Sunday 12th December, 1999 G No. 9936جريدة الجزيرة الأحد 4 ,رمضان 1420 العدد 9936


لما هو آتٍ
منهج في خلق القرآن من خلال القدوة
د,خيرية إبراهيم السقاف

لأننا أمة مسلمة,, لا يجب أن تكون هناك احتفاءات بمناسبات دينية غير الأعياد، ويصبح الزمنُ كلُّه مليئاً بالاحتفاء.
ولعل أول الأشياء التي لا بد أن يُحتفى بها، لتتجذر في حياة المسلم هي القدوة، وخير قدوة للمسلم هي شخصية الرسول النبي الأمي محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم.
والملاحظ أن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تأتي كجزء من مقرر التاريخ في المرحلة الأولى الثانوية، وفيما قبلها في عبور لا يليق، ضمن منظمة الاهتمامات الأوليَّة في التربية الإسلامية التي تظل قاهرة كافة المتاحات لها سواء في المناهج الدراسية، أو الأساليب الوالدية في التربية الأسرية، أو في الإعلام ووسائله المختلفة، أو في الفكر وما يصدر عنه من مؤلفات، وموضوعات,, أو في منابر الثقافة العامة أو مجالاتها العديدة.
فالمسلم لا يمكن أن يُبنى في زمن كثُرت فيه منافذ ونوافذ بل وتيارات جاذبة نحو البعد عن الدين، والتحلل من أخلاقه ولا يتحقق له أن ينتصر على ضعف السقوط، أو سقوط الضعف أمام هذه المنافذ والنوافذ والتيارات إلا عندما توضع أمامه نماذج القدوة وأولها شخصية هذا الرسول العظيم الذي ربَّاه ربه وخلَّقه بخلق القرآن وأدبه كما يحب، وعلَّمه ما لم يكن يعلم، فأدى الأمانة وخاطب بالحسنى ولم يكن فظاً ولا غليظ القلب، فالتف حوله الناس، وذلَّت له قسوة قلوبهم، وأصبح القوي في الجاهلية سيفاً للإسلام، عفَّ ما شاء للعفة أن تفاخر فما فاخرت بسواه، وزهد ما شاء للزهد أن يتزيَّا فتزيَّا به، وأخلص حتى عُرف الإخلاص سلوكه ونهجه، وصفا حتى امتلأ قلبه بكل الناس، وبكل المواقف، حتى عندما عاداه أهله، ونصب له الشراك من هو أقرب له من سواه، ما قابل شيئاً مما قُدِّم له إلا بخلق حسن، وصبر متناهٍ، وتجاوز جمٍّ، واتكال على الله في استسلام كامل، خضعت له جوارحه,, وعظامه,, ومخه ونفسه,.
هذا الرسول القدوة ألا يحق أن يفرد له منهج دراسي مستقل يوضع على مستويات يُدرَّس في المدارس بدءاً بالمرحلة الابتدائية، فما فوق حتى يغطي هذا المنهج مراحل وجوانب هذه الشخصية؟,, أيمكن أن يُكتفى بجزء من منهج التاريخ ضمن محتواه الدراسي فيأتي على شيء مقتضب من سيرته، وسلوكه، وغزواته,,؟.
يبدو لي أن كل جزئية من حياته، ومن شخصيته، ومن أخلاقه يمكن أن يوضع لها محتوى علمي يدعم بالمثال والحادثة، والموقف، والحديث، بل والآية التي تشير إليها أو إلى ما يتعلق بها,, فهو كمؤمن، وكرسول عليه الصلاة والسلام، كان في كل حركاته وسكناته يمثل ما يوحى إليه فهو لا ينطق عن الهوى ناهيك بأحاديثه التي تعلِّم، وتربي وتصنع المنهج القويم ما تعلق منه بخلق التعامل، أو خلق التعايش، أو خلق العبادة، أو خلق العبد، ما يدل على الطريق السوي في فهم الحياة، أو فهم العلائق بينها وبين الأخرى أو حتى العلائق بين الإنسان والآخر.
إنها أسفار لو وُضعت ما كفت كي تحصي شخصية هذا القدوة التي لا أرى القوم يحتفون بها حق ما يجب,, ولا يولون أمر التربية على سلوكها الاهتمام الواجب.
لذا فإنني اقترح أن يوضع منهج دراسي عن (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم) يشمل كل ما يتعلق به مع وضع هذا المنهج موضع الفهم والدرس والتمثُّل, إننا بذلك نعين على تنشئة جيل فآخر على خلق القرآن الذي بَعُدَ الناس عنه لبعدهم عن إدراكه من خلال نموذجه الأساس,, محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن هذا المقترح مقدم إلى معالي الأخ الدكتور وزير المعارف، والأخ معالي الدكتور الرئيس العام لتعليم البنات, وللجنة التطوير الشامل, وليس لديَّ ما يمنع ان أسهم في وضع هذا المنهج عندما يؤخذ بتنفيذه حسب ما أتوقع له من الاهتمام.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

تغطيات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved