عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
طالعت الخبر الجميل المنشور في الصفحة الاخيرة في العدد رقم 9936 وعنوانه اهالي القصيم يتناولون الافطار على رؤوس الكثبان الرملية ,, وفي البداية اشكر الجزيرة على تغطيتها المستمرة للاحداث المحلية والعالمية كما اشكرها على هذا الخبر الذي اثار اشجاني وحرك مشاعري حيث عاد بي شريط الذكريات الى مدينتي الصغيرة الجميلة الحالمة وسط رمال القصيم، مدينة الشماسية، والتي كانت في يوم من الايام مضرب الامثال وشذى يعطر قصائد الشعراء بأشجارها الجميلة وثمارها الطيبة ومياهها الحلوة ورمالها الوردية.
كنا اطفالا صغارا كالنحل نتطاير بين الحقول والمزارع نلعب ونمرح في امن وامان فهذه مزرعتنا وتلك مزرعة عمي، والجميل في تلك الايام اننا لا نفرق بين مزرعتنا وبين مزرعة جيراننا حيث كنا نتبادل الاواني والاشياء، فمرة نرسل لجيراننا الربيش تمراً ومرة يرسلون لنا طماطم ومرة نرسل لهم لبناً فيرسلون لنا كليجا وعلى هذه الطريقة قلوبنا قبل ابوابنا كانت مفتوحة، لأن الناس في ذلك الوقت كانت نفوسهم طيبة، فالرجال يسمرون سويا والاطفال يلعبون بالرمل ويعملون البيوت الجميلة، والنساء يجتمعن كل يوم عند واحدة كأننا أسرة واحدة, ذكريات جميلة فقدتها في المدينة الحديثة حيث الناس كل الناس، مشغولة في مصالحها حتى أنك لا تكاد تعرف اسم جارك أو تراه,, فأشكر (الجزيرة) التي اعادت ذكرياتي وحنيني الى محبوبتي القديمة مدينة الذكريات السعيدة، مدينة الشماسية.
عبدالرحمن بن سليمان الخطيب