه,, وأصبحت منطقة كسارات.
** حتى طريق هذه المدينة الجميلة,, ذلك الطريق المتعرج الضيق,, لم يسلم من قاطرات ومعدات وقلابات الكسارات وعمالها وسائقيها المتهورين.
** مدينة رماح,, تشتكي اليوم شيئاً من العقوق وتستغيث,.
** تطلب المياه,, وتطلب الهواء النقي,, وتطلب الطريق الذي يليق بها كغيرها وتطلب الخدمات.
** مدينة رماح,, مدينة سيئة الحظ,, فأصحاب الكسارات لم يختاروا من المواقع إلا ماجاور رماح ,, ويبدو أنهم أرادوا مجاورة أهل الكرم والسخاء والشهامة ونعم المجورة ولكن,, مجاورة أصحاب الكسارات لها مخاطرها واضرارها الصحية,, وحتى في النشرة الجوية لا وجود لمدينة كبيرة كرماح في النشرة,, ألم اقل لكم,, ان حظها سيىء في كل شيء؟!!
** ولكن حظها,, طيب في أنها احتضنت أكثر الناس كرماً وشهامة وشجاعة وجودا,.
واسألوا التاريخ ويجيبكم,, من هم أهل رماح,, وما هي أفعالهم,, وان كانت مازالت قائمة حتى اليوم,.
** أهالي رماح,, لايطالبون أبداً,, بخدمات بلدية,, ولا خدمات رفاهية,, ولايطالبون بحدائق,, ولا فنادق,, ولا منتزهات,, ولا كماليات,, ولا ميادين,, ولا مجسمات أبداً,, أبداً,.
** كل ما يطالبون به مويصيرة مياه صغيرة,, من تلك الماصورة الضخمة التي تتمخطر بجانب مدينتهم,, وحظهم منها,, المشاهدة فقط.
** كما يطالبون بطريق واسع بعض الشيء,, من أجل أن يستوعب الشاحنات والقلابات والدركتورات واتوبيسات نقل العمال واتوبيسات نقل المعلمات فقط.
** اهالي رماح,, طلباتهم بسيطة,, وأجزم,, لو أن في وسعهم تنفيذ هذه الأمور لنفذوها من جيوبهم,, ولما سألوا عنها,, ولكن,, الكرم,, والجود,, لم يترك في جيوبهم شيئاً.
** أجزم,, أن أهالي رماح يستأهلون من يلتفت لمطالبهم لأسباب كثيرة أبرزها,, أنها مطالب وجيهة وضرورية أولاً,, ثم لأنهم بالفعل,, يستأهلون.
|