أهلاً فلا طالما غنيتك الفرحا
ياشهر، إذ أنت مايمحو بنا الترحا
غنيتك الشعر أذكاراً وموعظة
قصائداً تنشر الإيناس والفرحا
اصداؤها في ضمير الدهر ذاكرة
حفّاظة والصدى من ثغرها سبحا
تتلى فتطرب اقواما ضمائرهم
بحلوة كالمرايا غلثة وضحا
يعشي تألقها ابصار من حرموا
فهم الحقيقة ممن بالهدى نصحا
ياشهر إنك تهدي للورى منحا
تستوجب الشكر للباري الذي منحا
صوم وذكر وتطهير ومغفرة
وفي التهجد مايحلو لمن صلحا
ياروضة كل عام نستجم بها
ونستعيد صفاء فيك منفتحا
ونرتجي العتق من نار السعير فمن
ينجو من النار مرحوماً فقد نجحا
ياشهر لي ذكريات فيك مطربة
أعشو اليها اذا شط الهوى وطحا
كانت لنا نعمة الأرواح ثم مضت
من قبل ان يكتب الموعود ماشرحا
ضاعت امانيّه، والصحب شتتهم
ريب الزمان فشادي الأنس ماصدحا
من بعد تشتيتنا، والدهر ذو ريب
ياشهر، والدهر عني بعد ما صفحا
انت الذي ينفض الاتراح عن كبد
الهم يطعنها طعن الذي ذبحا
فيك العزاء، ومنك الأنس مكتسب
ليلاتك البيض تبقي الصدر منشرحا
كم عشت فيك بأفراح مجنحة
قلبي بها عن سبيل الرشد ماجنحا
فامنح كما أنت في الماضي فإن بنا
شوقاً يجدد فينا كل ما صلحا
ويمسح الوزر مما قد نلم به
جهلاً وللسهو سهم طالما نضحا