مسئولو المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في حديث للجزيرة التعليم الفني والتقني,, أساس التنمية الوطنية |
** المدينة المنورة مروان عمر قصاص
اكد مسؤولان كبيران بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني اهمية هذا النوع من التعليم، ونوها باهتمامات الدولة بالتعليم الفني والتقني والذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين عناية خاصة لدوره في تطوير الانجازات التنموية ومواكبة التطور الحضاري, وقد اثمر هذا الاهتمام عن ايجابيات عديدة لعل من ابرزها تنمية الوعي لدى شباب الوطن بأهمية هذا النوع من التعليم والذي كانت النظرة له قاصرة بل نظرة دونية وأشارا الى ان التعليم الفني والتقني بات يستقطب الشباب لتأهيلهم وفق احدث الاساليب العلمية باستخدام المعامل المجهزة والتي تصقل مهاراتهم وتعدهم للانخراط بسوق العمل بكفاءة واقتدار.
فقد اثنى الدكتور/ سعيد بن تركي ملة المشرف العام على الكليات التقنية ورئيس المجلس العلمي على التطور الجيد والنمو المتواصل للمرافق المتخصصة بالتعليم الفني والتدريب المهني منوها بهذا التوسع الذي من شأنه ان يحقق الكثير من الاهداف المرجوة التي تسعى اليها الدولة من خلال دعمها لهذا النوع من التعليم والذي يساهم بدوره في تأهيل المواطن واعداده بشكل يتيح له الفرص لاحلاله مكان العمالة الوافدة، واكد الدكتور ملة ان المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تسعى جاهدة وفي ظل توجيهات الدولة في خطتها الخمسية السابعة والتي منها تنمية القوى البشرية .
وذلك من خلال آلية معتمدة من المؤسسة تشتمل على اعادة صياغة المناهج وتطوير الاقسام الفنية وفق احتياجات سوق العمل التي يتم رصدها في دراسات دورية واقامة مكاتب التنسيق الوظيفي لمساعدة الطالب على ايجاد فرص العمل المناسبة وكذا تنظيم يوم المهنة للتعريف بمخرجات المؤسسة.
واعتبر الدكتور/ عبدالعزيز بن محمد الهزاع عميد الكلية التقنية بالمدينة المنورة تطور فعاليات التعليم الفني والتدريب المهني تكثيفاً حميداً ومواصلة للسير في الاتجاه الصحيح نحو آفاق المستقبل بثقة والاستعداد السليم للدخول في العولمة بقوة واقتدار مشيراً الى ان قراءة متأنية لتجربة المملكة العربية السعودية في مجال التعليم الفني والتدريب المهني تبرز مدى الاهتمام بهذا النوع من التعليم.
وحول التطور الذي يشهده التعليم التقني يشارك الاستاذ عبدالرحمن بن احمد الجبيري الباحث والكاتب الاقتصادي والمحاضر بتقنية المدينة الرأي حول ذلك فيقول:
ركزت الخطط التنموية على ضرورة ملحة تصب في تنمية الموارد البشرية وتأهيلها فنيا وتقنيا لتحقق في واقعها العملي الطموحات التطويرية في جميع المجالات,, من هنا كان التعليم التقني والفني احد الروافد الاساسية لتدريب وتأهيل الكوادرالبشرية للقيام بذلك, ولاشك ان التوسع الذي شهدته ساحة التعليم التقني ساعد في استقطاب الشباب حتى بلغ مجموع طلاب هذا النوع من التعليم هذا العام اكثر من 18000 طالب, ولعل السؤال المطروح هنا عن الابعاد المأمولة من هذه المخرجات وقبل هذا وذاك,, هل هناك فعلا حاجة ماسة لهذه المخرجات,.
وقبل تناول الاجابة بالتحليل نقول هل من الممكن ان نجد حاليا هذه المخرجات في سوق العمل؟ تقول الاوساط الطلابية بأن الكثير لم يجد العمل المناسب وهذا على الاقل يقابله رد من مسئولي الكليات التقنية حيث توفر الفرص المتاحة باستثناء القلة التي ترغب العمل وفق شروط معينة كالموقع المناسب والدخل,, الا ان هذه الآراء الطلابية قد ينقصها المصداقية لأنها آراء لا تستند الى ارقام فعلية وهذا ما اشارت اليه أحدث دراسة لمتابعة الخريجين من الكلية التقنية بالرياض حيث تم رصد نسبة كبيرة من خريجيها في سوق العمل,, ومهما يكن من امر فان الاجابة تتطلب نوعا من البحوث العملية الشاملة لسوق العمل والخروج وفقا لذلك بنتائج ايجابية,, وتبعا لهذه المعطيات لاشك بأن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ادركت هذا البعد الوطني المهم فأخذت على عاتقها استراتيجية التناسب بين مخرجاتها وحاجة سوق العمل فكانت التخصصات المناسبة اضافة لتطوير المناهج ومن هنا لعبت المؤسسة دورا بارزا في تقريب المسافة بين مخرجاتها والقطاع الخاص من خلال العديد من البرامج التدريبية والتوظيفية,, وبما ان الامر في غاية الصعوبة فالحماس المقابل واجهه العديد من المعوقات والقصور خاصة في انظمة الحماية الوظيفية ونوعية العلاقات العمالية وسلبياتها بين صاحب العمل والموظف لديه.
اعتقد ويوافقني الكثير ان المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وجهان لعملة واحدة وعنصران مكملان لبعضهما البعض اذا ما توفرت الامكانات التنظيمية المثلى والسير في خط متواز لتحقيق الاهداف الخاصة بكل منهما .
اضافة الى ان الامر يتطلب ضرورة الاستيعاب لتحقيق هذه المعادلة المتوازنة ولربما كان من الافضل تكوين فريق عمل مشترك بنفوذ قوي ومنظم لاستيعاب هذه المخرجات في سوق العمل.
|
|
|