في اثنينية نادي جازان الأدبي الآنسة أولين ,, قراءة نقدية وتشكيلية |
*جازان علي أحمد زعلة
بحضور سعادة نائب رئيس النادي الاستاذ احمد البهكلي وسعادة الاستاذ عبدالعزيز الهويدي عقدت اثنينية نادي جازان الادبي لقاءها الرمضاني الذي كان حول احد اصدارات النادي الآنسة اولين وهي مجموعة قصصية للكاتب فهد المصبح، ادار اللقاء الشاعر الرائع الاستاذ ابراهيم صعابي، وكما هو مقرر سلفا تقدم القاص احمد القاضي بقراءة نقدية للمجموعة، وكانت عبارة عن استقراء للظواهر مستفيدا من علم التجميع الذي يرصد ويصنف من غير ان يضع قوانين في طابع المونوغرافية,, وقد تحدث في البداية عن موضوعات القصص وذكر انها تترأجح بين الرمزية المغرقة كما في قصة الآنسة أولين والرمزية السهلة المراس في قصص مثل طيف خبا وميضه ومحاولة للكتابة المكثفة في اللغة والرؤية كقصة توقيعات الزمن الآتي وبين الموضوعات الكلاسيكية في مثل الثوب المهاجر,, وان كانت لا تخضع كلها لهذا التقسيم بحذافيره.
انتقل بعد ذلك الاستاذ القاضي الى عناوين القصص، ولاحظ انها تتكون غالبا من مفردة واحدة ما عدا اربع قصص، وهذه كلاسيكية في المفتاح الذي نضع ذاكرتنا فيه لندخل رحاب اي نص، ويدل ايضا على احادية الرؤية,, ثم سجل ملحوظاته على بعض القصص المستقلة، واما عن ملحوظاته على مجمل المجموعة فمن ابرزها:
روح الابطال الحقيقية غير موجودة في بعض القصص، بل انها مجموعة من المخلوقات مارس عليها الكاتب سلطته وضغط عليهم بقدم فكرته وحولهم الى مهمشين او مصطنعين,.
القارىء في هذه المجموعة يحال الى التقاعد مبكرا!! وذلك لكثرة الايضاح والتكرار كما في قصة طيف خبا وميضه او المهاجر .
الصورة الكلية المتشكلة في ذهن القارىء بعد او اثناء قراءة القصص جاءت على ثلاث حالات:
أ صورة مباشرة تكاد تكون عادية او باهتة.
ب صورة منمقة ومزخرفة بادية الصنعة.
ج صورة ضبابية او رمزية اقرب الى سريالية الحدث.
وختم القاضي ورقته بقوله: لعلني قد تجنيت او اسهبت او ثرثرت بفائدة او بدونها، لكنني في النهاية اسميها محاولة ليس الا.
ثم جاءت الورقة الثانية وهي عبارة عن قراءة لقراءة القاضي تقدم بها الشاعر حسن الصلهبي، ذكر فيها ان القاضي قد نجح بشكل كبير في استقراء بعض الموضوعات المندرجة في طيات اللغة المحكية والمواقف اليومية وتشكيلها الى آفاق مدركة وهواجس منبثقة من دلالات الرموز المستخدمة في القصص، واضاف الصلهبي ان القاضي قد بعد احيانا عن النهج الذي حدده لنفسه في البداية فأصبح متذبذبا بين كونه قارئا او مستقرئا!
وقال انه حكم بكلاسيكية العناوين لا لشيء الا لانها جاءت على مفردة واحدة! والحق ان العنوان لا يشترط له ان يكون مفتاحا لمحتوى القصة، بل ان العناوين المفردة هي مصادر مطلقة الدلالة تعبر عن لحظة انفعال عميق مثل شموخ صمت,, .
ومن جانب آخر فقد وقف الصلهبي الى جانب القاضي في وجهة نظره حول السلطة التي مارسها القاص على شخوصه دون تفكير في القارىء، ولهذا فنحن نلمس حسب الصلهبي عدم مصداقية الشخوص لعدم تحررهم من اغلال الكاتب الذي ادرك في النهاية انه يكتب بخنجر وليس بقلم!!
وقبل ان يختم الصلهبي ورقته اشار الى عدة نقاط حول المجموعة من ابرزها:
لغة القصص لغة سردية حاملة للمضمون الذي يريده وهي لغة مباشرة ومفرداتها حوارية مألوفة لدى المتلقي.
الصراع بين الحلم والواقع الذي تنطوي عليه اغلب القصص.
لم يستخدم الكاتب التقنيات الحديثة في قصصه مثل المونولوج الداخلي او تيار الوعي او غيرهما,, وانما اعتمد على السرد المكتظ بالدلالة.
الحضور الذي استمع للورقتين المقدمتين حول المجموعة كانت له مشاركة واعية اثرت الحوار، حيث تحدث في البداية الشاعر ايمن عبدالحق واسهب قليلا حول المجموعة فذكر ان قصة صمت هي اروع قصص المجموعة في رأيه وعن المجموعة بعامة قال انها تعتمد الترميز وتفصيل الرمز قد الامكان على شحنات عديدة من الدلالات,, ثم تحدثت انا عن القراءات المقدمة واوضحت ان الصلهبي قد استفاد من تأخره الزمني/ الما بعد في الدخول على النص اولاً ثم على قراءة القاضي ثانياً، وحول سلطة القاص على شخوصه اوردت رأيي حول هذه المسألة عموما وهوان سلطة الكاتب وتصرفه في شخوصه وحتى احداثه لابد ان تظهر في السرد القصصي، وانما التفاوت بين كاتب وآخر هو في الحد من نسبة ظهور هذه السلطة في متنه، فالكاتب الجيد هو الذي يستطيع اقناع القارىء بعفوية شخوصه وتناسق احداثه بممارسته سلطة خفية هلامية.
جاءت بعد ذلك الفقرة الاخيرة وهي القراءة التشكيلية لرسومات المجموعة التي قدمها الفنان التشكيلي علي ناجع وانتقد فيها الكاتب على عدم اهتمامه بمجموعته، فالغلاف تجميعي من جهاز الكمبيوتر كما هي اغلب اللوحات بينما وفق في اختيار بعض الرسوم ذات الدلالة العميقة كما في قصص صمت الثوب المعجون واما بقية اللوحات ابتداء بالغلاف فهي مجمعة، والحقيقة والحديث لناجع ان لوحات المجموعة لا تعكس المستوى الفني الراقي للقصص!
|
|
|