إعداد سَلمان العُمري
* أيهما أفضل الصيام أو الفطر في السفر مع انتفاء المشقة؟
الأصل وجوب الصيام في الاقامة ومشروعية الفطر في السفر لأن الفطر في الاقامة عزيمة وفريضة على كل مسلم شهد الشهر، والفطر في السفر رخصة من الله تعالى وان الله جل وعلا يحب ان تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه فإذا كان الصيام في الاقامة واجباً وفريضة وأن الله جل وعلا عزم على عباده بذلك اذا توفرت فيه الشروط وامتنعت الموانع فإن الفطر في حال السفر رخصة من الله جل وعلا والله يحب عباده أن يأتوا رخصه كما يأتوا عزائمه واذا تبين هذا فان الفطر في السفر أفضل مالم تكن هناك مشقة والفطر في السفر ليس العلة في المشقة فان المقيم قد يجد مشقة أكثر من المسافر ولكن العلة والحكمة هي وجود السفر فمتى وجد السفر فان الفطر أفضل من الصيام، ولكن لو صام فعلى قول جمهور العلماء فإن صيامه صحيح ولا يجب عليه القضاء ولكن الفطر أفضل وأولى، وصلى الله على نبينا محمد.
***
* اعتاد بعض الناس على استقبال شهر رمضان المبارك باعداد المأكولات والمشروبات اضافة الى عادات السهر في رمضان الى وقت متأخر والنوم في النهار وربما نام الواحد منهم عن الصلاة المفروضة ما توجيه فضيلتكم لهؤلاء؟
كل هذه الظواهر التي تحصل من بعض الناس والتصرفات في رمضان والتي ذكرتم في هذا السؤال كلها تتنافى مع حكمة الصيام ومع أحكام هذا الدين ومع فرائضه وواجباته بل من المعلوم ان الانسان لا يجوز ان ينام عن صلاة الظهر حتى يجمعها مع العصر مثلا أو ينام عن صلاة العصر ولا يصليها إلا قبيل المغرب أو بعد المغرب كل هذا أمر محرم ولا يجوز وخاصة من تعمد ذلك وأصبح يكرره أكثر من مرة لو حصل هذا على سبيل الغلبة ومرة واحدة فان الانسان قد يعفو الله عنه لما يعلم عنه من صدق النية واخلاص العمل وتأسفه على ما حصل وكذلك ايضا المبالغة في الأطعمة والاكثار منها زيادة على ما يأكله الناس وتعودوا عليه كل هذا اتخام للمعدة واتعاب لها ويخالف حكمة الصيام وكذلك ايضا السهر في ليالي رمضان وقطع الليل كله في السهر وقطع النهار كله في النوم كل هذا مما يتنافى مع حكمة الصيام والله جل وعلا قال وجعلنا الليل لباسا, وجعلنا النهار معاشا فالليل وقت النوم والنهار وقت المعاش ولا ينبغي أن نقلب حقائق الأمور وأن نغير ما فطر عليه الناس وتعودوا عليه وألفوه كما ان هذا يخالف حكمة الصيام ما ذكرت في الجزء الأول من السؤال وهو النوم عن الفرائض حتى لا يصليها ربما إلا بعد خروج وقتها أو غير ذلك من الأمور وكل هذا يتنافى مع مشروعية الصيام وحكمته.
***
* بعض الناس يؤخر أكلة السحور إلى وسط الليل وينام قبل الإمساك عن صلاة الفجر ماتوجيهكم لهؤلاء؟
لا شك أن أكلة السحور هي وقت السحور ولا ينبغي تقديمها على وقت السحور فإنه لا يسمى سحورا وثانيا أن أكلة السحور في وقتها هي أكلة مباركة وأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الطعام المبارك وثالثا ان الملائكة يصلون على المتسحرين ورابعا أن الانسان اذا أكل أكلة السحور فإن ذلك أقرب الى النهار مما يجعله أعون على القيام بالأعمال وابعاد الجوع عنه في آخر النهار وكل هذه الأمور تفوت على من تسحر أو من أكل سحوره بعد منتصف الليل فانه تفوت عليه كل هذه المعاني وواحدة منها وهي الملائكة تصلي على المتسحرين ويستغفرون لهم هذا ينبغي ان يلحظها كل مسلم وألا يفرط في أكلة السحور ثم ايضا ما ينظم الى ذلك وهو ان البعض من الناس اذا أكل السحور في منتصف الليل نام بعد الأكل وربما أدى ذلك الى النوم عن صلاة الفجر وهذا يعتبر في حد ذاته خطأ كبيراً وعظيما وهو بمثابة من يبر خالته ويعق أمه فإن الصلاة أوجب الواجبات بعد التوحيد فإذا ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع.