Thursday 16th December, 1999 G No. 9940جريدة الجزيرة الخميس 8 ,رمضان 1420 العدد 9940


ود,, وورد,,
الصيام يربي أنفسنا
منال عبدالكريم الرويشد

في هذا العالم الممتد تنطوي أيام البشر بين فرح وترح,, سعادة وشقاء غنى وفقر,, صحة ومرض,, أيام تمضي بين راحتي الحياة نتقاسم فيها الآلام,, والأماني بين جزيئات أوقاتنا,, ويعانق القدر خيره وشره واقعنا,, فنتأثر,, بانكساراتنا ونجاحاتنا,, وأحيانا يثقل الإحباط كاهلنا وأحايين أخرى لا نلبث حتى نتفاعل ونتواصل بألفة الوجود,, لأننا بشر نتغير بتغير الظروف والمواقف الحياتية التي نواجهها,,!!
ويأتي الشهر المبارك,, شهر يختلف بطابعه عن كل الشهور,, شهر كريم مليء بالدلالات الايمانية نحو استشعار مراقبة خالقنا في كل صغيرة وكبيرة,, شهر عاد إلينا,, وقد فارقنا إلى الأبد من أحبائنا وأصبح بلسم ذكراهم يلامس ذلك الفراغ بفقدانهم,,، وهناك من اغترب عنا لظرف من الظروف,,!!
وهناك من اختصم معنا,, وانقطعت صلات التواصل,,!!
وهناك من لا يزال بيننا ولكن لا نشعر بقيمة وجوده لأننا لم نشعر بحرمان فراقه!!
فنحن البشر,, ترتسم الحياة بين أعيننا حلوة,, مخضرة,, ونغفل عن أشياء بسيطة في تعاملاتنا,, وما أن تتحول كذرات الرمل التي بحاجة إلى الماء إلا ونفعل ما يفعله المصلون في غيبة المطر,, نبتهل,, بدعاء,, حار,, ونحن على يقين بأن إجابة الدعوة صفة من صفات الخالق,, قد يرجئها لحكمة نجهلها,, ولا نلبث حتى نرى أثرها,,!!
ففي هذا الشهر ننفرد نحن المسلمين عن غيرنا من الديانات الأخرى,, حيث نحقق تقوى الله بالامتناع عن تناول جميع المفطرات من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس لمدة شهر كامل,, ونسعى للصد عن أشهى المأكولات والمشروبات بالصوم إيمانا واحتسابا بل ومنع النفس عما يغضب الله من المحرمات والمنكرات لأننا على يقين بأن خير الزاد التقوى التي أمرنا بالتزود بها,,!!
ولعل التسابق والتنافس لأداء الأعمال الصالحة سراً وعلانية ليقين وقناعة بأن هذا الشهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار,,!! ولأننا بشر وكل البشر فناء,, فإن الله أكرمنا,, بمد أعمارنا حتى بلغنا صيامه وقيامه ولتكون الحياة زيادة لنا في كل خير,, بأن نصل من قطعنا,, ونصالح من اختصم معنا,, ونحسن لمن أساء إلينا,, ونمد يد العون,, للفقراء والمساكين والمحتاجين من اليتامى والأرامل فكم من بيت يشتكي فاقة العيش,, وبحاجة إلى بقايا مأكولاتنا ومشروباتنا,, كم من أسرة,, عجز أولياؤها عن سد احتياجاتهم الأساسية من سكن وملبس,,!!
وهذا الشهر الكريم,, يعيد إلينا الإحساس بغيرنا,, فقد فقدنا الأعزاء,, لقدر ليس لنا إلا الرضى به,, بينما هناك من تدهسه الظروف المعيشية بين رحى الفقر والجوع فلماذا لا نسارع بالصدقات عن أمواتنا,, لمن يحتاج إليها ولو بمستهلكات الملابس والأثاث,, لماذا لا ندفع القليل ونشترك جميعا في كفالة يتيم ما,, أو مساعدة محتاج داخل الوطن أو خارجه من إخواننا المسلمين!!
إن النفوس,, تُقبل على هذا الشهر,, ونحن البشر نختلف في دوافعنا النفسية إلا أن الصيام يعيننا على العودة إلى الله ويربي في أنفسنا الإحساس بالغير ولابد من ترجمة هذا الإحساس بسلوك فعلي يكون كاليد الحانية التي تمسح على هامات علاها هم الفقر.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved