Saturday 18th December, 1999 G No. 9942جريدة الجزيرة السبت 10 ,رمضان 1420 العدد 9942


تحديث بيانات الحصر السكاني ميدانياً ,, ضرورة صحية

* كتب الدكتور طارق محمد شقران
التخطيط السليم اساس العمل الناجح,, ولكي يتم التخطيط لعمل ما يجب ان تتوفر لدينا الاحصائيات الدقيقة,, هذه الاحصائيات تصاغ في مجال الصحة على هيئة معدلات او مؤشرات حيوية تعكس الواقع الصحي بسلبياته وايجابياته بحيث يتم تقييم هذا الواقع من اجل وضع الحلول او البرامج التطويرية التي تهدف في النهاية الى الارتقاء بصحة المواطن.
وللعمل الاحصائي الناجح عدة شروط نذكر منها:
1) وضوح الهدف.
2) وضع خطة زمنية لبدء وإنهاء عملية الاحصاء.
3) الدقة في جمع وتدوين المعلومات واختيارها بحيث تكون مناسبة لتقييم الهدف.
4) استعمال مؤشرات دقيقة ترتبط مباشرة بالهدف.
5) تسجيل الملاحظات اولا بأول.
6) سهولة تفريغ البيانات وجدولتها مع وضوح الرموز المستخدمة.
7) الجدية مع الصدق والامانة.
ولان المعلومات الاقتصادية والاجتماعية وتشمل الصحة والمرض قابلة عادة للتغير خاصة في مجتمع يتطور بسرعة كالمملكة العربية السعودية برزت اهمية تحديث بيانات الحصر السكاني من حين لآخر.
والحصر السكاني هو حجر الزاوية في حساب المؤشرات او المعدلات الحيوية في مجال الصحة حيث يعتمد عليه كأساس في حساب تلك المعدلات فعلى سبيل المثال:
اذا كان لدينا بيان صحيح بعدد المصابين بمرض ما كالحمى المالطية او ارتفاع ضغط الدم فانه لا يمكن حساب معدل حدوث او انتشار هذا المرض ما لم يكن لدينا بيان دقيق بعدد السكان الكلي في منطقة وجود هذا المرض والا جاءت المعدلات غير ممثلة للواقع وبالتالي يتم وضع خطط للتحكم غير ملائمة من حيث التكلفة او الفاعلية.
والامر الذي نود ان نلفت النظر اليه هو ان تحديث بيانات الحصر السكاني للمراكز الصحية يجب ان يتم ميدانيا لان التلقي السلبي للاسر من قبل هذه المراكز قد ينشأ عنه ازدواجية في بعض الملفات الصحية العائلية (عائلة واحدة تفتح ملفين في مركزين مختلفين) فضلا عن عدم تسجيل لبعض الاسر التابعة لمنطقة خدمات المركز وهذا للاسف امر واقع في كثير من المراكز الصحية.
* ولتحديث بيانات الحصر السكاني ميدانيا عدة فوائد نذكر منها:
1) تحديد انتماء الاسر للمراكز الصحية التابعة لمنطقة خدماتها وبالتالي يتم الاستخدام الامثل للموارد المتاحة مع التوزيع العادل للقوى العاملة.
2) التخطيط السليم القائم على ترتيب الاولويات حيث يستفاد من الحصر السكاني في تحديد معدلات الولادة والخصوبة والمراضة (الحدوث والانتشار) والوفيات الخ ومن ثم تتحدد المشكلات الصحية القائمة بالفعل ويتم ترتيبها حسب الاولوية وتوضع خطط التحكم المناسبة.
3) وضع البرامج التطويرية كرعاية المسنين او الصحة النفسية على اساس علمي سليم, وجدير بالذكر ان المراكز الصحية في منطقة القصيم قامت مع بداية شهر جمادى الآخرة 1420ه ولمدة ثلاثة اشهر بتحديث بيانات الحصر السكاني ميدانيا وذلك وفق خطة اعدتها ادارة الرعاية الصحية الاولية باشراف المديرية العامة للشئون الصحية ولعل هذه الخطوة تؤتي ثمارها المرجوة من رصد فعلي لعدد السكان في منطقة خدمات كل مركز صحي بحيث يعتمد على ذلك كأساس لتحديد الحجم الحقيقي للمشكلات الصحية بالمنطقة ومن ثم يتم وضع خطط التحكم والتطوير.
إن تقدم الدول وتطورها يرتبط ارتباطا وثيقا بدقة المعلومات المتوفرة لديها عن مواردها المادية والبشرية ولا يتم ذلك الا بالاحصاء الدقيق المتجدد والذي من خلاله يتم وضع الحلول المناسبة بحيث تكون أقل تكلفة واكثر فاعلية من اجل حياة صحية مستقرة,, والله ولي التوفيق.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved