نوافذ القطيع أميمة الخميس |
يقول احد المختصين بصناعة النجوم في هوليوود في مقابلة تلفزيونية اجريت معه ان الميكانيزم الرئيسي الذي يحرك صناعة النجم غير معروف ومحدد ويخضع في كثير من الاحيان للصدفة والحظ، ولكن هناك عوامل مساعدة اخرى قد يكون من اهمها تكوين عدد من المعجبين بهذا النجم وتسليط الاضواء عليهم بشدة وهم يصرخون ويتدلهون,,
واولئك بدورهم هم الفيروس الذي سينتقل للآخرين كالزكام الذي ينتشر في مكان مزدحم ومغلق وسرعان ما يعم ويشمل الجميع,,)
وهذا بالضبط ما يفسره علم النفس بسيكولوجية القطيعو حيث ينخفض الحس النقدي والذوق الشخصي ومعايير الجمال، ليحل بدلا من هذا هوس عارم وجامح تساهم وسائل الاعلام بصورة واضحة في تأجيجه وابرازه.
ولعل هذا يحمل تفسيرا لانتشار ولمعان الكثير من الاسماء او الاصوات التي تفتقر الى الموهبة او أبسط اولويات النجومية,, ولكن يبدو ان سيكولوجية القطيع لها من الطغيان والاستحواذ على توجهات المجتمع بشكل يصعب تجاوزه او تعليله الا في اضيق الحدود؟
واول الجبهات القابلة للاختراق ومن ثم الانخراط في القطيع هي الجبهات الضعيفة الهشة وتلك التي لم تكون رؤية واضحة ومستقرة من الحياة من حولها، فمثلا الاطفال والمراهقين هم الهدف الأول في هذا المجال نظرا لكونهم ما برحوا يملكون افكارا واحاسيس في طور التبلور ولم تبلغ مراحل النضج والاستواء,, يلي هؤلاء ذوو الحظوظ البسيطة من الوعي والتعليم، ذلك الوعي الذي يمنع عنهم الاشتباك مع المعلومة من خلال حس نقدي أو انتخابي بل ذلك التقبل المبهور بمعطيات الموضوع والبهرجة التي تدور حوله.
وابرز النماذج وضوحا في مجتمعنا الحاضر لسيكولوجية القطيع تلك,, التي رافقت ظهور الطفرة الاقتصادية لدينا، فتحول الجميع بقدرة قادر الى متصيدي فرص ومطاردي ثروات واصحاب مؤسسات وسجلات تجارية وبعد ان انقشعت تلك الطفرة لم يبق الا اطلال احلام ونثار فقاعات لأحلام كانت كبيرة اذهلها الجري وراء القطيع ومنيت بالرماد ,,, !!
العلاقة بين الفرد والجماعة هي علاقة مشدودة ومتوترة وتظل في حالة ديناميكية ومتوثبة وبالتالي حائرة ما بين التميز والانخراط في دفء وطمأنينة القطيع.
|
|
|