بعد سنوات من الخدمة أمام بوابات المحاكم والوزارات كتابة المعاريض مهنة مربحة يهدد مستقبلها الكمبيوتر والإنترنت |
* تحقيق : أحمد العلي
إذا قادتك الحاجة الى محكمة أو الى مكتب العمل أو الى الجوازات فسوف ترى عند مداخل البوابات وفي واجهاتها ظاهرة منتشرة منذ زمن، تلك المكاتب المتناثرة هنا وهناك والتي تخص كتاب المعاريض الذين يقومون بخدمة المواطن قبل دخوله الدائرة.
ويقوم على تلك المكاتب مواطنون سعوديون من مختلف الأعمار,, ولكن غالبا من كبار السن ممن لهم خبرة طويلة وصقلتهم الخبرة الطويلة لكي يكونوا في بعض الأحيان كالمحامين، إلا أن التقنيات الحديثة بدأت تدق ناقوس الخطر حول دخول أصحاب هذه المهنة بعد ان اصبحت المعاريض تطبع على الكمبيوتر أو يتم تناقلها عن طريق الانترنت.
وفي جولة لالجزيرة على كتّاب المعاريض كشفت عن آراء ومعاناة أصحاب هذه المهنة وعن تناقص دخولهم بعد المستجدات الحديثة في عالم كتابة المعاريض أو تداول استمارات الطلبات ومراجعة الدوائر الحكومية,, فالى آراء وآمال كتّاب المعاريض:
بداية التقنيا كاتب معاريض أمام بوابة مكتب العمل أحمد حمدان السفياني الذي ابان أن طبيعة عمله تكمن في تعبئة استمارات أو طلب استقدام عمالة أو خروج نهائي وغيرها من الأمور التي يحتاج اليها المواطن في مكتب العمل أو المقيم الذي يعمل تحت كفالة كفيله,, وقال وأنا أعمل هنا منذ 18 سنة سألته: هل تمر بكم مضايقات من قبل البلدية أو أي جهة أخرى؟
قال: والله الحمد لله لا تعترضنا أية مضايقات تذكر من قبل البلدية أو أي جهة أخرى لأننا لا نختلق المشاكل ولا نحاول إثارة أي فتنة أو تسبب في ازعاج الآخرين، فنحن أتينا هنا نطلب الرزق ونبحث عن لقمة العيش وليس الأذية.
وحول وجود غير السعوديين ومشاركتهم مهنتهم قال: لا يوجد أجانب يضايقوننا
ويقول عبدالله حسن قزاز أعمل هنا منذ 11 سنة وطبيعة عملي تعبئة المعاريض واستمارات مكتب العمل والبلدية والدفاع المدني لأن أكثر من يأتي هنا يجهل عملية التعبئة وان كان يقرأ ويكتب ويقتصر عملي من الساعة 7,30 الى أذان الظهر لأذهب واحضر ابنائي من مدارسهم.
نظامية الأوراق والوكالات الشرعية
وعن نظامية الأوراق التي لديهم يجيب قزاز: الأوراق التي لدينا كلها نظامية ومعترف بها من قبل الجهة المختصة، فهم سامحين لنا بذلك.
وماذا عن دوركم في الوكالات الشرعية؟ قال: أنا شخصية لا أتوكل ولكن يوجد من الاخوان من يقبل وكالات شرعية لبعض المواطنين لتمشية أعمالهم.
إلا ان طامي الحسيني يتدخل ليقول لا مانع لدي من أن أتوكل لشخص في اتمام مهمة ما,, ولكنه غالبا ما يقوم بهذه الأعمال موظفو مكاتب الخدمات العامة والتعقيب.
اقتراح بشأن الأكشاك
مضيفا اننا نقترح ان تكون هناك اكشاك أو محلات للايجار حتى تحفظ أوراقنا من الضياع.
أما المواطن قزاز فيقول اذا كانت البلدية ستخصص لنا الأكشاك بأسعار رمزية أو مجان فنحن مستعدون أما غير ذلك فلا نستطيع.
ومن جانبه أوضح علي محمد مشهور الذي قال انا كاتب معاريض أعمل أمام كتابة عدل منذ أكثر من 20 سنة ومتزوج من امرأتين وأعول الكثير من الأطفال,, فكون البلدية تنظيم أكشاك بأسعار ايجار رمزية فجزاهم الله ألف خير أما اذا زاد الايجار فلا طاقة لنا به.
اختلاف في المداخيل
وعن الدخل قال طامي الحسيني دخل مثل هذه المكاتب يختلف ويتفاوت فأنا شخصيا أدخل من 50 80 ريالا ويقول عبدالله قزاز: أما أنا فدخلي يكون على حسب الشغل الذي أقوم به فبعض الأحيان نقوم بأشياء ولانطلب منهم مقابلا ومتوسط الدخل من 100 130 ريال.
|
|
|