التعاون الثقافي الأسباني العربي دور مفقود هل يعيده تطور وسائل الإعلام القراء الاسبان لا يعرفون طه حسين أو توفيق الحكيم ونجيب محفوظ نسوه بعد عامين من نوبل |
* مدريد القاهرة مكتب الجزيرة علاء البربري
تحول الحوار حول تفعيل التعاون الثقافي الاسباني العربي الى تراشق لغوي واتهامات متبادلة بين ممثلي الثقافتين الذين حضروا الاحتفالية التي اقيمت في اسبانيا بمناسبة الذكرى الخمسين لانشاء المعهد المصري للدراسات الاسلامية بمدريد.
استهل الحديث الكاتب الصحافي ميجل بايبون ممثل جريدة الباييس احدى ابرز الصحف الاسبانية حيث اشار الى ضآلة ما يمثله الادب العربي في الاعلام الاسباني وقال ان التليفزيون العربي لا يهتم بالثقافة مما حدا بالاديب يوسف القعيد للرد عليه في حماس وتساءل هل قطع التليفزيون الاسباني ارساله عند وفاة الكاتب الكبير رفائيل البرتي في 18 اكتوبر الماضي وجاء رد بايبون سلبيا اذا لم يتم شيء من هذا وانما جاء الخبر كأي خبر اخر في نشرة التاسعة.
وقال السفير المصري بمدريد حسين هريدي، معروف ان اسبانيا دولة رائدة في حوض البحر المتوسط، فهل يضم تلفزيونها نسبة ساعات ارسال معينة للثقافة المتوسطة، واعرب عن امله بان تخصص مساحات اكثر لثقافات جنوب البحر المتوسط وكان رد ممثل التليفزيون الاسباني مثيرا اذ قال لسنا بمنأى عن الاستعمار الذي يأتينا من ثقافات اخرى ويتعين علينا ان نناضل ونتمرد على ذلك العبء الكبير الذي يقع علينا من الشركات المتعددة الجنسيات لاسيما الدعاية الرخيصة التي تخبط فوق رؤوسنا بمنتجاتها.
واضاف بايبون ان صحافة اسبانيا بنسبة 99% تجهل الثقافة العربية، وتملأ مساحاتها بأي شكل وتساءل من يعرف توفيق الحكيم او حتى طه حسين، بل ان نجيب محفوظ نسوه عام 1990 اي بعد مرور عامين على فوزه بنوبل واشار بايبون الى ان الكتب التي تصل الينا من الدرجة الثانية شكلها وتقديمها ليس جيدا، فجهل الاعلام الاسباني بالثقافة العربية لا تقع على كاهل الاسبان وحدهم.
المراسل والجسر الثقافي
ومن جانبه وجه الدكتور طلعت شاهين المترجم ومراسل التليفزيون المصري في مدريد سؤالا الى بايبون وهو ,, هل من المعقول ان يكون لجريدتكم مراسل في اسرائيل ولا يكون لها اي ممثل في القاهرة.
وجاءت الاجابة لتؤكد منطقية السؤال اذ قال بايبون لا يودد مراسل واحد اسباني في افريقيا كلها، وهي مشكلة اعتقد انها ستحل قريبا لان من المنطقي ان يكون هناك مراسل على الاقل في البلدان العربية ذات الحدث.
من جانبها قالت ماجدة الجندي الكاتبة الصحفية بمجلة الاهرام العربي ان الاعلام الثقافي جسر بين منتج الثقافة ومتلقيها واعربت الجندي عن خوفها من هشاشة هذا الجسر في واقعنا العربي اذ ينصرف الشباب عن الثقافة الجادة والرفيعة.
تفعيل التعاون
وحول تجاهل وسائل الاعلام العربية لمكانة اهمية المراسل الصحفي قال الدكتور طلعت شاهين اننا لا نعرف هل تتجاهل وسائل الاعلام العربية المراسل الصحفي جهلا منها لوظيفته أم توفيرا للنفقات باعتبار ان وكالات الانباء يمكنها ان تقوم بدوره وبنفقات اقل وهل تجهل ان اعتمادها على وكالات الانباء يجعلها تدخل فيما يمكن ان نسميه بشبكة الاستعمار الاعلامي اذ ان معظم وكالات الانباء تخضع لسيطرة رؤوس اموال مسيسة لها مهمة محددة هي تقديم الخبر في صياغة معينة تسمح لها بالاخبار عما تريد والتعتيم على ما تريد.
واضاف شاهين ان كان بعض الصحف العربية بدأت في التعامل مع المراسل الصحفي فقد اهتمت بوجود مراسلين لها في عواصم معينة مثل لندن وباريس وواشنطن وموسكو ,.
وهكذا كانت اسبانيا بكل ثقلها التاريخي وماضيها الحضاري المشترك مع العالم العربي من بين الدول الغائبة على خريطة المراسلين في وسائل الاعلام العربية .
وطالب الحضور في ختام الندوة بضرورة تفعيل التعاون الثقافي الاسباني العربي وتدعيم الزيارات الثقافية والمؤتمرات المتبادلة.
|
|
|