من الأعماق التَّنوِير!! أحمد المطرودي |
في الاسبوع الماضي وعندما فاز الاتحاد على الاستقلال في جدة بهدف واحد فقط ظهرت تصاريح المسئولين فيه غاضبة جداً على هذه النتيجة وحملت لاعبي الفريق المسئولية لانهم اضاعوا فوزاً,, كان يجب ان يكون كبيراً حتى تسهل المهمة الاتحادية في طهران على اعتبار ان الاتحاد سيواجه صعوبة في الفوز او التعادل هناك,, وكنت اعتقد ان احداً تطرق للفوز الاتحادي على انه مكسب وثمين وان الفوز على الاستقلال رغم تكتله الكبير في ملعب جدة يعتبر عملاً كبيراً اذا استطاع الاتحاديون استغلال ذلك بصورة جيدة,, الا ان الذين تابعوا المباراة انجرفوا مع هذا التيار وعلقوا على ان الاتحاد خسر بالفوز بهدف واحد فقط فجاء الفوز مريراً على الاتحاديين,, كما ان التحاليل الفضائية هاجمت الاتحاد على اعتبار انه لم يوفق في اضافة اهداف اخرى تزيد من فرصة تجاوزه للاستقلال,, وقد استغربت هذا الشعور الاتحادي الجماعي من الذين قاموا بوصف المباراة فنياً,, وقد علقت في مقالة الاسبوع الماضي عن الفوز الاتحادي بعنوان الفوز المر وشرحت فيه ان الفوز بهدف على الاستقلال هو مكسب كبير للاتحاديين ففريق الاستقلال ليس فريقاً سهلاً وليست قاعدة انه طالما يلعب خارج ارضه فسيكون حملاً وديعاً, هذا ليس بصحيح لان افراد فريق الاستقلال,, لاعبون لهم باع كبير في اللعب امام جماهير غفيرة وخبرتهم تسمح لهم باللعب امام الحشد الجماهيري الكبير للاتحاد,, اذاً الفوز بهدف على الاستقلال ليس ضعيفاً كما ادعى البعض,, بل انه كان فوزاً ثميناً قاد لاعبي الاتحاد لتحقيق التعادل في طهران بمستوى رفيع جداً,, وردة الفعل الاتحادي تلك تدل على عدم القدرة على قراءة الحدث بشكل جيد لان ذلك قد يساهم في احباط معنويات اللاعبين وبالتالي الخسارة,, لقد اشعر المسئولون في الاتحاد وايضاً الصحفيون,, ان الاتحاد خسر بالفوز بهدف وان خروجه من الاستقلال في طهران امر يحتاج للوقت فقط!!
وللاسف انني حينما عارضت هؤلاء جميعاً وكتبت في الاسبوع الماضي ان الفوز الاتحادي لم يكن فوزاً ضعيفاً وان فرصة تجاوز الاستقلال تبدو سهلة عارض الاغلبية وقد ذكرت رأيي لعوامل من ابرزها,, ان الاتحاد تمكن من تحقيق الفوز في مباراة الذهاب وهذا يعني ان الاستقلال يلزمه تحقيق الفوز وهنا سيواجه افراده ضغطاً نفسياً ومع مرور الوقت سيزداد الضغط اكثر وبوجود الجماهير الايرانية الكبيرة ستضغط نفسياً على لاعبي الاستقلال مما سيسبب الارتباك الشديد وهذا سيساعد الاتحاديين كثيراً وهو ما حصل بالضبط,, اقول, انه للاسف هناك من عارضني للاسف هكذا هم يتفقون,, ولكن على الخطأ!!
* احدهم,, ذكر ان الاتحاد سيتعرض لخسارة كبيرة في طهران وكان من الواجب على لاعبي الاتحاد ان ادركوا ذلك وحققوا الفوز بنتيجة كبيرة لانهم سيتعرضون لصعوبات كبيرة في تجاوز هذه العقبة وقد ذكرت ذلك في بداية المقال,, وهو ما حدث بالضبط,, لقد لعب الاتحاد بطريقة متوازنة على الهجمات المرتدة بينما اندفع لاعبو الاستقلال تجاه المرمى الاتحادي لتسجيل هدف وهم يدركون تماماً انهم متخلفون عن الاتحاد بهدف وهذا جعل لديهم ارتباكاً شديداً مع الضغوط الجماهيرية الكبيرة التي طالبتهم بتحقيق الفوز,, كلها عوامل جعلت الاتحاديين يظفرون بالتعادل ولو وفق المهاجمون لحقق الاتحاد فوزاً كبيراً,.
تطور الحكم!!
اعتقد ان من ابرز الاسباب التي ادت الى انخفاض مستوى التحكيم لدينا هو عدم قراءة الحكم للمباراة قبل ان تبدأ,, وهنا تكمن مشكلة ذلك الحكم في عدم قدرته على استيعاب بعض القرارات بكل جرأة!!
فبعض الحكام لا يملكون الجرأة مثلاً في احتساب ضربة جزاء لمصلحة فريق صغير ضد كبير لانهم يعتقدون صعوبة ان يحقق الفريق الصغير الفوز وهذا يجعل شخصية التحكيم مهزوزة,, ظاهرة اخرى في التحكيم السعودي هو ان الحكم لم يمارس لعبة كرة القدم ابداً في حياته,, وعندما يمسك الصافرة يركض في الملعب ليصفر على كل صغيرة وكبيرة وكأن اللاعبين داخل الملعب لا يلعبون كرة قدم,, بل يمارسون اللعب في كرة السلة,, ومن هنا فان مبدأ اتاحة الفرصة للاعب تكاد تكون معدومة رغم ان القانون صريح,, عدم استفادة المخطىء,, من ارتكابه الخطأ!!
بعض الحكام لا يجيدون التعامل بروح القانون,, وعدم قدرتهم على التفاهم والانسجام مع افراد الفريقين وكأنه حينما يمارس دوره في اتخاذ القرار يمارس العداء معهم وكان من الواجب على الحكم ان يعطي قراره بكل اريحية ومرونة ويجعل اللاعب يتقبل القرار وهو مسرور منه لان ذلك سيساعده على قيادته المباراة الى بر الامان,, كما ان للصافرة دورا كبيرا في عدم اثارة اعصاب اللاعب والجماهير بأن تكون الصافرة خفيفة سهلة وهذا ايضاً دلالة اكيدة على ثقة الحكم بنفسه وبقراره!
معجب ورفاقه!!
الحكم معجب الدوسري من الحكام المميزين الذين خرجوا بسرعة الى الاضواء بفضل امكاناته وحرصه الشديد على النجاح,, لكنني لاحظته في المباريات الاخيرة لا يبحث عن نجاحه ابداً ولعله قد يعاني شيئاً من الاحباط,, شاهدته في مباراة الرائد والنجمة يوم الاربعاء الماضي لقد ظهر معجب بمستوى لا يليق به ابداً,, فبغض النظر عن عدم احتسابه لضربتي جزاء صحيحتين للرائد عندما تعرض احمد غانم للاعاقة وهو في مواجهة مرمى النجمة وفي الشوط الثاني عندما دفع لاعب النجمة خالد البريت مهاجم الرائد مودي نجاي وهو يهم بضرب الكرة بالرأس من على خط الست ياردات وهي كرة واضحة جداً ولا ادري كيف تفوت على حكم في مستوى معجب وايضاً عدم طرده لمدافع النجمة الذي اعاق هدفاً للرائد عندما انفرد مهاجم الرائد في مواجهة مرمى النجمة ليعيقه من الخلف !! قبل ان يصل للمرمى!! ويكتفي الحكم بكرت اصفر فقط!!
بغض النظر عن هذه الاخطاء الكبيرة التي قد يكون للتقدير الشخصي دور بها,, فانني استغرب من القرارات الغريبة لمعجب فمثلاً اوقف عدة هجمات خطرة وسريعة بحجة الفاول لصالح نفس اللاعب المنفرد وهناك استفاد المخطىء من الخطأ,, بينما عطل الحكم اللعب وافسد على الجماهير المتعة والجمال في المباراة!!
كما ان الحكم اغفل الاحتكاك والقوة الجسمانية للاعب فأي احتكاك يحتسبه فاولاً مما اصاب اللاعبين بالاحباط وعدم القدرة على اللعب فافسد معجب جمال المباراة الجماهيرية الكبيرة!!
نقاط سريعة
* الكرة السعودية تحتاج للجماهير الآن بعد ان بدأت تعرض عن الحضور وهو ما سيكون سبباً في تأخير الرياضة عندنا,, والجماهير الرائدية مكسب كبير للمسابقة بتفاعلاتها وحضورها وكثافتها,, وهنا تكمن اهمية دور اللاعب الرائدي في تحقيق البقاء في الممتاز حتى لا نخسر هذه الجماهير المميزة والرائعة!!
* لاعبو الرائد يملكون المهارات والسرعة والقدرة على المراوغة,, لكنهم للاسف يفتقدون للثقة بالنفس فيتيحون الفرصة للخصم بمهاجمتهم والحصول على نقاط هم اكثر استحقاقاً لها!!
* كلما تخلص الفريق الرائدي من شوكة في تشكيلته جاءت اخرى لتفسد انسجامية الفريق!!
* يدرك المدرب الرائدي ان لاعباً مميزاً مثل محمد الحسين من الصعب وضعه على دكة الاحتياط.
* خالد دعيع الحربي ومنصور سرور الحربي وسليمان سرور الحربي وعمار حطاب الحربي الفوارة ,, ما غمرتموني به من مشاعر فياضة وكريمة اعجز عن رد الشكر لكم,, تمنياتي لكم بحياة سعيدة.
* توقفت كثيراً عند تصريح اداري التعاون خالد العوض عندما قال عقب فوز فريقه: لا نبحث عن الصعود وان جاء فخير وبركة تصريح ينم عن عقلية متزنة ورائعة لم يندفع مع الفوز ويقدم احلاماً لجماهيره قد تتحقق وقد لا تتحقق.
|
|
|