أمر مؤسف حقاً ان يظل في ساحة العمل الصحفي العربي فصيل من المحسوبين على هذا العمل الشريف وهم بين شرفاء الصحفيين طابور خامس اذا لم يكن عميلاً أو مأجوراً لجهة اجنبية لها مصالح في تعكير بوادر اي صفو للعلاقات بين أي دولتين عربيتين او انسجام العلاقة على منهج التعاون الذي يذلل اي عقبة تعترض مسار العلاقات الأخوية، فان هذا الطابور الخامس يعمل لحساب منفعته الخاصة يفبرك الأكاذيب، وينسبها الى شخصيات مسؤولة باعتبارها تصريحات تهم، ثم لا يضير بعد ذلك ان يتهم بالكذب اذ ان كل فرد في أي طابور خامس يجب ان يكون كاذباً وبلا خلق أو ضمير يردعانه عما يسعى اليه من تخريب متعمد لأية علاقة عربية/ عربية.
والأمر الأكثر أسفاً ومدعاة للمرارة ان يكون بعض الصحافيين العاملين في عدد من صحف اليمن الشقيق والجار على رأس ذلك الصنف الرخيص من الذين يعمدون دائماً الى محاولة افساد العلاقة الاخوية بين المملكة واليمن.
وهم ككل مافيا للاعمال غير المشروعة يحسنون فيما بينهم تبادل الأدوار فمن طبخ حوادث متوهمة ولا وجود لها في جريدة الوحدوي وهي معروفة بتوجهاتها السياسية المنهزمة في جميع الساحة العربية اذ يصدرها تنظيم لا اثر لوجوده في اي قاعدة شعبية لا في اليمن ولا في غيره,, الى فبركة تصريحات ينسبها اعضاء المافيا الصحفية في جريدة اسمها الجماهير اليمنية .
فقد درجت هاتان الصحيفتان او بالأحرى الصحفيون فيهما على الاساءة بلا هوادة او ملل للمملكة واتهامها بما تنضح به قلوبهم المريضة من حقد وما يفرزه هذا الحقد من اوهام واكاذيب وافتراءات ضد المملكة,.
ودائماً قضية الحدود هي الشماعة التي يعلقون عليها ترهاتهم.
فقد ادعت الصحيفتان وربما غيرها من الصحف التي تساير الموجة العدوانية عن حدوث مناوشات مسلحة بين حرس الحدود السعودي والقوات اليمنية وادعت ايضا وجود قتلى!.
وخان افراد المافيا الذين طبخوا في تلك الصحف ذكاؤهم بل خيبتهم عندما ربطوا بدون وعي بين فرية المناوشات الحدودية وواقعة ترحيل آلاف اليمنيين من المملكة فكشفوا بذلك حقيقة دوافعهم المنحرفة,, ليدافعوا عن باطل دون ان يتبينوا الحقيقة,, حقيقة الاسباب التي دعت المملكة الى ترحيل اولئك اليمنيين.
ولو كان هناك حسن ظن، ورغبة من مافيا هذه الصحافة واشباههم في اليمن الشقيق لمعرفة الحقيقة والتعامل مع المصادر المأذونة لاكتفوا بالايضاحات التي لا نزيد عليها والتي قدمها رئيس هيئة الاركان العامة رئيس الجانب السعودي للجنة العسكرية العليا السعودية اليمنية، الفريق اول ركن صالح المحيا في مؤتمره الصحفي يوم السبت 26/شعبان/ 1420ه الموافق 4/ ديسمبر 1999م وتناقلته الصحف المحلية والعربية ووكالات الانباء العربية والاجنبية والذي قال فيه ضمن ما قال :
(ان ما تناقلته وسائل الاعلام اليمنية مؤخراً ووصفته بانه مناوشات بين حرس الحدود السعودي واليمني في المنطقة الحدودية بين البلدين تصاعدت الى تبادل اطلاق نار,, هذه المعلومات غير صحيحة).
وقال عن آخر اجتماع للجنة العسكرية السعودية اليمنية في الرياض: (اللجنة العسكرية اجتمعت الاسبوع الماضي اجتماعاً دورياً يعقد كل عام حيث تم طرح اهم المواضيع التي تتعلق بالاحداث الجارية في المناطق الحدودية السعودية اليمنية، وبحث الجانبان كافة الأمور المطروحة بموضوعية وتعاون جاد لايضاح صور واقعية حقيقية,, وان ما يثار في الصحف اليمنية وغيرها حول مسألة الحدود وما يقع في المناطق الحدودية لا يمت للواقع بأي صلة,, .
واشار: (الى ان الأمور في اللجنة العسكرية تنتهي باتفاق).
ولو كان لدى مافيا العداء الصحفي للمملكة في اليمن ادنى مصداقية في ممارسة مهنة الصحافة لاكتفوا بهذه الإيضاحات او على الاقل لاتصلوا بأي مسؤول يمني للتعليق على ما قاله الفريق أول ركن المحيا,, ولكن مافيا الصحافة اليمنية لم يفعلوا شيئاً من ذلك لأنهم يخشون سماع الحقيقة التي تبطل كيدهم للمملكة بتلفيق الاكاذيب ضدها.
وأخيراً نقول: ان ادعاء الحرية الصحفية لا يبرر مؤامرات المافيا الصحفية في اليمن لان الحرية الصحفية لم تكن في اي يوم من الايام ولا في اي بلد يحترم الحقيقة والحرية والرأي العام المحلي والخارجي، فوضى تعتمد الاباطيل والاضاليل وفبركة الاكاذيب ضد الأبرياء لتشويه الصورة او للاساءة الى علاقة بين دولتين شقيقتين وجارتين كالمملكة واليمن.
ان المملكة والجميع يعلم ذلك لم تكن قط عدوة لأحد، أو طرفاً في عداوة ضد احد، فهي لا تمارس السياسة من منطلق المصالح الآنية، والمنافع الخاصة، انها وهذا بحكم دستورها القرآني تمارس السياسة بالاخلاق التي غرستها في قادتها ومسؤوليها ومواطنيها تعاليم الدين الحنيف وقيمه الانسانية العليا.
ولهذا فان صحافتنا لم تجار مسيئاً الا رداً لعدوان ودفاعاً عن الحق واظهاراً للحقائق.
ومنهجنا الصحفي هذا مستمد من المنهج السياسي الذي يمارس به قادتنا سياسة العلاقات مع الآخرين وهو نهج بعيد عن الاساءة لرئيس او مسؤول على النحو الذي بدر من السيد عبد الكريم الارياني رئيس الوزراء اليمني الذي زعم فيه ان المفاوضات الجارية بين بلاده والمملكة العربية السعودية حول ترسيم الحدود لم تتقدم منذ (اربع سنوات) محملا مسؤولية ذلك الى المملكة العربية السعودية.
وتصريحه هذا يتناقض مع ما اكده صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بقوله: ان مشكلة ترسيم الحدود مع اليمن تقتصر على شكليات فقط وستحل قريباً .
وهنا يبرز الفرق جليا بين تصريحين وبين موقفين لمسؤولين كبيرين في البلدين فتصريح سمو النائب الثاني يعكس تحقيقاً للنجاح تجاوز مجرد التقدم في المحادثات، فيما يرى الأرياني ان المحادثات لم تتقدم منذ سنوات.
ولقد كنا ننتظر من السيد الارياني ان يتوخى مثل هذه الروح التي أملت تصريح سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز أو أن يحاول الارياني على الأقل ان يفسر لنا ولمواطنيه لماذا لم تتقدم الجهود الثنائية منذ أربع سنوات، وماذا كان يفعل الجانب اليمني في اجتماعات لم تتقدم اذا صح انها لم تتقدم كما يزعم الأرياني,,؟
ولعلنا نأخذ على السيد الأرياني ايضاً تجاهله لما صرح به رئيس هيئة الاركان السعودي الفريق أول ركن صالح المحيا في مؤتمره الصحفي الذي اكد فيه ان اجتماعات اللجنة العسكرية التي تعنى بأمن الحدود تنتهي دائماً الى اتفاق.
إننا ناسف حقاً لصدور مثل هذه التصريحات والمواقف العدائية وغير المبررة من السيد الارياني ومن هم في مواقع المسؤولية في اليمن بما يتيح فرصاً ذهبية يغتنمها افراد مافيا الصحافة والسياسة في اليمن ليتاجروا بها على حساب العلاقات الثنائية والروابط الأخوية، والنتائج الطيبة التي تم التوصل اليها عبر اللجان الثنائية لانهاء ما وصفها سمو النائب الثاني بالشكليات التي لا ينبغي ان تؤثر على العلاقات او تكون مادة يزايد بها مافيا الصحف والسياسة في اليمن على حساب المصالح المشتركة.
الجزيرة