عاد إلينا شهر الخير، شهر البركات، شهر رمضان، شهر القرآن والإحسان.
هلّ علينا شهر الصوم,, الذي أوجب الله علينا صيامه فأهلاً به من شهر,.
الصوم,, مصطلح له معنى,, فلنتوقف قليلاً أمام المعنى الحقيقي لهذه الكلمة الجميلة التي تعني لنا كمسلمين أشياء كثيرة، أولها الركن الرابع من أركان هذا الدين العظيم، وثانيها هذا الشهر الكريم رمضان، بروحانيته وشفافيته في نفوسنا, فهل نصوم رمضان حقاً,,؟، وماذا يعني لنا الصيام؟, ربما قال البعض: سؤالان لا معنى لهما .
في المملكة، وفي معظم أنحاء العالم الإسلامي يصوم الناس,, نعم,, نصوم عن الطعام والشراب، خلال ساعات النهار من شهر رمضان المبارك، ولكن هل نصوم في رمضان عن غير المأكل والمشرب؟؟؟, وما أن يبدأ الليل بأذان المغرب حتى ننقض وبشكل غير منطقي على ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات ونقضي جزءا كبيرا من ساعات الليل في أكل وشرب والتهاء بمتابعة ما تعرضه التلفزيونات، بل نتجاوز أحياناً الى حد الاسراف,!,, فبربي هل هذا هو الصيام؟، وهل هذا هو السلوك المثالي في رمضان؟؟.
أنا لا أعمم حكمي هذا على جميع المسلمين، بل لا أخصص بلداً بعينه، ولكن معظمنا يعرف أن هذا هو في الحقيقة حال الكثيرين منا.
قبل ما يقرب من ثلاثين عاماً أو تزيد قليلاً كان الحال هنا في المملكة مختلفاً عما هو عليه الآن، كان الناس في رمضان يعيشون حياتهم طبيعية، ويزيدون عليها بالصيام الحقيقي، فيقتصدون في المأكل والمشرب، ويخصصون جزءاً من ساعات ليلهم للعبادة والتقرب إلى الله، أما فيما يخص افطارهم وسحورهم فهو لا يتجاوز الوجبة العادية المعهودة في غير رمضان, وعندما بدأت تدخل علينا أصناف من الأطعمة والأشربة وتيسرت أحوال الناس الاقتصادية بدأوا يتمتعون بما أحل الله لهم من الطيبات، وأجزم ان الأمر في البداية كان بالقدر المعقول الذي لا إسراف فيه ولا تبذير، وما هي إلا سنوات حتى أصبحت هذه الأطعمة والأشربة جزءا ربما اعتبره الكثيرون من الضروريات التي لا يكتمل صيامهم إلا بوجوده على موائد افطارهم!,, أليست هذه حالنا؟.
عندما يأتي رمضان ينفق الناس على المأكل والمشرب أضعاف ما ينفقونه في أشهر السنة العادية!! وفي رمضان يأكل الناس خلال ساعات الليل أكثر مما يأكلون في اليوم والليلة في غير رمضان,,! فكيف يتكون صمنا عن الطعام والشراب؟ وهل فهمنا حقيقة معنى الصوم؟
عندما يأتي رمضان ينقض الناس على الأسواق لدرجة أن الأسعار ترتفع بشكل ملحوظ، وكأن البيع والشراء كان محرماً في غير رمضان!.
في رمضان ينسى المرضى نصائح أطبائهم، ويتجاوزون حدود المسموح لهم من المأكل والمشرب، ويبالغ بعضهم في السهر مما يزيد من تكاليف علاجهم وبطء شفائهم,, أليست هذه حالنا في رمضان؟,.
تقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم، وهدانا إلى سواء السبيل.