عزيزتي الجزيرة
يقولون ان المرأة خلقت ثرثارة بطبيعتها فهل ياترى انها ورثت الثرثرة أمّاً عن جدة.
الله اعلم, والسؤال المهم هل المرأة فعلا ثرثارة في كل احوالها، في بيتها وفي مجالسها الخاصة والعامة وفي تجمعاتها النسوية وفي كتاباتها الصحفية وفي اتصالاتها ومشاركاتها الثقافية والعلمية؟ الواقع والتجربة يقولان: نعم المرأة ثرثارة جدا الى ابعد الحدود ففي مجالسها الخاصة مع الصديقات او الجيران نلاحظ ان المجلس يتحول مباشرة بعد السلام والتحية والمجاملات الى تشعبات كثيرة من المواضيع فيصبح كأنه خلية نحل ومهما طالت بهن الجلسة فان الكلام يزيد والثرثرة تتشعب فلا يقطع وصلها الا أذان او ليل او حاجة ملحة او بوري سيارة العائلة الضيفة, اما في مجالسها العامة وتجمعاتها النسوية فحدِّث ولا حرج، ففي اولها يختلط الحابل بالنابل وتتداخل المحطات وتتشابك الاصوات وبعد لحظات تتجمع الطيور مع اجناسها ويبدأ الهمس والهمز واللمز وتمتد الثرثرة الى الهزيع الاخير من الليل اما ثرثرتهافي كتاباتها الصحفية او في كتاباتها عامة فان بها والحق يقال متعة ورقة ومعالجات اجتماعية ومشاركات جيدة ولكنها تغلب عليها عناصر الثرثرة والفلسفة الزائدة والتقعرات اللغوية, اما ثرثرتها في اجهزة الاتصالات من تلفون وجوال ونحوها فهي الطامة الكبرى، لأن ضررها لا يقتصر على تحطيم الوقت وضياعه ولكنه يطول اشياء كثيرة لا حصر لها ويفوت فرصا للاتصالات المهمة ويرهق ميزانية الأسرة، اما ثرثرتها ومشاركاتها الثقافية والعلمية والبرامج الاذاعية والتلفازية المبثوثة على الهواء مباشرة او بواسطة التلفون فان لها بها نصيب الاسد وهذا جيد جدا لو أنه يسلم من الثرثرة النسوية المملة ولو وضعت جائرة عالمية لأفضل مثرثرة في العالم لفاز بها ملايين النساء ولو حرمت المرأة من ممارسة الثرثرة لماتت همّاً وغماً، فالثرثرة لديها عادة متأصلة وهواية مستحكمة فلا النساء يتركن الثرثرة ولا الثرثرة تتركهن والله يعين الرجال على ذلك والله المستعان.
محمد بن عبدالله الفوزان
محافظة الغاط