فوزي شبكشي في كلمة المملكة أمام الجمعية العامة حول الحوار بين الحضارات المملكة تدعو المجتمع الدولي لاستخدام الحوار لمحاربة الظواهر التمييزية الخطيرة |
* الأمم المتحدة نيويورك واس
اكد سفير المملكة العربية السعودية والمندوب الدائم لدى الامم المتحدة فوزي شبكشي ان المملكة العربية السعودية تولي اهتماما كبيرا لادامة الحوار بين الحضارات لتقريب وجهات النظر وتعميق التفاهم وايجاد قاعدة مشتركة لتنمية الفكر الانساني الداعي الى السلم والتعاون وتجنب المواجهات ما امكن.
وقال ان المملكة تدعو المجتمع الدولي لاستخدام الحوار لمحاربة الظواهر التمييزية الخطيرة التي تشهدها ومنها ظاهرة التخويف من الاسلام وتستنكر ما يتعرض له الاسلام وهو دين السلام والتعاون لهجمة قاسية غير مبررة تحاول الربط بينه وبين الحركات المتطرفة والارهابية.
وشدد في كلمته امام الجمعية العامة حول البند 34 بعنوان الحوار بين الحضارات على ان روح التمييز ومظاهر التعسف التي تمارس بحق السكان المسلمين في العديد من الدول ما هي الا نتاج فكر متطرف بعيد كل البعد عن الحضارة والإنسانية والارهاب والتطرف ظاهرة دولية غير مقصورة على شعب او عرق او ديانة شاعت في كل حضارة وبين جميع الامم وهي ظاهرة دولية تستوجب جهودا دولية لاحتوائها والتصدي لها بفعالية من خلال عمل دولي متفق عليه في اطار الامم المتحدة بما يكفل القضاء عليها ويصون حياة الابرياء ويحفظ للدول سيادتها واستقرارها.
وابدى تطلع المملكة العربية السعودية الى ان يؤدي الحوار بين الحضارات الى توصل المجتمع الدولي الى توافق حول ضوابط الحياة الدولية يخدم ما استقر في وجدان البشرية من قيم واعراف ومثل يحقق المواءمة بين الحريات الفردية والحقوق الجماعية ويشجع على التفاعل الايجابي بين السياسات والتمازج الخلاق بين الثقافات بما يغني الحضارات ويكفل للانسانية مستقبلا افضل من خلال تحقيق السلام والامن والاستقرار والتنمية والتضامن والتعاون في اطار من المشاركة الانسانية والتعددية الخاصة بالشعوب والحضارات.
وقال شبكشي ان المملكة العربية السعودية التي شرفها الله عز وجل فجعل فيها اقدس القداسات الاسلامية والتي اعزها رب العزة والجلال بالدين الاسلامي الحنيف دين الرحمة والسلام تؤمن وتعمل بما جاء به القرآن الكريم اذ يقول الحق سبحانه وتعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم وانطلاقا من هذه الدعوة السماوية للتعارف بين بني الانسان والتعاون على خير البشرية تؤيد ما اقرته الجمعية العامة في دورتها السابقة بان يكون عام 2001م عام الامم المتحدة للحوار بين الحضارات وترحب بقرار السكرتير العام بتعيين ممثل خاص لهذا الموضوع المهم,واوضح ان المملكة ايدت هذا القرار ايضا من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية في دورته السادسة والعشرين والتي سميت دورة السلام والشراكة من اجل التنمية الذي عقد في بوركينا فاسو للفترة من 1518 ربيع اول 1420ه الموافق 28 يونيو الى 2 يوليو 1999م تجاوبا مع قرار الامم المتحدة.
واضاف مندوب المملكة يقول اننا ونحن على اعتاب قرن جديد في عالم يشهد تغيرات مهمة بسطت افاقها بالتقدم العلمي والتقني وثورة الاتصال والمعلومات المتسارعة والتوجه نحو فتح الاسواق على مستوى العالم ليحدونا الأمل في ان تؤدي هذه التطورات الى زيادة افاق التفاعل بين الامم مما يثري الثقافات ويغني الحضارات ويؤكد قيم السلام ويعزز التعاون ويدعم المساواة ويبسط الاخاء الانساني بين البشر.
