Sunday 12th December, 1999 G No. 9936جريدة الجزيرة الأحد 4 ,رمضان 1420 العدد 9936


تحية رمضان
أ,د, محمد ابن سعد بن حسين

ألفت في كل عام تحية هذا الشهر المبارك بقصيدة تموج بالذكريات التي لم أقلُها بعد.
ولم تكن تلك القصائد بالخالية من المعاني الدينية، بل إنها بها ولها نظمت، غير أنها لم تكن كهذه التي تخففت من الذكريات إلى حد ما، وعُلقت بالمعاني الدينية أكثر، ولذا فقد يقول عنها بعضهم ما قاله أحد اخواننا عن قصيدة لم ترقه لأسباب خارجة عن طبيعة الفن الشعري.
أقول ان بعضهم قد يقول عن هذه تلك المقولة، أجفر الفحل كما قال أحد اصحابنا.
ومعلوم ان نسبة كبيرة من ممليات الحكم إنما ينشئها التفاعل الذاتي مع الإبداع.
ومن الناس من لايتفاعل مع المعاني الدينية إذا غشيت الابداع الأدبي وللناس فيما يعشقون مذاهب .
وقد يتلطف هذا القائل إن وجد فيقول: شعر علماء , وهذه قضية اخرى قد يطول الحديث فيها، لكني أقول:
إن كثيرا من شعر العلماء قد ظلم بهذا الحكم، ذلك ان شعراء العلماء كانوا كأهل زمانهم في الغالب، ولهذا حديث إن شاء الله.
وأعود الى تحية شهر رمضان فأقول:
إنها في هذا العام حملت شيئاً من حديث عن اماني النفس في طلب المغفرة، وطلب وتمني التوفيق في المستقبل من الأيام والأعوام المقبلة ان شاء الله.
وانا ايدك الله واياي بتوفيقه لا اختلف في ذلك عن الآخرين من حيث كون الافكار تتوارد على الذهن عند الاقبال على النظم فتفرض نفسها على اللسان فيقذفها ابياتا يكون لها من الحسن ماتحمله الفكر او الفكرة، ثم يكون استحسان المتلقي او استسماجه، حسب تفاعله معها، فاقبلها او نحّها ان املى ذوقك هذا، ولا لوم عليك، فما كل مايقال بمعجب كل الأذواق.
أهلاً فلا طالما غنيتك الفرحا
ياشهر، إذ أنت مايمحو بنا الترحا
غنيتك الشعر أذكاراً وموعظة
قصائداً تنشر الإيناس والفرحا
اصداؤها في ضمير الدهر ذاكرة
حفّاظة والصدى من ثغرها سبحا
تتلى فتطرب اقواما ضمائرهم
بحلوة كالمرايا غلثة وضحا
يعشي تألقها ابصار من حرموا
فهم الحقيقة ممن بالهدى نصحا
ياشهر إنك تهدي للورى منحا
تستوجب الشكر للباري الذي منحا
صوم وذكر وتطهير ومغفرة
وفي التهجد مايحلو لمن صلحا
ياروضة كل عام نستجم بها
ونستعيد صفاء فيك منفتحا
ونرتجي العتق من نار السعير فمن
ينجو من النار مرحوماً فقد نجحا
ياشهر لي ذكريات فيك مطربة
أعشو اليها اذا شط الهوى وطحا
كانت لنا نعمة الأرواح ثم مضت
من قبل ان يكتب الموعود ماشرحا
ضاعت امانيّه، والصحب شتتهم
ريب الزمان فشادي الأنس ماصدحا
من بعد تشتيتنا، والدهر ذو ريب
ياشهر، والدهر عني بعد ما صفحا
انت الذي ينفض الاتراح عن كبد
الهم يطعنها طعن الذي ذبحا
فيك العزاء، ومنك الأنس مكتسب
ليلاتك البيض تبقي الصدر منشرحا
كم عشت فيك بأفراح مجنحة
قلبي بها عن سبيل الرشد ماجنحا
فامنح كما أنت في الماضي فإن بنا
شوقاً يجدد فينا كل ما صلحا
ويمسح الوزر مما قد نلم به
جهلاً وللسهو سهم طالما نضحا

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

تغطيات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved