Thursday 16th December, 1999 G No. 9940جريدة الجزيرة الخميس 8 ,رمضان 1420 العدد 9940


لا تكن كأشعب
دع الشعر في حاله

عزيزتي الجزيرة،
قد طالعت في العدد 9935 بتاريخ 3/9/1420ه قصيدة نونية طويلة بعنوان:
تحية شعرية للشهر الكريم لنزار رفيق بشير,
والمطلع على صفحة عزيزتي الجزيرة يجد مكانا لاسم نزار رفيق بشير بين الحين والآخر مرة معقبا ومرة ناقدا ومرة شاعرا!.
ومن خلال كتابات نزار خاصة النقدية منها أحببت ان اقف موقف الناقد البصير ان شاء الله حول نونيته الطويلة التي جعلتنا نترحم على القحطاني وابن القيم صاحبي النونيتين رحمهما الله .
ولتعقيبي هذا محاور ثلاثة
المحور الاول: خلاصته شكر حار موجه لصاحب التحية الرمضانية على عاطفته الجياشة حول شهر رمضان الفضيل ونسأل الله لنا وله القبول.
المحور الثاني: مفاده التماس عذر لصاحب التحية يعفيه من تبعات اصول نظم الشعر وفن صياغته، ولن يُقبل هذا العذر الملتمس الا اذا نظرنا الى محاولته تلك على أنها محاولة من ناظم اراد بها ان يسطر عواطفه ويحفظها في منظومة كما حفظها الاوائل قبله، مع ان الاوائل لم يحفظوا عواطفهم في منظومات بقدر ما حفظوا لنا العلم، وعموما تعد محاولة جيدة ولكنها لا تخلو أيضاً من بعض هنات النظم التي تجنبها كثير من النظام المجيدين.
المحور الثالث: وهو القاصمة ، وخلاصته تتعلق بها سذاجة لا حدود لها، فاذا كان الكاتب صاحب التحية الرمضانية يريد بمحاولته تلك اثراء الساحة الادبية بنص شعري ليطلق القراء عليه اسم شاعر وعلى نصه اسم قصيدة شعرية فالويل والثبور والنار والحرور,,!
والذي جعلني اميل الى هذا المحور واطيل القول فيه، ان الكاتب اطلق على محاولته تلك اسم: تحية شعرية للشهر الكريم اي انا شاعر، وما كتبته لكم قصيدة شعرية، وقد كان في امكانه ان يقول تحية للشهر الكريم ويكفي نفسه عناء هذا المحور.
ولكي اكون اكثر إنصافاً للقارىء الذي تعود نزار ان يظلمه بمثل كتاباته اقول: أيها القارىء الكريم: عد للنص كما هو في العدد الذي اشرت إليه وأعد النظر فيه مرة ومرتين وأصدر حكما، وثق ان هذا الحكم مهما كان تعسفيا فهو من صالح نزار الذي ان فتح الله عليه فسيراجع أوراقه وسيتوقف حتما حتى يطور أدواته النقدية والشعرية معاً.
أخي نزار,, أي شعر في مثل قولك:
أكرم بشهر فيه أكرم ليلةٍ
هي ليلة القدر العظيم الشان
والاصل ان تقول: هي ليلة القدر العظيمة الشان .
شهر الصيام عن الفواحش والخنا
والصوم عن بغي وعن عدوان
شهر الصيام عن الجوارح كلها
عن كل بطش قد تليه يدان
وقولك:
يارب زدنا من نعيمك دائما
وأعن على ذكر على شكران
وقولك:
واغفر لأمة أحمدٍ بجموعها
فضلا من الغفار والحنان
وقولك في الخاتمة، علما ان صافَّ الابيات وضعها مع الكلام المنثور لانها لا تختلف عنه ألبتة:
هذا واختم بالصلاة وبالسلام على النبي المصطفى العدناني.
ولولا أنني لا اريد الوقوف بالقارىء الكريم عند كل بيت من المنظومة لعرضت عشرات الاخطاء الصرفية وعشرات الضرورات القبيحة التي تجنبها نظّام مبتدئون، والنص موجود لمن اراد التحقق.
أخي نزار: ان الذي يرمي الناس بالحجارة ينبغي ان يكون محصنا من الداخل والخارج لكي لا يكون عرضة لأول هاجم، وانا لا اعني بهذا انك اذا فقدت مصداقيتك في الشعر انك فقدتها في النظم أيضاً، لا فالطريق الى النظم سهل وميسور، ولكن لا تكن كأشعب فتُتعب وتَتعب, ولله درُّ القائل:
وشاعرٍ لو أنه صامتٌ
لقال كلُّ الناسِ ما أبلغَه
وأسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
فواز بن عبدالعزيز اللعبون
كلية اللغة العربية قسم الأدب

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved