الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اليك نتوب ونتبرأ من الذنوب ونتخلى عن العيوب وبعد,.
ايها الصائم الكريم:
خلق الله الانسان واودع فيه حب الحياة والبقاء ومن متطلبات الحياة الغذاء ولكن هناك قوانين تحكم هذا الامر وتجعله طبيعيا.
قوانين تنظيمية داخلية وقوانين تنظيمية دينية.
اما الداخلية فهي دورة الغذاء من اول دخول الفم بسم الله مرورا بالبلعوم والمريء والمعدة وخضوعه لعملية الهضم انتهاء بعملية الاخراج وطبقا لقاعدة اذا اخرج الشيء عن طبيعته فسد فان اي خلل في هذه العملية ينتج عنه اشياء غير مستحبة مثل عسر الهضم الذي ينتج عنه التحمر مما يتسبب في تكوين الغازات والتي بدورها تشعر الانسان بتطبل البطن مما يجعله يحس بنوع من عدم الراحة والذي لا يوجد له احيانا تعبير مناسب او تفسير مريح وهنا يأتي دور القوانين التنظيمية الدينية متمثلا في الامور التي وضعها الله لتنظيم حياة الانسان ومنها الصوم.
اذ انه اي الصوم يعطي الراحة للمعدة حتى تستعيد نشاطها الذي قل وتنفض عن نفسها الارهاق الذي صاحبها طيلة شهور ومن هنا ندرك ان مدلول العنوان في المقال جوعوا تصحوا اي صوموا تصحوا.
وقد قال صلى الله عليه وسلم نحن قوم لا نأكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع.
وقال ايضا بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فان كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه اذا ياتي الصوم على قمة الامور الدينية المنظمة والمساعدة في الحفاظ على الصحة اذ انه علاج لكثير من الامراض منها عسر الهضم والتطبل والسمنة وهذا الاخير يحمل في طياته كثيراً من الاذى للبشر يتمثل في ضغط الدم العالي والسكري وتصلب الشرايين ونحن كاطباء ننصح المرضى بالصوم يوماً او يومين في الأسبوع للوقاية من كثير من الامراض واعطاء فرصة الراحة للمعدة حتى نتقي الداء.
نشكرك يا الله خلقت الانسان ورزقته ووضعت له سبل الراحة في الدنيا ان تمسك بما امرت متعنا الله واياكم بشهر الصيام بشهر الراحة والاطمئنان بعد طول العناء.
د, مجدي عزازي ابو الخير
مدير طبي م, البركة الأهلي