Saturday 18th December, 1999 G No. 9942جريدة الجزيرة السبت 10 ,رمضان 1420 العدد 9942


يارا
أفق أصيل للشعر الجديد
عبدالله بن بخيت

بعد أكثر من عشرين سنة غياب يعود الشاعر المميز محمد ناصر المنصور إلى مكانه الطبيعي ويقدم لأول مرة ديوانيه الشعريين البراق والأضداد وتجربته الشعرية مع بداية السبعينات ورغم أن المنصور صديقي إلا أنه من الصعب عليَّ أن أحدد الأسباب التي دفعته أن يخفي أعماله كل هذه السنوات مما أخرجه إعلاميا من جماعة رواد الشعر الحديث في المملكة.
عندما تقرأ محمد المنصور تشعر أن هناك جسراً قائماً وسياقاً متواصلاً بين الشعر العربي القديم والشعر الحديث، أو أن هناك أكثر من تجربة لأكثر من شاعر على مدى تاريخي يشكل خطاً ممتدا من أقصى الماضي العربي غائصاً في المستقبل حيث ينتزع الحداثة من صميم التراث, كما لو أنهما سياق واحد وتجربة واحدة, فكل قصيدة هي قطعة موسيقية تسمع إيقاع الكلمات وتناغم الجمل وفي نفس الوقت تمتلكك القصيدة بما يسميه نقاد القصة irony فنظام القصيدة عند المنصور ليس توافقيا وانتظاما بين المعاني وإنما هو نظام حكائي مسرحي لم يعرفه الشعر السعودي الحديث.
لو نشرت دواوين المنصور في أزمنتها التي تولدت فيها لشكلت مدرسة خاصة بها.
قالو كرامتها سراب.
والنور تشربه وتأبى أن تطير.
فراشة الفصل الأخير.
من مسرحيات الغرام.
منذ أكثر من خمس وعشرين سنة التقيت بمحمد ناصر المنصور بشخصيته المميزة التي لا يخطئها احد حيث تولد لديك الحب والامتنان والبساطة وبعد سنوات وبعد ان مررت بتجارب مع الناس والحياة اكتشفت ان تلك الشخصية التي يتميز بها الشاعر المنصور هي الشخصية المميزة لكل شاعر حقيقي وجاد, لم يكن المنصور يطمع في الشهرة كان فقط ممتنا للكلمات التي جعلت منه شاعرا وللغة التي ينتزع منها الشعر, فقد اختصر الضروريات الحياتية التي كان يجب ان يحياها ووظفها في الشعر مما جعل الشعر كل حياته ورغم نداءاتنا له بان يسارع لنشر ديوانه، لم يكن يهتم بمثل هذا المجد الصغير الذي يشاركه فيه الناس, كان له مجد خاص مع اللغة ومع الكلمات العربية تشعر انه جزء من الكلمات التي ينتقيها ومتوحد معها يأخذها إلى مجاهل, روحه وتعود منه كما لو أنها جديدة على اللغة العربية, تعودت منذ السبعينات أن أقرأ قصائده وأستمتع بها منذ أيامنا الأولى مع الثقافة الغربية في مدينة لندن حيث جلسنا نتلو الشعر في مقاهي نايست برج وهامستد, والسوس كوتج كان كل شيء في عيونه عربيا نقيا حيث تنساب القصائد فتحس بدفء المتنبي وأبي تمام وذي الرمة, شمس العروبة وصحراؤها كما يتلوها شعر المنصور في مواجهة أرض تي أس اليوت الخضراء المشبعة بالغيوم.
أخيراً أصبح شعر المنصور على ورق سنقرؤه في الرياض كما كنا نقرؤه في لندن الجمال والحديد وصاحبي بخيت في البيكادلي هائما حيران صيف 1976م.
باسم السلام
يهدي السلام إلى ربيعة، مع إياد، مع نزار مع مضر ويخص غائبيهم,, وينسى من حضر
ويود لو كانوا حفائر في دياميس الثرى متحجرة
يلهو الفراغ بها,.
,,يهوشها الزمان
تموت في دنيا العدم
وهو الذي يحيا على عرش السلام
حتى الحمامة,.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved