حسبنا مساراً، أن ننأى عن تعريجات المبادرة للاساءة للآخرين، وحسبنا نهجاً، أن نعفَّ عن بذر الشقاق والخلاف بيننا والأشقاء في كل مكان.
لم يكن نهجنا الصحفي في يوم من الأيام الا انعكاس لنهجنا الاسلامي والوطني والاخلاقي,, نمد يد الإخاء لكل شقيق فاتحين صدورنا وقلوبنا بكل حب وتقدير، ندعم ونساند، ونسخّر كل إمكانياتنا دفاعاً عن حقوق الاخوة والأشقاء أينما وجدوا.
لكن هذا لا يمنع أن نقول رأينا في كل من يسعى للإساءة للمملكة,, أو ينال من قيادة وشعب المملكة تحت أي مبرر، وحينما تصدّينا للرد على الاساءات التي بادرت بها بعض الاقلام في صحافة اليمن، كنا نعي تماماً أن اولئك لايمثلون الا فئة قليلة في تيار كبير واعٍ ينتظم صحافة اليمن، وكنا نثق تماماً أن وشائج الاخاء والجوار لا تغيب عن ذهنية الغالبية من زملائنا وأشقائنا في الصحافة اليمنية.
إن ما أردنا إيصاله لتلك الفئة في صحافة اليمن الشقيق أننا، عبر أقنية الصحافة السعودية، لا يمكن أن نسكت عن أي اساءة تلحق ببلادنا قيادة وشعباً، وأننا كمؤسسات أتاحت لها الدولة، أيدها الله حرية التعبير الكافية دون رقابة سوى العقيدة والاخلاق والضمير، قادرون على كشف الحقائق، بما يفوّت الفرصة على أي محاولة لاستهداف بلادنا وقيادتنا ومواطنينا.
لقد أحسن المصدر المسؤول في المملكة حين أوضح أن الصحف السعودية تعبّر عن وجهة نظرها، وأنها لا تمثل فيما تكتبه الجهاز الإعلامي الرسمي للمملكة، حيث إنها مؤسسات خاصة يملكها القطاع الأهلي، كما أحسن هذا المصدر حين أبدى أمله بأن تلتزم صحف اليمن بما توجبه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
إنها دعوة لعودة العقل,, عسى أن يدركها ذلك البعض ممن جنحوا عن جادّة الصواب,, فنتدارك من ثَمَّ شروراً كثيرة,, ونقي علاقات المملكة واليمن أي شروخ تشوه وشائج الإخاء بينهما,, وإنها دعوة لرص الصفوف لنكون متعاضدين ضد كل الأخطار والتحديات التي تواجه منطقتنا وأمتنا الإسلامية والعربية,, بدلاً من إهدار الجهد فيما لا طائل وراءه سوى الإضرار بصرح العلاقات المتميزة التي تجمع بين المملكة واليمن,, قيادة وشعباً.