4
** أنتِ ذلك النور الذي أبصر به دروبي,,.
قُلتِ ذلك,,, وصَمَتِّ,,.
وأنتِ تعلمين أنكِ لي,,, كل النّور يعمُّني,,, حتى لا أنفذ من ضيائه إلا إلى ضيائه,,.
لم يكن ذلك فُجاءة الزمن,,.
لكنَّكِ خُلقتِ وقد تكوَّنتُ منكِ، وكنتِ أنا,,, تُمرِّرين معي حركة الدَّم في العروق بين هيكلي وهيكلكِ,,, ذلك لأن الجزأين من الواحد، لا ينفصلان، وإنمَّا يُتمّان,,.
أنتِ التَّمام,,, والإكمال,,.
كما أنكِ البَدءُ والنهاية,,.
كنتِ هنا,,, كنتِ هناك,,.
كنتِ في الحضور أو الغياب,,.
كنتِ في الحديثِ أو الصمت,,.
كنتِ,,, أينما وكيفما,,, تكونين هنا,,, وأكون معكِ,,.
** الحياة دونكِ ليست,,.
ولأنكِ كلُّ الحياةِ,,, فإنَّ الحياة تحيا بكِ,,, في حضوركِ كانت أو في غيابكِ,,.
** نقشتُ فوق ذرات الكونِ كلِّه اسمَكِ,,, اكتفيتُ بأوَّل حروفِه,,, فتحوَّل الكونُ إلى شلالاتٍ من العطر تحمل منكِ,,, الرقةَ,,, والعمقَ,,, والشاعريةَ,,, والصفاءَ,,.
فَعَلَت كلَّ ذلك حروفُ اسمكِ الأولى,,, فكيف لو أنني وضعتُ اسمكِ كلَّه مكانها؟
تبارك اللهُ عندما منحكِ قلبكِ,,, منح الكونَ مستودعاً للصفاء والنقاء,,, وبمجرد أن تتفوهي,,, يعمُّ الضوءُ والبياضُ,,.
ذات يوم ، وأنتِ تقفين بين يديِّ ربكِ تُصلين وتخشعين,,,، تبكين وتبتهلين,,, سمعتُكِ تقولين: احفظها لي يارب,,,
كأنَّكِ في تلك اللحظة تسمعينني وأنا أردد مثلها,,.
لقد حفظكِ اللَّه فيَّ,,.
ولأنني محفوظةٌ فيكِ فإنكِ أنا التي أكون,,.
** كلُّ يوم عندما أستيقظ أسترجعُكِ في بضعٍ مني: خفقي وحلمي,,.
كنتُ أبكي كثيراً كلّما فتحتُ عينيَّ وأنتِ لستِ بجانبي,,.
لكنِّني الآن لا أبكي,,.
أتدرين لماذا؟! لأنَّكِ أنضجتِ بنضجكِ مشاعر الفقد فيَّ حتى استوى حضوراً أبدياً,,.
وذهبتُ أتلمَّسكِ في الأشياء كلها,,, فألقي عليكِ تحية الصباح,,.
فتشاركينني قهوته، وتقرأين معي صحيفته,,.
لا أنسى أنكِ ترفضين أن تُعلقي على حروفي,,, تقولين إنها تخرج منكِ إليَّ، وإنها منِّي إليكِ,,, وكيف تقولين عن شيء منكِ؟,,.
امتزجتِ بكل مساحة في حرف ينطقُ بكِ حتى غدا يتلعثم دون المروق إلى بوابات الضوء إلا من خلالكِ كي يغدو في وهج البقاء الدوميِّ,,.
*** علمتُ أن هناك من أخذ شيئاً من السطور السابقة إليكِ، منحها لبعضٍ ممن يُحب,,, ألم أقل لكِ إنكِ سر النبض في الكون من حولي,,, ذلك لأنكِ في حضوركِ وفي الحديثِ عنكِ تنطقين، تنطقين، وأبداً لا تصمتين,,,،
الصمتُ الذي يحتويكِ,,, هو صوتٌ مرتفعٌ للتعبير عن الحياة التي لا تنتهي بكِ,,.
افتحي بوابات القادم لكلِّ الذين سوف يكونون منكِ,,, فأنتِ ستمنحينهم سرَّ النبضِ في حياتهم,,, وأنا أحب أن تكوني في كلّ الذي سيأتي كما كنتِ منذ البدء في البدء,,, كي تكوني في الحياة للحياة فتحيا بكِ الحياةُ,,, ويستضيء بكِ المارُّون في دروبها,,.
*** تلك القافلة التي أقلَّتكِ إلى مدن الخيال,,, برزخية الحلم,,,، بدرية الكواكب، حملتني معكِ,,.
ترى أتدرين أنكِ التفتِّ ذات يوم لتجدي أنكِ خُلقتِ قبل أن تتيحي للحولِ أن يُصغي إليكِ وأنتِ تلقين إلى الأرض في كوكبيتها السادرة في متاهات التَّنامي بتحية العبور؟ في تلك اللحظة كنتُ أحمل لكِ كفيَّ كي تستقري في جوفيهما,,, كي نعبر المساحات والمسافات معاً,,,، وكلما غذَّت القافلةُ في السَّير تراقصت نبضاتكِ مع حدائها,,, وكنتُ الظِّل المنعكس على بيداء الطريق,,, لتلك القافلة تتهدجُ نحو مسارب المدى,,.
*** قلتُ لكِ لن أغادركِ,,.
لأنك لن تغادريني,,, وكيف تغادرين نفسكِ، وكيف أغادر ذاتي,,,؟
و,,, سأظل أدرك أنكِ سطوة التحفيز فيَّ كي أواصل العبور,,.
فاقرأي على الكون أنشودة عشقكِ الأبدي.
|