صمت العصافير سيحدث فيما بعد ناهد سعيد باشطح |
** زقزقة:
(من طريق فيما بعد نصل الى لا مكان ).
حكمة إسبانية
* * *
ربما كان في استعراض نظام التعليم في الماضي عزاء لما وصل اليه التعليم حاليا في دول الخليج وربما في العالم العربي بشكل عام.
ان كتب التراث الخليجي تورد معلومات عن الكتاتيب يلاحظ المضطلع عليها الاهتمام الملحوظ بالطفل وقدرته على التعليم.
فالتحاق الطفل بالكتاتيب يبدأ في الرابعة من عمره بينما لا يهتم البعض منا بالحاق طفلة بالمدرسة الا عند السادسة دون تمهيد لذهنه او تهيئة له لعالم المدرسة والمناهج والمعلم والاصدقاء الصغار، ولا يهتم البعض بالآثار المنعكسة على نفسية الطفل فيما بعد.
الكتاتيب في الماضي نظامها مرن فالاطفال يلتحقون بالدراسة على فترتين صباحية ومسائية والدراسة تدوم لفترة زمنية غير محددة بل تعتمد على ذكاء الطفل وقدرته على الحفظ، وهذه المرونة بالطبع لها الدور الأكبر في التمييز بين قدرات الاطفال.
كما ان عملية الحفظ هنا أهم من الحفظ في أيامنا هذه وهما مختلفتان في المعنى والتأثير.
في الماضي كان الطفل يحفظ القرآن الكريم وهذا الحفظ معروف بانه يقوي الذاكرة ولذلك نبغ الكثير من اسلافنا في مختلف العلوم.
فاستثمار ملكة الحفظ في دراسة القرآن الكريم لها بالغ الأثر العظيم على الذاكرة والانتباه.
اما اليوم فطلابنا يحفظون المناهج المحشوة ولو حذف نصفها واستعضنا عنها بحفظ القرآن كاملاً في المرحلة الابتدائية لكان خيراً لذاكرة الطفل خاصة وان مقدرة الاطفال على التعلم تفوق مقدرة الكبار.
وقد كان الكتّاب في الماضي المكان الآمن للطفل يحفظه من اللعب في الشوارع ويعلمه الانضباط والنظام والالتزام بالاضافة الى كونه مكاناً لتخريج ائمة المساجد الذين يقومون بتدريس القرآن للأطفال.
هذه المعلومات التي تحدثت عنها الكاتبة العمانية طاهرة اللواتي عن كتاب صادر عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أوردها هنا في محاولة لاسترجاع الماضي في بعض صوره ذات الحكمة والخبرة.
وهي ليست محاولة تهميشية للتطور والتقنية بقدر ما هي نقدية للحاضر الذي لا يتسم بالمرونة، والمستمر بدافعية الثبات دون الالتفات الى اهمية التغيير.
|
|
|