Thursday 16th December, 1999 G No. 9940جريدة الجزيرة الخميس 8 ,رمضان 1420 العدد 9940


بيننا كلمة
كواليس فضائحية،،!
د ، ثريا العريّض

هناك دائما مبررات مقنعة لاتخاذ موقف الخروج عن أدبيات الحوار، الى مستويات وتصرفات لا تليق بمن يتوشح لقب المثقف المحترم، ولكنها غالبا تبريرات مختلقة مثل ورقة توت لا تستر الدوافع الاصلية،
والخروج هذا قد تكون احد مشجعاته تلك الشللية التي يدعم بها عاشقو أكاليل النرجس مواقعهم وأحقيتهم في الواجهات الاعلامية، ولهم ممارسات مرفوضة أدبياً، لا تتوقف عند اتاحة المنابر للموالين المخلصين، وإخوة الشلة المنتمين لنفس المنطلقات والتيارات، بل تتعدى ذلك الى الولوغ في حمأة التعاون لالغاء من لا يدعمهم او يوافق على ابرازهم بالصورة المرغوب في اضاءتها،، هنا تنتفي الثقافة تماما!
ربما لهذا نجد تلك التحركات المشبوهة لاستنفار الاعوان لمواجهة اي فرد يجرؤ على ان يعلن رأيا سلبيا في احدهم، خاصة المتزعمين منهم، (أؤكد ذلك لأن بعض الزملاء سبق ان تعرضوا لمحاولة استنفار للرد على مثقف مستضعف لا شلة له تجرأ على أن يقول رأيه في احد رموز شلة بعينها،، ومن استنكف ورفض من هؤلاء الزملاء استنفرت ضده كل طاقات الشجب ثم أغلقت في وجهه تلك المطبوعات التي تسيرها تفضيلات الشلة،، وهناك دائما اولئك المجبرون على المشاركة في عمليات الاستنفار والاقصاء، موعودون ضمنياً بثواب الشلة، ومهددون بمثلها في حالة الرفض، واضعف الايمان عندهم ان يوصلوا اخبارها للآخرين،، هكذا يصل ما يخطط وراء الكواليس الملثمة من طنطنات الثقافة مع وقف التطبيق، الى معرفة الكل)،
في موقف مماثل عايشته شخصيا: حاولت مجموعة تستظل بكواليس ملحق ثقافي بإحدى صحفنا دفعي أو جرّي لمواجهة حملة استنفار تهاجمني عقابا لي وردعا لغيري على رأي قلته في كتاب لزميلة كاتبة لم اجده أدبياً،، ثم تراجعوا حين فاجأتهم بأنني عالمة بتفاصيل ما ينسق بينهم بالهواتف والفاكسات في حملة الاستنفار اللا أدبية تلك،
في مثل هذا الجو الموبوء بالتجاوزات،، كيف نأمل ان تصبح حواراتنا حيادية صادقة أو اهتماماتنا الثقافية مرتبطة بالأدبيات؟،
وقد اعاد القضية الالفضائحية هذه الى بالي ما حدث في ساحتنا الثقافية! مؤخراً، النقاش ما زال قائما على هامش ردود الفعل العنيفة من بعض مثقفينا حول حملة استنفار ضد احد نقادنا الممارسين لفضيلة أو انتحارية الصدق المباشر، لأنه رد على سؤال في مقابلة صحفية عبّر فيه عن رأيه ان كتابا تكريميا عن مبدع منا (سبق أن أشاد بإبداعه)، لم يركز على تناول نصوصه نقدياً، بل على العلاقات الشخصية التي تربط من شاركوا في الكتاب به ، فكان ان تواترت ردودهم المتعاضدة في جوقة دفاع عن منطلق الكتاب واسلوبه وهذا لا غبار عليه ،، ولكنها تعدّت ذلك الى هجوم شخصي لا مبرر له، والأسوأ هو ما اتضح بعد ذلك من ان الردود لم تكن تلقائية وعفوية ومنقردة، بل حملة تمت باستنفار وتحريض وتنسيق مسبق من مركز عمليات لا أدبية!
مؤسف ان ثقافة البعض ليست صفة أصيلة يسمو بها التصرف، بل قناع تسلّقٍ لنيل حصاد جانبي كالوجاهة والأضواء وسلطة التلميع والتحطيم، اما الثقافة الحقيقية فقد وضحتها ردود الفعل العفوية الرافضة للاستنفار المفتعل، فهل تكون بعفوية تلقائيتها درساً يعلمهم ان الساحة انضج من ان تتقبل تجييش نعرة النرجسية للتشويش والالغاء،والحمد لله ان ليس كل مثقفينا دمى تسيّرها استراتيجيات الكواليس،

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved