تدحرجت صخرة الالم من سفح الجبل الشامخ، فقد كان ذلك المساء مختلفاً عن مساءاته الآفلة، مساء قاتم، حزين الشفق، ساكن النسيم، مطرق الرأس في محاجره دموع حائره يحرقها الفراق وتستنزفها الوحدة.
الصمت ثقيل والوقت طويل ومرارة الفراق تحليها قناعة الرضا بما حدث رحل الدعيع الذي اقترن اسمه بالطائي اقتران الكرم بحاتم واقتران الاصالة بحائل وهو في منتهى الوفاء من ارض الوفاء، وهذا ليس بمستغرب منه، فعبقرية المبدع من عبقرية مكانه في زمن شح فيه المبدعون ولم يبق منهم الا القليل والدعيع من هذا القليل, رحل ونحن نحيط به داعين له بمستقبل زاهر بالمجد والعطاء، ونحن لا نملك الا التلويح ايذاناً بفراق ذلك الشاب الاسمر النحيل والذي قدمته حائل للوطن وسيبقى منا وفينا وفي اعماق القلوب وارجاء الذاكرة, رحل رحيل الشجعان ومغادرة الابطال بعد ان وفى لناديه وكفل حقوقه، وبرحيله فقدت الرياضة في حائل عبقها وتقاربت اسوار النادي ذلك المبنى العتيق لتهم بتبادل القبل في عزاء ابنهم البار، فلقد تكرر السيناريو الحزين الذي حدث قبل عشر سنوات تقريباً بانتقال عبدالله الدعيع واعاد نفسه بأكبر صفقة في تاريخ الكرة السعودية والعربية وربما الآسيوية ولا عجب في ذلك فالمبدعون يخترعون اسلافهم، والدعيع يستحق ذلك على الرغم من تنديد البعض بالمبلغ المدفوع خاصة على حد زعمهم في لاعب محلي؟! اين ذهبت قارية اللقب وعالمية الاسم وشهادات الانجليزي هودل والفرنسي ايمي جاكيه ومواطنه بلاتيني وغيرهم من الاسماء العالمية.
غادر الدعيع وغادرنا معه، فهنيئاً للهلال بالدعيع وهنيئاً للدعيع بالهلال والزعيم لايذهب الا للزعماء، ولقد كان فأل خير للهلاليين بصعودهم للمباراة النهائية، وسترون كأس المؤسس باذن الله بين يدي الدعيع واني معكم من المنتظرين.
راضي المصارع الشمري