وبيّن ان حياة الشعوب تقوم على توجيه قيمها الروحية والمادية والعمل على تبادل المنافع وهذا هو نهج البشرية في كل زمان ومكان ليس هناك اسمى من تأصيل المعاني الثقافية بين الامم ولا ارفع من التواصل الثقافي بين الشعوب.
وقال ان الثقافة هي السماء الخالدة التي تظلنا جميعا نحن بني الانسان بصفائها ونقائها وهي تمنح الانسان الاطار السليم لقيمه العليا التي تلقاها من خالقه عز وجل وعبر الرسالات السماوية والثقافة بعد كوني تعددي لا تتحقق معانيها دون التعاون الانساني ولا تتجلى بحقائقها دون مظلة السلام والعدل والوئام فالسلام حق منحه الله منذ الازل لكافة مخلوقاته والعدل هو اساس التعايش الانساني الصحيح والوئام هو حاجة فطرية كي تستقيم الحياة,ورأى السفير شبكشي ان الحضارة ما هي الا تفاعل وتمازج للثقافات المختلفة وما وصلت اليه البشرية اليوم من حضارة ليست نتاجا لمنجزات القرن العشرين فحسب وانما هي نتاج تراكم الانجازات وتواصل الثقافات منذ بداية الزمانوساهمت مختلف الشعوب في اثراء الحضارة الانسانية بما قدموه من علوم ومعارف وآراء وافكار ومنجزات وابتكارات فنحن جميعا شركاء في تكوين ما ننعم به او نشقى به حاليا وان الشواهد التاريخية تؤكد ان بناء الانسانية ومستقبل البشرية ينمو ويترعرع عبر تعاون الشعوب من خلال تلاقح الافكار الايجابية بين العقول الناضجة والنفوس الخيرة الطيبة,ومضى يقول بالامس القريب ودعنا الحرب الباردة وندعو الله عز وجل ان يقينا حربا ساخنة ويجنبنا حربا باردة اخرى ولقد شاعت حالة من القلق واحساس بخلل في التوازن الدولي نتيجة تغير الاسس والمضامين التي قام عليها النظام الدولي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وزاد من الحيرة والدهشة الايقاع المتسارع الذي حدثت به التغيرات الدولية منذ انتهاء الحرب الباردة ولقد تعددت الآراء وكثرت الافكار حول مستقبل عالم ما بعد الحرب الباردة وان كانت كلها تنطلق من مفهوم البحث عن نوع الصراع الذي يفترض ان يسود الساحة الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة انطلاقا من ادعاء البعض ان الصراعات بحد ذاتها اصبحت مطلبا حيويا للامم والشعوب لانها تساعد على استمرار حركة التطور ودفع عجلة التقدم.
واوضح ان هناك من نظر الى عالم ما بعد الحرب الباردة سيشهد صراعات حضارية تحل مكان الصراع الايدولوجي الذي انتهى بسقوط الشيوعية وان هويات المستقبل ستكون هويات ثقافية وان تلك الهويات الثقافية ستكون المحدد الاساسي للسلوك الخارجي للدول وان الفروقات او التميزات بين هذه الثقافات ستحدد طبيعة التفاعلات داخل المجتمع الدولي وهناك من زعم بان الاسلام بات يمثل الخطر الرئيسي على الغرب بعد اندثار الشيوعية وهم بهذا الزعم يتجاهلون ان الاسلام نظام حياة وليس نظرية وضعية تشكل باهواء وتطلعات المنظرين,, ويتغافل هؤلاء عن ان التفاعل بين الثقافات اخذا وعطاء يثري الثقافات كلها ويرتقي بالحضارات ويزيدها حيوية وازدهارا.
واكد السفير فوزي شبكشي ان الصراعات الدولية في الماضي والحاضر انما كانت بسبب محاولات فرض الهيمنة السياسية والاقتصادية والتوسع الجغرافي وبناء الامبراطوريات والتنافس على استعمار الدول وحتى المواجهات الايدولوجية ما كانت الا صراعات استقطاب وتنازع نفوذ وانه لمن المنطقي الا تقبل معظم المجتمعات في عالمنا المعاصر احادية النظرة الى المشاكل العالمية كما ترفض هيمنة مصالح مجتمع واحد او اخضاع حضارات العالم لاعتبارات ومعطيات مصالح حضارة بعينها.
|
|
|