* حاوره : عبدالحفيظ الشمري
*للشاعر حسين عرب مكانة شعرية عريقة ومتميزة,, اسهمت في تأصيل مشروعه الثقافي والابداعي بل جعلته مدرسة تتجلى بها صورة الوعي والاصرار والمثابرة,حسين عرب عرف منذ عقود في ساحة الشعر وحلَّق في فضاءات القصيدة وتجلى على اكثر من منبر منشداً ومغرداً قصيدة الحياة والوطن,, فالشاعر من جيل اخذ على عاتقه مهمة التجديد والتطوير مع المحافظة على اسلوب وبناء القصيدة العربية الاصيلة,, شاعر لا تنقصه الصراحة والفطنة وسرعة البديهة,.
حول هذه التجربة الشعرية والانسانية نتحدث مع ضيفنا العزيز معالي الشاعر حسين عرب في حوار جاء على هذا النحو:
* الشاعر حسين عرب قامة شعرية مديدة الى اي مدى كانت هذه الشعرية مؤثرة في مسيرتك,,؟ وهل كان الشعر هو الدواء لبعض اللواعج والاحزان؟
كان الشعر في حياتي انعكاساً للمعاناة وتعبيراً للوجدان من الناحية النفسية والعاطفية، وصدى للواقع المعروف عن الحالة السياسية والقومية في العالم العربي والاسلامي العامة، والحاجة الى جانب العمل الشخصي والعقلي الفعلي في معالجة اللواعج والاحزان الخاصة والعامة حسب الاستطاعة، وقد استغرق ذلك من حياتي اكثر من ستة عقود، فقد بدأته منذ الثالثة عشرة من عمري.
* حسين عرب بعد عقود حافلة في قول القصيدة,, هل رأيت في النثر شيئاً؟ وهل جاهرت مرة في نصرة نص ادبي وجدته ابلغ من قصيدة؟
كثيراً ما كتبت في جريدة صوت الحجاز والبلاد والمدينة والمنهل وام القرى معالجات وبحوثاً ادبية واقتصادية واجتماعية، ولكنني لم اجمعها لاني كنت افكر في جمعها بعد النشر ولم يسعفني الوقت بجمعها، كما لم اجمع كثيراً من الشعر الذي نشر على هذا الاساس، وما تضمنه شعري في المجلدين الصادرين كان من جمع الصديق الاديب الدكتور الشريف ناصر البركاتي رحمه الله وجزاه الله خيراً تطوعاً، لانه كان مدير المكتبات بجامعة ام القرى، وهو الذي نشر، ويوجد شعر بعضه لم ينشر، وهو ما تجمع بعد نشر الديوان، ربما تسمح الظروف بمراجعته ونشره في مجلد ثالث اذا اراد الله، اما الاحاديث والمقابلات الشخصية التي نشرت في بعض الصحف المحلية وغير المحلية لم اجمعها ولم احتفظ بها لانها كانت مختلفة الآراء وفي شتى المجالات.
* الشاعر حسين عرب الى اي جيل ينسب ولاؤك، بمعنى هل تجييل ذاتك في سيما حقبة شعرية معينة؟
تستطيع ان تعتبرني من الجيل الثالث الذي عاصر الجيل الاول والثاني وتفاعل معهما ومع غيرهما من شعراء العرب الكبار منذ العصر الجاهلي حتى شعراء الوقت الحالي.
والحقبة الزمنية لممارسة هذا الجيل ربما تمتد من اواسط الخمسينات الهجرية حتى الآن، رحمة الله على من مضى من الجميع، واطال الله في عمر الباقين ونفع بهم.
* حسين عرب,, الشاعر في منفاه مع القصيدة يشعر بلواعج الوحدة,, وهل هناك قصيدة تنير ظلمة الشاعر الحالكة؟
لواعج الوحدة يا اخي مع القصيدة تتحول الى متعة ذاتية مع كل بيت شعري يكتبه الشاعر، وكل ابكار المعاني، والافكار التي تسايره الى ان ينتهي من العمل الشعري.
* نود سيدنا الكريم ان تقف على قصائد عبدالله الزير، واحمد الصالح مسافر ومحمد الثبيتي,, ترىهل اسسوا للقصيدة مجداً آخر؟
ما قرأته من شعر الاساتذة عبدالله الزايد واحمد الصالح مسافر ، ومحمد الثبيتي هو محل تقديري واحترامي واعتبرهم مشاركين في صناعة القصيدة الحديثة التي لا اجيدها ولو اردت ذلك.
* حسين عرب يقال انك عندما تقول الشعر تتصالح مع الواقع بمعنى انك تخلق في روح القصيدة عالماً محايداً يصف الجمال ويسكت عن فضح القبح؟
الشاعر الحر دائماً لا يتصالح مع الواقع وانما يعبر عما يشعر به من جمال، كما يعبر عما يشعر به هو وامته من قبح ويظهر ذلك من قراءة قصائده القومية والسياسية عن احوال العصر ابتداء من قضية فلسطين الى الحرب العالمية الثانية الى استقلال بعض الدول العربية، الى الانقلابات العسكرية المرتبطة بعوامل داخلية وخارجية، ولعلي كنت واضحاً فيها كل الوضوح، ولا ادعي الجرأة في التعبير عن ذلك.
* شاعرنا العزيز الى اي مدى تتوافق مع ما يطرح في الساحة الثقافية من شعرية تراوح بين التحرر من القافية والشعر المنثور,, بودنا ان تقول لنا هواجسك في امر كهذا؟
صدقني اذا قلت لك انني كثيراً ما حاولت كتابة قصيدة من شعر التفعيلة او الشعر المنثور وغيره، ولكن قلمي كان يتوقف رغماً عن ارادتي، وهذا راجع لطبيعة الانسان ودوافعه الغريزية، ولكني مع ذلك لا اعارض شعراء التفعيلة والشعر الحر وغيرهم، فربما كان بعضهم اجود اداء من بعض شعراء الوزن والقافية وكما قال المتنبي: لكل امرىء من دهره ما تعودا .
* حسين عرب,, ما الذي يشغله الآن,, وهل هناك قصيدة تهديها الى قرائك في الجزيرة حفظك الله؟
سوف اجد ان شاء الله قصيدة يستدعي الظرف انشاءها لأتشرف بتقديمها اليكم.
اما ما يشغل الشاعر الآن او قبله او بعده فلا شك ان كل انسان موجود لابد ان يكون مشغولاً بشيء، وانما يكون عظيماً عند بعض الناس وضئيلاً عند بعضهم والمسألة نسبية بحسب طاقة تحمل الانسان الشخصية وكما قيل سابقاً انا افكر اذن انا موجود , او كما قيل شعراً.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر ا لكرام المكارم ويعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم |
وفقكم الله لكل خير وتقبلوا تحياتي