شأننا في كل أمر، نأبى أن تكون منطلقات المواقف الهوى والزيغ والضبابية,, كما نترفع نهجاً وخلقاً من مجاراة ضعاف العقول في جهلهم أو اسفافهم أو عدم تقديرهم لحجم ما يرتكبونه من انحراف.
كانت بعض الاقلام الصحفية في اليمن للأسف بعيدة كل البعد عن فهم المبادئ العامة التي تحكم علاقات الشعوب بعضها البعض، كما كانت هذه الأقلام للحسرة أبعد ما تكون عن خصوصية العلاقات بين بلدين شقيقين يجمعهما من الأواصر ما لا يقبل أبداً أن يكون محلاً للمزايدة أو التهريج.
لقد ظلت بعض الأقلام المقولبة في غيها الأيدلوجي العتيق، تلوك مفاهيم الأمس، وتتشرنق حول نفسها مغلقة عيونها وآذانها عن حركة الحياة ومتغيراتها,, ظلت تلك الأقلام في صحافة اليمن ساعية للنفخ في كل حادثة,, مسارعة للصيد في كل ماء عكر، تفرح لأي تباين آراء عادي، وتسعد لأي اختلاف في الرؤية.
اين يا ترى تعيش تلك الأقلام من إنجازات هائلة على كل صعيد في علاقات المملكة من اليمن؟ أين هي من دعم لا محدود ظلت تقدمه المملكة بروح الإخاء والإسلام لدولة شقيقة نكن لها كل حب واحترام وتقدير؟
اين تلك الأقلام من إرادة سياسية تعمل وتنسق على أعلى المستويات في البلدين الشقيقين من أجل تسوية عادلة لملف الحدود، وأين هم من مفاهيم الإخاء التي تحتم بمنطق العصر أن نكون يداً واحدة وعقلاً واحداً وجسداً واحداً لنبقى فاعلين في عالم لا يعترف بكيانات الشتات؟
ثم أين تلك الأقلام من المسؤولية الأخلاقية تجاه ما يمارسونه,, حيث يعملون بوعي أو بدونه على إثارة مكامن الفتن، ويسعون بشكل غريب إلى تخريب كل ما يبنيه الآخرون لتوطيد ودعم علاقات البلدين الشقيقين؟
الرسالة المهمة التي يجب أن يستوعبها المتقولبون في صحافة اليمن أن العلاقات السعودية/ اليمنية لا يمكن أن تكون محل مزايدة، وأن عليهم التخلص من إسار الأدلجة كي يروا الحقائق كما هي لا كما تصورها أذهانهم المشوشة والمشوهة,.
كما أن عليهم ونحن في هذا الشهر الكريم أن يتقوا الله في بلادهم، وفي شعبهم، فليس أضر على البلاد والعباد من السعاة لاشعال الفتن,, والسائرين في زرع بذور الفرقة بين الأخوة والأشقاء.
الجزيرة